وزير الدولة للشئون الإسلامية السابق بإندونيسيا: إسرائيل العدو الأول للإنسانية وهي أكثر خسة من الاستعمار

السبت 20/يناير/2018 - 10:35 م
طباعة وزير الدولة للشئون
 
لم يكن الحديث عن الإرهاب غائبًا في المؤتمر العالمي لنصرة القدس، والذي عقده الأزهر الأسبوع الماضي، وهو أكبر تجمع دولي شهدته القاهرة تم تنظيمه للتصدي لقرار ترامب الأخير بتحويل القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، المؤتمر الذي كان له ردود فعل واسعة سواء من الوفود الرسمية لـ86 دولة مشاركة، وتم بث فعالياته على الهواء، شارك فيه كافة أطياف المجتمع الدولي من سياسيين ورجال دين وعلماء، إلى جانب مشاركة كافة الطوائف المسيحية، ومشاركة الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذكسية، شاركت كنيسة الفاتيكان في المؤتمر من خلال كلمة للبابا فرانسيس تمت قرائتها على الهواء من مقر الفاتيكان، بوابة الحركات الإسلامية حاورت في المؤتمر عددًا من الشخصيات البارزة في العالم العربي والإسلامي والمسيحي، وكان لنا هذا الحوار مع معالي الدكتور محمد قريش شهاب وزير الدولة للشئون الإسلامية السابق بإندونيسيا، وحوار حول القدس والإرهاب.

وزير الدولة للشئون
- يواجه العالم الإسلامي اليوم تحديًا صعبًا عندما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحويل القدس عاصمة أبدية لإسرائيل كيف يمكن للعالم الإسلامي مواجهة هذا النوع من التحدي؟
على العالم الإسلامي مواجهة هذا التحدي بكل الوسائل، ونحن متفقون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم استخدام العنف أو الإرهاب في مواجهة قرار الولايات المتحدة، الأمر الذي أعلنه في كلمته بمؤتمر الأزهر منذ يومين.

- في رأيكم كيف يمكنكم الحيلولة للوقوف أمام الصلف الأمريكي والإسرائيلي معًا؟
بجميع الوسائل الممكنة، وأنا في رأيي أنه علينا استخدام عدة أوراق، أن تكون لدينا خطة طويلة الأمد تنفذ على مراحل وعلى كافة الأصعدة، ففي رأيي ممكن أنه على أوروبا أن تضغط على إسرائيل في الأمم المتحدة، أما من جانبنا نحن فعلينا أن نتحد أولًا، أن نحيي الشعور بالحماسة الوطنية والدينية وأن نغذي أطفالنا بتاريخ القدس وأهميته الدينية والإنسانية.

- لماذا لا يتم طرح المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل على الدول التي شاركت في المؤتمر؟
يجب أن نستخدم كافة السبل والوسائل بما فيهم سلاح المقاطعة الاقتصادية إذا اضطر الأمر، لأن العدل أحب إلينا من السلام غير العادل.

- عبر شيخ الأزهر في كلمته أن إسرائيل لم تهزم الأمة الإسلامية بقدر ما هزمنا وخذلنا أنفسنا فما تعليقكم؟
بدون شك أتفق معه تمامًا، نحن خذلنا وهزمنا أنفسنا عندما اختلفت الأمة الإسلامية والعرب، وعندما قدمنا المهم على الأهم، بل قدمنا الهزيل على المهم.
- كيف ترى الدور الذي من الممكن أن تقدمه إندونيسيا كأكبر دولة بها عدد مسلمين وكقوة اقتصادية لا يستهان بها تجاه القضية الفلسطينية؟
لا تستطيع الحكومة الإندونيسية وحدها حتى وإن تحالفت مع دول الجوار الأخرى مواجهة أمريكا، يجب أن تتحد الدول الإسلامية كلها، مثلما كنا أيام الملك فيصل عندما استخدمنا البترول كسلاح اقتصادي في وجه أمريكا، ويجب أن نعيد استخدام كل قوتنا السياسية والاقتصادية وإعلاميًا للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة، وأحب أن أشير أن جميع دول العالم اليوم في صف الدولة الفلسطينية والقضية العربية ضد قرار ترامب.

- البعض يرى أن وجود التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط أضعف الدور العربي تجاه القضية الفلسطينية؟
بلا شك، لأنهم يستخدمون الدين لأغراض سياسية غير شرعية تتنافى مع الإسلام.

- كيف يمكن أن نخرج بعد مؤتمر الأزهر من دائرة الحديث إلى دائرة العمل على الأرض تجاه قضية القدس؟
لو لم نرى أن هذا المؤتمر مختلفًا عن المؤتمرات السابقة لما كنا شاركنا فيه، ولم تكن هناك حاجة للمجيء، ولو لم يكن هناك جديد لما كنا شاركنا، نحن شبعنا من الكلام، وفي رأيي أن أفضل ما قاله شيخ الأزهر في المؤتمر هو ضرورة تغيير المناهج، وهو شيء مهم جدًا، علينا أن نغرس قضية القدس في وجدان أطفالنا ليشبوا على الإيمان بقضيتنا العادلة، وعدالة جهادنا وكفاحنا.

- هل سيعود الحديث على إن إسرائيل هي العدو الأول للأمة الإسلامية؟
إسرائيل ليست العدو الأول للأمة الإسلامية فقط، بل هي العدو الأول للإنسانية كلها، وهي أكثر خسة وأشد فتكا من الاستعمار.
- اليوم أصبحت إندونيسيا تعاني من الجماعات المتطرفة والتي استولت على زمام الأمور في بعض القرى، كيف تواجهون هذه الدولة كمؤسسة دينية؟
في إندونيسيا هناك قلة متطرفة تتبع التنظيمات الإرهابية، ونحن كمؤسسة دينية نقوم بعمل دروس توعوية في السجون لهؤلاء الإرهابيين، لأنهم يستخدمون اسم الدين بجهالة، مما أدى لوصولهم لما نراه اليوم من إرهاب.
- لماذا أصبحت كلمة "الجهاد" مرادفًا لكلمة "الإرهاب"؟
هذه إشكالية نواجهها نحن الآن، أوروبا تعتبر أن الجهاد هو الإرهاب، رغم أن الجهاد لا علاقة له بالإرهاب.

شارك