المصالحة الاخوانية .. وتفجير معهد أزهري بالشيخ زويد

الثلاثاء 06/ديسمبر/2016 - 03:24 م
طباعة المصالحة الاخوانية
 
كلما زاد الحديث عن المصالحة بين النظام وجماعة الإخوان الإرهابية كلما زاد إيماننا بأن هناك عملية تفجيرية سوف تحدث، حدث هذا مرارًا وتكرارًا وكان هناك من لا يريد إتمام مثل هذه المصالحات، سواء على مستوى الجماعة أو غيرها ممن لهم مصلحة مباشرة في بقاء الوضع كما هو عليه، فهناك من داخل الجماعة من يرفض أي حوار أو حديث عن المصالحة وكذلك الأمر داخل النظام، وإن كان الشعب المصري في معظمه لا يرى جدوى من مثل هذه الدعوات؛ لأنه مشغول بالبحث عن لقمة العيش، هذا أولًا وثانيًا أنه مثل هذه التفجيرات تؤجج مشاعر المواطنين تجاه الجماعة الإرهابية وتزيد من عداء الشعب لها، ولنقرأ تلك الحادثة التفجيرية الأخيرة حيث فجر مسلحون مجهولون، معهدًا أزهريًا، صباح اليوم الثلاثاء 6 ديسمبر 2016، بمنطقة الشيخ زويد بشمال سيناء، عن طريق عبوات ناسفة؛ ما أسفر عن تهدم أجزاء كبيرة منه.
وقالت مصادر: إن مجهولين يرجح انتمائهم للعناصر التكفيرية، قاموا بوضع عبوات ناسفة، بجوار معهد النصر الأزهري، بمنطقة جنوب الشيخ زويد، وفجروها عن بعد، ما أسفر عن تهدم أجزاء كبيرة من المبني الرئيسي للمعهد.
وأضافت المصادر، أنه لم تقع أية إصابات أو خسائر بشرية، مرجعين السبب إلى تعطل الدراسة بالمعهد منذ فترة كبيرة، بسبب الظروف التي تشهدها المدينة.
ويذكر أن الدراسة معطلة بتلك المناطق ضمن الاحتياطات الأمنية التي تتخذها أجهزة الأمن؛ حفاظًا على أرواح الطلبة، فيما اعتاد المسلحون استهداف مدارس الشيخ زويد لعرقلة تحرك القوات وعدم إنشاء أكمنة ثابتة بتلك المدارس.
الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
ومن المعروف أن أي عملية إرهابية لا بد لها من أهداف يراد تحقيقها، ومن قراءتنا للخبر يتضح أن الدراسة معطلة منذ فترة في المنطقة الحادث بها التفجير فما هي الفائدة التي سوف تعود على الجهة المنفذة للتفجير من هذه العملية سوى إثبات الوجود والإعلان عن نفسها أنها موجودة وتستطيع تنفيذ عمليات في هذه المنطقة رغم وجود القوات الأمنية؟! وما الفائدة الفعلية من هدم مبنى خالٍ تمامًا سوى هذا؟! ولكن الجهة المنفذة حتى الآن لم تعلن عن نفسها، وهذا قد يطرح سؤالًا آخر، ألا وهو هل العملية مقصود بها خلخلة الحالة الأمنية ولفت الانتباه، للتمهيد لتقديم طلبات أو الإسراع في عمليات تفاوض معينة مع النظام؟ كل شيء وارد، خصوصًا أن الوضع في سيناء ملتبس وأن الجهات المنوط بها تقديم معلومات للإعلام والصحافة تضن بما تعرفه كثيرًا، مما يدعو إلى فتح باب التخمينات التي تصل لحد اتهام القوات الأمنية بأنها نفسها هي الجهة المنفذة للهجوم، لاستغلال الموقف وفرض مجموعة من القرارات الأمنية الضاغطة على سكان المنطقة أو مناطق أخرى تحت حجة أن الوضع الأمني يستدعي هذا. وغيرها من التخمينات التي لا يتسع المجال لطرحها. ومن الجدير بالذكر أن أول رد فعل على هذا الحادث كان للدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية؛ حيث استنكر بشدة العملية الإرهابية الغاشمة التي قام بها هؤلاء المتطرفون، وأكد مفتي الجمهورية- في بيان له- أن جماعات التطرف والإرهاب تخشى العلم والعلماء؛ لأنهم ينشرون الدين الوسطي السمح الذي يواجه تطرفهم وشذوذهم الفكري، فيسعون بكل ما أوتوا من قوة لهدم مدارس العلم ومعاهده، متناسين بذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم".
وأضاف علام، أن تلك الهجمات الشرسة على معاهد العلم الأزهري الوسطي تبين مدى خوف تلك الجماعات المتطرفة من الأزهر الشريف الذي يقف لهم بالمرصاد عن طريق نشر العلم بين الناس، وهو ما يجب أن يكون دافعًا لطلبة العلم للاجتهاد في طلبه وتحصيله ونشره والعمل به.

شارك