رئيس اللقاء الديمقراطي اللبناني "وليد جنبلاط" سوريا تشهد تطهيراً طائفياً للسُنّة

السبت 17/سبتمبر/2016 - 06:15 م
طباعة رئيس اللقاء الديمقراطي
 
فى حوار مثير للجدل مثل شخصيته وصف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب اللبناني "وليد جنبلاط" ما يجري في سوريا بأنه "تطهير طائفي" ضد السُنة تحديداً،  أنه يفضل "الانتحار على مصافحة بشار الأسد"، داعياً في الوقت نفسه الإدارة الأمريكية إلى إبداء "مزيد من الاهتمام بالمنطقة، ومزيد من التدخل"، بينما عبر عن تخوفه من إضعاف سعد الحريري زعيم تيار المستقبل تطبيقاً لسياسات ميليشيا حزب الله في لبنان.
 ووجه  في حواره  مع مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط،   عدة رسائل إلى داخل لبنان وخارجه، إذ رد على سؤال عما إذا كان سيعقد مصالحة مع الأسد في حال بقائه بالقول : "كلا، لن أفعل ذلك فهذا يعني نهايتي السياسية. أفضل الانتحار بشروطي أنا بدلاً من الذهاب إلى سوريا ومصافحة بشار".
وأضاف  "بشار سيبقى لسوء الحظ، وبشكل وقح، وبطريقة لا أخلاقية. وذلك بفضل الروس، ولا مبالاة الأمريكيين، وبالتحديد أوباما، وبالطبع بفضل إيران. ونحن نستشف مؤخراً مؤشرات جديدة عن تحول تركي مثير للقلق للغاية، إذ يتردد أنه قد يعقد اجتماع بين بشار الأسد وأردوغان في موسكو، بالنسبة إلى الأتراك، الهم الأساسي هو التهديد الكردي، وهم الآن يتعاطون مع الأكراد، ويتناسون معاناة الشعب السوري. يا له من مصير رهيب يتلظى به الشعب السوري. إنه متروك لمصيره في لعبة النفوذ الكبرى هذه، وهو عرضة إلى التدمير والترحيل في هذه اللعبة اللا أخلاقية".
وأردف السياسي اللبناني: "سأتمسك بمعارضتي السياسية والأخلاقية لممارسات النظام السوري، أشعر بضيق وكرب شديدين لأنه بعد خمسة أعوام، لا يزال الأسد في السلطة، ولا يزال النظام قائما، لأنه استفاد من التحالفات الشيطانية والمتبذلة، ومؤخراً من مواقف الأمم المتحدة".  ووصف جنبلاط ما يجري في سوريا بالتطهير الطائفي، وقال: "ماذا يعني الأمر عملياً على الأرض عند رؤية المناطق المدمّرة في حمص؟ لقد شهدت تلك المناطق تطهيراً طائفياً للسنّة في الغالب. وفي دمشق، بدأ التطهير في داريا ومعضمية الشام. إذن، معظم عمليات الترحيل تستهدف الآن السنّة، حتى في حلب. وهذا التوجُّه سيتواصل. لانزال في بداية تغيير ديموغرافي كبير في سورية، على حساب السنّة الذين يُطرَدون إلى لبنان والأردن وتركيا وأوروبا. أما الباقون فقد يصبحون محاصَرين داخل سورية، إنما وفقاً لمخططات بشار التي يسعى من خلالها إلى الحد من نفوذ السنّة".
وتابع جنبلاط : "الفضيحة التي ظهرت مؤخراً حول مساعدات الأمم المتحدة إلى سوريا تتنافى مع ادعاءات المنظمة بأنها تعمل من أجل حماية حقوق الإنسان، لقد قدمت الأمم المتحدة ملايين الدولارات لمساعدة سوريا، لكن الأموال أُرسلت إلى عائلة الأسد، وفي شكل أساسي إلى عقيلة بشار الأسد، الأمم المتحدة أقرت بهذا الأمر، مشيرة إلى أنها كانت تحاول إنقاذ الناس، لكنها قدمت في الواقع حقنة في عضل النظام والأسرة الحاكمة. إنها كارثة أخلاقية، ووصمة عار على جبين الأمم المتحدة".
ورداً على سؤال عما إذا كنا أمام نهاية الحقبة الأميركية في الشرق الأوسط، قال جنبلاط: "هذه ليست النهاية، بل ثمة نوع من تقاسم السلطة بين الولايات المتحدة وبين القوّتَين الصاعدتين الجديدتين: إيران وروسيا. بالطبع، لطالما كان للروس حضورهم، غير أن سياسة فلاديمير بوتين وتوجّهاته العدوانية من أوكرانيا إلى القرم فسوريا، قد ترسي نظاماً جديداً، وحدوداً جديدة، بالتشارُك مع الأميركيين وبتقاسم النفوذ معهم".
وعن مستقبله "في بلد يخضع لسيطرة حزب الله"، قال رئيس اللقاء الديمقراطي: "لا مستقبل لدي، فهدفي الوحيد هو الحفاظ على البقاء، وآمل بأن أكون قد نقلت هذه الرسالة إلى نجلي  تيمور  الذى تسلم الجزء الأكبر من العمل، وأصبح لدي بعض أوقات الفراغ للسفر ومشاهدة بعض الأماكن في هذا العالم وأرغب في السفر إلى مزيد من البلدان، لكنني لم أعد أقوى على ذلك جسدياً إلا أنني أشعر بالرضى لأنني أرى تيمور يتقدم بثبات نحو الأفضل، وآمل بأن يتمكن من حماية طائفته وتأمين بقائها. بالطبع الظروف اليوم أصعب بكثير من تلك التي واجهتها أنا. هذه هي أمنيتي وإرادتي قبل الرحيل".
ورأى جنبلاط "عندما تنتمي إلى طائفة صغيرة، يكون هدفك الوحيد هو حمايتها والحفاظ على البقاء.. والبقاء هنا يعني إقامة علاقات جيّدة مع مختلف مكوّنات البلاد، وعلى رأسها حزب الله. هذا هو السبيل الأسلم ليتمكّن الدروز من البقاء والحفاظ على ما تبقّى لهم سياسياً وديموغرافياً".
وأكد جنبلاط أنّ سعد الحريري زعيم تيار المستقبل يواجه صعوبات كبيرة اليوم، وقال: حليفي الأقوى يزداد ضعفاً باطّراد وهذا محزنٌ. محزنٌ جدّاً.
واستبعد جنبلاط في ختام حديثه أن ينتخب رئيساً للجمهورية في المستقبل المنظور، قائلاً: "بالطبع، من يبت في الموضوع الرئاسي هما القوتان الإقليميتان، إيران وسورية، لا ينبغي التقليل من شأن النفوذ الذي يتمتع به بشار وقدرته على إفساد الأمور، هدفهم هو إخضاع المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سوريا، فعندما ينجحون في تحقيق ذلك، وهم يعملون على تحقيقه بصورة تدريجية إنما مقابل ثمن باهظ جداً، يمكنهم أن يفرضوا على لبنان وصاية جديدة، ربما مع شروط جديدة، في هذا الصدد، بعض المسيحيين أو بعض الزعماء في الطائفة المارونية غافلون عن أنه قد يتم تعديل الدستور بما يتعارض مع مصالحهم. ربما البعض مستعدون للقبول بهذا الأمر، على غرار ميشال عون. لكن ذلك يتوقف على المكاسب العسكرية للجيش السوري وحلفائه".
هذا وتم الكشف مؤخراً عن مخطط لاغتيال وليد جنبلاط في لبنان، حيث اعتبر زعيم تيار "المستقبل" سعـــد الحريري  يوم الجمعة  16-9-2016م  أن "الكشف عن مخطط لاغتيال وليد جنبلاط، إنجاز أمني وقضائي يستحق توجيه التحية لكل من ساهم في وضع اليد عليه"، مؤكداً في تغريدة له عبر "تويتر" أن "سلامة وليد جنبلاط من سلامة لبنان والتعبير عن التضامن معه والدعوة الى حمايته مسؤولية عربية ووطنية في مواجهة أدوات الفتنة والشر".

شارك