المصالحة مع الإخوان بين الرفض والقبول

السبت 03/ديسمبر/2016 - 06:30 م
طباعة المصالحة مع الإخوان
 
لا شك ان محاولات الجماعة للمصالحة مع النظام المصري مستمرة وتتجدد من وقت لآخر فبعد ان تفشل محاولة من هذه المحاولات الا وتشرع الجماعة في محاولة جديدة، وتقوم بتوكيل من يتحدث نيابة عنها وتدعي في مواقعها وقنواتها الفضائية انها لم ترد التصالح مع النظام وهذا ما تكرر كثيرا في 2016، وحول هذا الموضوع أعلن اللواء أسعد حمدي، وكيل المخابرات العامة الأسبق، أنه لا يمكن المصالحة مع جماعة الإخوان، لافتا إلى أن الجماعة ارتكبت جرائم في حق الشعب المصري وهناك دم سال علي أرض مصر.. حسبما ذكر في حواره على فضائية "ltc". 
وأشار "حمدي"، خلال لقائه ببرنامج "رانيا والناس"، المذاع علي فضائية "ltc"، أمس الجمعة 2 ديسمبر 2016، أنه يمكن المصالحة مع جماعة الاخوان بشرط أن يعلن مكتب جماعة الإرشاد عن حل جماعة الاخوان المسلمين بالإضافة لمحاسبة من تلوثت يداهم بالدماء.
وفي محاولة جديدة تبناها الرئيس السوداني السابق المشير “عبد الرحمن سوار الذهب”، حيث عرض قيام السودان بالوساطة بين النظام المصري وجماعة الإخوان المسلمين.
المصالحة مع الإخوان
وقال سوار الذهب : “يمكن للسودان أن يتدخل لوضع حد للانقسام بين الشعب المصري وتحقيق الأمن والاستقرار لمصر، إذا قبل الطرفان هذه الوساطة”، مشيرا إلى أنه “يمكن استخدام الحوار الوطني في السودان كنموذج لتحقق الأحزاب العربية الاستقرار”.
وأشار إلى أن أي شخص حريص على مصلحة الأمة، يرى أنه في حال قبول الحكومة المصرية تدخل طرف ثالث بينها وبين جماعة الإخوان، يمكنه أن تضع حدًا لهذا النزاع العسير بينهما، حسبما ذكر موقع “ميدل إيست مونيتور”.

المصالحة مع الإخوان
وحول موضوع المصالحة هذا يقول كمال الهلباوي في حوار له على موقع "اليوم الجديد": الحديث عن مبادرة للمصالحة بين الجماعات التي استخدمت العنف وبين الدولة لابد وأن تسبقها خطوات تمهيدية وأولاها لا بد أن يكون صاحب المبادرة لديه توكيل من الإخوان، وهذا أمر في حد ذاته صعب جدا لأن هذه الجماعة لا يمكن أن تعطى أحدا توكيلا حتى يتكلم باسمها، هي لا تأمن لأحد، وتولى سعد الدين إبراهيم مبادرة للمصالحة وحسن نافعة أيضا وتقدمت عشرات الشخصيات العامة بمبادرات مماثلة، ولكنها لم تكن محبكة بمعنى أنه لم يتمكن من الحصول على موافقة من الإخوان والأمر الثاني لم يكن لديه موافقة من الدولة.
ويستطرد الهلباوي قائلا "شاع لفظ المصالحة بين الدولة والإخوان مرارا وتكرارا، ولكن الإخوان يرفضون المصالحة منذ 30 يونيو، والحديث الذى نسب للأستاذ إبراهيم منير، نائب المرشد، مؤخرا لم يكن دقيقا، فهو قد طالب فى الحوار الذى أجراه مع موقع «عربى 21»، أنه يرى تكوين فريق من الحكماء من مصر والدنيا كلها للنظر فى إطار للمصالحة.. فمن هم الحكماء؟ قد يكون منهم أردوغان، وفى نفس الحوار تحدث عن إدانة ما أسماه الانقلاب العسكرى مرارا وتكرارا.
ودعا منير شرفاء القوات المسلحة للتدخل، إذن هو لا يرى الجيش وحدة واحدة وأن هناك جناحا واحدا شريفا، يمكن أن يسهم فى عودة الشرعية.
وعلى العموم لم يوضع هذا البيان على صفحة الإخوان الرسمية، ثم تجاهله تماما الإخوان وأعلنوا رفضهم الدعوة للمصالحة وضرورة السعى لعودة الشرعية ورفض مبدأ المصالحة."

المصالحة مع الإخوان
وردا على محاولة الدكتور سعد الدين ابراهيم للمصالحة قال الهلباوي "مبادرة الدكتور سعد الدين إبراهيم ليست مبادرة شاملة، ولم يكن عليها موافقة من الطرفين، ولكنه يؤخذ على الدكتور إبراهيم أنه من الذين ورطوا الإخوان فى التعامل مع أمريكا، وعرفهم الإخوان بقيادات بالبيت الأبيض والأجهزة المختلفة، وأعتقد أن ظن سعد الدين إبراهيم خاب فى الإخوان هو أيضا." واستطرد قائلا "أمريكا عندها فى سياستها واستراتيجيتها مبدأ اسمه البدائل، أى بيكون لها فى كل بلد أتباع، ولها مؤسسات، وجماعات ولو كانت حتى إرهابية، وأمريكا من الممكن أن تشن عليهم الحرب فى ما بعد بمجرد انتهاء المصلحة، هؤلاء الأتباع تربيهم أمريكا حتى يصبحوا جنود المستقبل لهم فى الأوطان المختلفة مثل اختيارهم لكرزاى فى أفغانستان، على الرغم من وجود العديد من المجاهدين الوطنيين الآخرين مثل ربانى وسياف وحكمتيار ويونس خالص ومجددى ومحمد نبى وغيرهم الكثير، أمريكا عندها عدد من الناس بتركز عليهم وتواظب على صلاتها بهم.. "

المصالحة مع الإخوان
وتأكيدا لوجهة نظر الهلباوي في عدم امكانية المصالحة وان التصالح مع النظام ليس ضمن استراتيجيات الجماعة أكد المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين، طلعت فهمي، أنه لا تصالح مع النظام الحالي إلا برجوع الرئيس الأسبق، محمد مرسي، إلى الحكم مرة أخرى. وفي مداخلة هاتفية لقناة "مكملين"، التابعة للجماعة، وضع "فهمي"، عدة شروط للمصالحة، أبرزها عودة "مرسي" إلى الحكم، وأن يرضى المصابين وأهالي الشهداء من الجماعة عن تلك المصالحة، بالإضافة إلى عودة الحق لأهله. وأوضح أن الحديث عن المصالحة، يتم استنساخه بين الحين والآخر؛ لتنفيذ مخطط النظام الحالي، لتحقيق شروط البنك الدولي، وتقليل حدة الانتقادات الدولية. وأشار إلى أن جماعة الإخوان جزء من الشعب المصري ونسيج منه، متسائلًا "عن أي مصالحة هؤلاء يتحدثون في ظل وجودهم في الحكم؟". وقال المتحدث باسم الجماعة: "لا يمن أحد علينا بالحرية لأننا لسنا عبيدًا، كما أن حريتنا سنستردها من خلال إقامة دولة مدنية حرة حديثة"، على حد قوله. ونوه بأن "المعتقلين من الجماعة هم أثر من آثار النظام الحالي، وعلينا أن نعالج السبب الرئيسي لكل شيء، مستنكرًا أن يصدر الحكم بالإعدام على أحد الأشخاص ثم يتراجع المعدم عن الإعدام مقابل السطو على أموال الصادر في حقه حكم الإعدام". وعن مبادرة سعد الدين إبراهيم حول المصالحة، قال "فهمي"، "سعد الدين إبراهيم أكد على حقوق الجماعة، وأن هناك دماء تم إسالتها، مشددًا على وجود بنود محددة للمصالحة". وكان مدير مركز ابن خلدون، سعد الدين إبراهيم، طرح مبادرة للمصالحة بين النظام الحاكم الحالي الإخوان، مؤكدًا أنه لا يملك التحدث باسم أي من الطرفين. وأضاف "إبراهيم"، في لقاء تلفزيوني ببرنامج "من الآخر" المذاع على قناة "روتانا مصرية"، أنه يجب على النظام الحاكم قبول جماعة الإخوان، فهناك نحو 700 ألف فرد إخواني أقسموا اليمين أمام مرشد الجماعة وأعلنوا المبايعة، لو كل منهم يملك أسرة من 5 أفراد على الأقل تكون المحصلة أكثر من 3 ملايين و500 ألف شخص". وتساءل: "هل سيعيش النظام بدونهم؟ هل سيكون هناك استقرار؟ هل تتحمل الدولة ذلك؟" متابعًا "لا.. إذن على الطرفين أن يعيا ذلك، وأن يسرعا بالمصالحة من أجل عودة الوطن إلى حالته". ورشح مدير مركز ابن خلدون، 4 شخصيات يعتقد أنها يمكنها إنجاز هذه المصالحة، موضحًا أن مصر تعيش حالة عدم استقرار وأوضاعًا اقتصادية تسوء يومًا بعد آخر، قائلًا "على كل الفرقاء أن يأتوا إلى كلمة سواء؛ فكل صراع أهلي لابد له من نهاية". والأربعة أشخاص بالنسبة لـ"إبراهيم" هي: أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق، رئيس الوزراء الأسبق، ومحمد البرادعي، نائب الرئيس السابق، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، ونبيل العربي، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية السابق". ونصح الإخوان، بأن يطلبوا إعادة الاندماج في الحياة العامة على قدم المساواة مع الجميع، والمشاركة في الحياة السياسية بكافة أشكالها كمواطنين مصريين، لهم الحقوق وعليهم الواجبات نفسها". وأكد أن النظام هو الطرف الأكثر استفادة من أي مصالحة، محذرًا من أن عدم حدوث مصالحة ربما يدفع صندوق النقد الدولي إلى عدم دفع بقية أقساط القرض الذي اتفق عليه مع مصر، حسب قوله. وقال: "إذا كان النظام الحالي مترددًا بشأن المصالحة، فلتطرح الأمر على الشعب في استفتاء، فإن وافق فلتبدأ جهود المصالحة، وإن رفض الشعب فيجب احترام خياره". وكان إبراهيم منير، نائب مرشد الإخوان، أشار إلى أن الجماعة مستعدة لسماع كل وجهات النظر من حكماء لإتمام المصالحة، التي لا تستبعد الرئيس الأسبق محمد مرسي، مؤكدًا أن الجماعة مستعدة لسماع كل وجهات النظر. وأكد أن الجماعة لم تطلب المصالحة مع النظام ولن تطلبها، موضحًا "لكن نحن نرمي الكرة في مرمى من ينهلون لنا بالنصائح، ونقول هاتوا ما لديكم من أسلوب هذه المصالحة، وليجتمع حكماء الشعب وليرسموا لنا صورة هذه المصالحة التي تدعون أننا نؤخرها". واستكمل: "عند تقديم هذه الرؤية من الحكماء أو من النظام فلسنا مغلقي الأذن ولا العقول، وحينها سيكون ردنا، وإذا فتح الباب للمصالحة في مصر؛ فالرئيس مرسي والقيادات الوطنية وليس الإخوان موجودون ويجب تصحيح الأوضاع والعودة لشرعيتها الحقيقية". فيما أعلنت جماعة الإخوان رفضها لإجراء مصالحة مع النظام الحالي، قائلة "قد أعلناها مرارًا وتكرارًا ونعيدها اليوم لا تنازل عن الشرعية، ولا تفريط في حق الشهداء والجرحى، ولا تنازل عن حق المعتقلين فى الحرية، وحق الشعب في الحياة الكريمة". ودعت الجماعة في بيان نُشر عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك"، من أسمتهم "القوى الثورية ورموز الثورة"، إلى "الاصطفاف واستكمال ثورة الخامس والعشرين من يناير حتى تحقق كامل أهدافها".

شارك