أسرار التمويل القطري للإسلام السياسي في فرنسا «المساجد - المؤسسات - الشخصيات»

الأحد 24/يونيو/2018 - 12:44 م
طباعة أسرار التمويل القطري يواكيم فيليوكاس
 
تتدخل قطر ماليًّا في شئون الإسلام السياسي في فرنسا من خلال صندوق «قطر للأعمال الخيرية»، وبعض الرعاة القطريين، وأسس عبدالله محمد الدباغ، مؤسسة قطر الخيرية عام 1991،وترأس مجلس إدارتها، «استقال الدباغ من هذا المنصب بعد ضغوط من الإدارة الأمريكية على النظام القطري، بسبب الشبهات التي حامت حول هذه المؤسسة القطرية ذات المظهر الخيري، بخصوص تقديمها دعمًا ماليًّا لتنظيم القاعدة وأسامة بن لادن»، وذلك بحسب ما كشفه محمد لويزي، العالم ببواطن الأمور لتنظيم الإخوان المسلمين.

واليوم نجد أن الإخواني أحمد الحمادي، العضو بما يسمى «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، أحد الرؤساء الذين يقومون بإدارة الأمور في مؤسسة قطر الخيرية، ويبلغ حجم استثماراتها في أوروبا منذ عام 2010 ما يقرب من 130 مليون يورو.

أ- المساجد
مسجد «السلام» بانت (Nantes)، التابع لجمعية غرب فرنسا الإسلامية التي تمثل الفرع الإقليمي لاتحاد المنظمات الاسلاميَّة بفرنسا، ويتم تمويله بطريقة شفافة من قبل مؤسسة «قطر للأعمال الخيريَّة» بمبالغ كبيرة لم يتم الكشف عن قيمتها.

وقامت بلدية نانت الاشتراكية بتوفير جزء من ميزانية معهد تعليم الشريعة «المركز الثقافي عبدالله الدرويش نسبة إلى الراعي القطري» في عام 2009 بما يعادل 200 ألف يورو، وتم تنظيم عدة مؤتمرات بالمسجد لأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين، مثل طارق رمضان وحسن إيكويوسن.

مسجد «الرحمة» في ستراسبورج (Strasbourg)، الواقع في 6 شارع راسين في ستراسبورج في حي «أوت بيير» (Hautepierre) الحساس، وتقوم جمعية الإصلاح الاجتماعي في «أوت بيير» التابعة لاتحاد المنظمات الإسلاميَّة بفرنسا، بإدارة شؤون المسجد الذي تم افتتاحه في 19 مايو 2017 على مساحة 2500 متر مربع على ثلاثة مستويات، ويمكن أن يستوعب المسجد 800 مصلٍ في القاعة الكبرى، ونحو400 مصلٍ في الميزانين، وتكلف بناء هذا المسجد المخصص لسكان الحي من ذوي الأصول المغربية، ما يقرب من 3 ملايين يورو، وقد تلقى أموالًا قطرية، وأيضًا مساهمة تركية.

ولقد أعلن صلاح أربل، مؤسس اتحاد المنظمات الإسلاميَّة في منطقة الألزاس عام 1989، وأحد الشخصيات البارزة بهذه المنظمة التي يرأسها اليوم عبدالحفيظ، أنه ذهب إلى تركيا لدعم الرئيس رجب طيب أردوغان.

كما نلاحظ أن المسجد قريب جغرافيًّا من رابطة الشؤون الثقافيَّة التركيَّة الإسلاميَّة، إحدى أدوات القوة الناعمة لحزب العدالة والتنمية، كما تسعى رابطة الشؤون الثقافية التركية، واتحاد المنظمات الإسلامية من خلال هذا التعاون بينهما إلى إعطاء نموذجٍ جيدٍ للجالية المسلمة في منطقة الألزاس الصغيرة.

مسجد «داسو» في «أرجنتوي» (Argenteuil) في منطقة فال دواز، حيث يعتبر مسجدًا جديدًا تابعًا لجمعية السلام، ويديره مغاربة من اتحاد مسلمي فرنسا (RMF)؛ ففي 22 مايو 2015، تلقت جمعية السلام ثلاثة تبرعات كبيرة قيمتها 2 مليون يورو، من السيد العطية فهد عبد الله، وهو عضو في عائلة ثرية من قطر، حيث قدم «العطية» على التوالي أيام 22 و26 مايو و5 يونيو 2015، ثلاثة شيكات بقيمة 80 ألف يورو، و132 ألف يورو، و600 ألف يورو، وبوصول هذه الأموال الجديدة، أصبح لدى الوسيط التأميني في فرنسا (سي إس سي إيه) نحو 3.5 مليون يورو، وسوف تستخدم هذه الأموال لتوسيع المسجد.

العلاقة مع «الإخوان»
منذ أواخر أكتوبر عام 2016، يقوم السيد بشير بن حسن، العضو بحزب النهضة التونسي والذي يحمل الجنسية الفرنسية بإلقاء خطب في مسجد السلام كل خميس وجمعة، بين صلاتي المغرب والعشاء، ويلاحظ منذ ذلك الحين أن هناك زيادة تدريجية وكبيرة في الإقبال على المسجد من قبل المصلين القريبين من التيار السلفي، ونلاحظ أيضًا أن هناك أئمة أصوليين ترددوا على هذا المسجد، منهم الموريتاني طيب محمد محمود، الإمام الحالي لمسجد مدينة «سارتروفيل» في منطقة «ايفلين»، والذي يتردد على المسجد من حين لآخر، وأيضًا الإمام علي ياشار المشهور بـ«علي العراقي»، الذي كان إمامًا لمسجد «داسو» من نهاية 2001 وحتى أبريل 2004، قبل أن يتم وضعه تحت الإقامة الجبرية في مدينة «مند» بمنطقة «لوزير» بسبب تصريحاته التي تحث على الجهاد في العراق، ومن هؤلاء الأئمة أيضًا نجد الإمام السلفي محمد بن مرزوق، المعروف باسم «أبو عمر».

مسجد «يوتز» (Yutz) الواقع في منطقة «موزيل»، وتديره جمعية الحياة الثقافية للجالية المسلمة (AVCCM) في «يوتز»، ويقع هذا المسجد السلفي في مبنى دافئ (25 شارع البلدة القديمة)، ويرأس هذه الجمعية علي خربوبي، وإمام هذا المسجد يدعى بلقاسم بولهايس، وهو ناشط سلفي ومعروف لدى الأجهزة الأمنية.

وتستأجر جمعية الحياة الثقافية المبنى بمبلغ كبير حوالي 2960 يورو شهريًّا، وترغب في شرائه؛ لذلك أطلقت حملة لجمع التبرعات، ونجحت في تجميع حوالي 120 ألف يورو، لكن إجمالي المبلغ المراد جمعه هو750 ألف يورو، واتصل السيد «خربوبي» بدبلوماسيين قطريين في عام 2016، وذهب فعليًّا إلى قطر لاستكمال التمويل.

وأثناء وجوده هناك قوبل طلبه بكثير من اللطف، وأشرف صندوق مؤسسة «قطر الخيرية» على التمويل؛ ومع ذلك تقوم المنظمة غير الحكومية القطرية حاليًا بتركيز تبرعاتها لسوريا، والتي تستوعب الكثير من المساعدات الإنسانية والعسكرية، وتم إبلاغ المسؤولين عن المسجد بأن الأولوية حاليًا هي المساعدات لسوريا.

مسجد «جالياك» (Galliac) الذي يستوعب 260 مصليًّا وتم تعيين إمامه بمرتب ثابت يبلغ 2000 يورو شهريًّا، وهو شيء لم أستطع التحقق منه، لكن هناك إشاعات تشير إلى أن أموالًا من قطر ساعدت بشكل كبير على إتمام ذلك.

مسجد «سان دوني» (Saint-Denis)، في منطقة «سين سان دوني»، وهذا المسجد يطلق عليه المركز الثقافي «التوحيد»، ويتبع اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، وكتبت صحيفة «ليبراسيون» بتاريخ 26 أبريل 2013: «تتردد على مركز التوحيد الثقافي بسانت دينيس شخصيات قريبة من الإخوان المسلمين كراشد الغنوشي، مؤسس حزب النهضة التونسي، وشقيق طارق رمضان، هاني، الأكثر راديكالية من أخيه».

وبشكل منتظم، يقوم هذا المركز بجمع الأموال من دول الخليج، وتعتبر قطر -طبقًا لشهادات العديد من الأعضاء- الدولة الأكثر دفعًا للأموال لهذا المركز.

مسجد «ريمس» (Reims)، يعد الجامع الكبير في «ريمس»، وتعمل على إدارته جمعية المسجد، ومركز ريمس الإسلامي (AMCIR)، ويعتبر هذا المسجد جوهرة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، من حيث كبر حجمه (3700 متر مربع)، وتم تمويله من قبل الكويت بمبلغ (3 ملايين يورو)، وقطر (2 مليون يورو)، وبدون أدنى شك، يظهر بشكل جلي أن الاتجاه الإخواني موجود داخل المسجد؛ فقد حضر زيد دولتلي، العضو القيادي في حزب النهضة التونسي إلى المسجد في فبراير 2016، وقد قمت شخصيًّا بزيارة للمسجد عندما كنت أكتب كتابي «المساجد الراديكالية»، وقرأت هناك نصوصًا لسيد قطب في كتيبات يتم توزيعها، بالإضافة إلى أنه في مكتبة المسجد تباع كتب لمنظري الإخوان المسلمين المعاصرين كالقرضاوي وأبي بكر الجزائري ومحمد الغزالي.

مدينة فيلنوف داسك (Villeneuve d’Ascq)، ويحتوي مسجدها على المركز الإسلامي لـ«فيلنوف داسك»، التابع لاتحاد المنظمات الإسلاميَّة بفرنسا، واستقبل عددًا من قادة مؤسسة «قطر الخيرية» في مايو 2015، وكان على رأسهم رئيس مجلس إدارتها الشيخ حمد ناصر آل ثاني ومديرها التنفيذي، والإخواني القطري يوسف الكواري، وأيوب أبو اليقين مدير «قطر الخيرية» في المملكة المتحدة، وتبدو التبرعات واضحة في هذا المسجد، خاصة أنه قريب للغاية من مسجد ليل الجنوبي، ومعهد «القدس».

مسجد النور بمولهوز (Mulhouse): يتبع هذا المسجد جمعية مسلمي الألزاس موزيل، ولا يزال قيد الإنشاء، وسيكون أكبر مسجد لجماعة الإخوان المسلمين في فرنسا، وسيكون رئيسه محفوظ زاوي.

خلال عملية جمع التبرعات، ظهر الشيخ القرضاوي بنفسه في فيديو لدعم المشروع، وتبرعت «قطر الخيرية» بمليون يورو من أصل 3.6 مليون مطلوبة لإتمام عملية الإنشاء، كما جاء الشيخ أحمد الحمادي لزيارة موقع البناء في عام 2016، كما شارك أيضًا كبار قادة الإخوان الذين جاءوا لإلقاء الخطب في هذا المسجد خلال الاجتماع السنوي الذي أقيم في «إكسبو بارك مولهوز»، ومن بين هؤلاء صفوت حجازي (2010) وعمر عبد الكافي (2015).

ب- المؤسسات
«الاتحاد الوطني للتعليم الخاص الإسلامي»، ويرأس هذا الاتحاد محمود مميش، وهو نائب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، ويضم هذا الاتحاد 5 مدارس إسلامية بما فيها الإعدادي والثانوي، منها المتعاقد مع الحكومة ومنها غير المتعاقد.

وفي مقطع فيديو نرى «مميش» يقول: «هكذا خطط الرسول لعمله ولمشروعه ولبرنامجه، في سرية تامة؛ لذا علينا أن نعمل في سرية لحين التنفيذ التام للمشروع، وعلينا أيضًا أن نتحلى بالصبر والانتظار عندما نكون في حالة ضعف، وباعتبارنا مجتمعًا إسلاميًّا في فرنسا، فعلينا أن ننتظر حتى نصبح في موضع قوة، وعلينا أيضًا أن نعمل في هدوء، ونضاعف من أعمالنا دون إثارة ضجة أو بلبلة».

مدرسة «أمانة» الإسلاميَّة بمدينة مونبلييه، وتفتخر مجموعة المدارس التابعة لرابطة «أمانة» -التي تعتزم فتح 8 فصول في المرحلة الابتدائية بحلول العام الدراسي الجديد 2018- بأنها استطاعت أن تجمع من المانحين الفرنسيين مبلغ 31 ألف يورو نهاية شهر يونيو، كما نجحت في الحصول على مبنى ضخم بشارع «موريس ليبوشيه» والذي قد يستوعب 150 تلميذًا.

ولعب محفوظ بن علي، المستشار الإقليمي السابق، وأحد المشاركين المحليين في حملة ترشح السيد إيمانويل ماكرون للانتخابات الرئاسية، دورًا كبيرًا في تمويل هذا المشروع؛ فعندما تولى مهام أمين الصندوق خلال عام 2015 استطاع من خلال اتصالاته الواسعة أن يصل بجمعية أمانة إلى دائرة الضوء، ومن الواضح أنه سيقوم باستغلال هذا النجاح لأغراض سياسية لدى مجتمع المسلمين في المدينة، لكن البنك البريدي قد أغلق حساب جمعية «أمانة» خلال 2017، بسبب التمويل الضخم من دولة قطر -بحسب ما ذكره الجهاز الخاص بمكافحة غسيل الأموال التابع لوزارة المالية الفرنسية-.

يظهر هذا المشروع التعليمي بشكل مدرسة ثلاثية اللغة: (الفرنسية والعربية والإنجليزية)، ذات أبعاد إسلاميَّة واضحة، ففي أحد مقاطع الفيديو على يوتيوب، نرى أن المدرسة تقدم تعليم القرآن والأخلاق الإسلاميَّة، ولكن كلمات الأغنية التي تصاحب الفيديو، غريبة ولافتة للنظر، حيث نسمع «غنوا يا أطفال العالم، سوف يجمعنا الإسلام، سبحان الله والحمد لله والله أكبر».

مدرسة «ابن رشد»، خلف مسجد مدينة ليل الجنوبي، التابع لعمار لأسفار، وساهمت المؤسسة القطرية للأعمال الخيرية في شراء مبنى جديد سنة 2012، حيث دفعت ثلثي المبلغ اللازم لشرائه، وذلك بحسب ما ورد في تصريح مخلوف مميش في برنامج لتلفزيون الريان (الفيديو موجود على يوتيوب بالعنوان التالي: «غيث -الحلقة الخامسة»، وعلى الصفحة الرسمية للمؤسسة على «فيس بوك»، ذكرت المؤسسة مبلغًا قدره مليون يورو الذي ساهمت به لشراء المبنى.

إضافة إلى ذلك حصلت مدارس أخرى، إعدادية وثانوية، تابعة للاتحاد الوطني للمدراس الإسلامية على تمويل من قطر، ولكننا لا نملك دليلًا قطعيًا على ذلك؛ ومن هذه المدارس:

-مجموعة مدارس الكندي من ليون التي تم انشاؤها عام 2007.

-مدرسة كوليج ليسيه للتربية والتعليم بمدينة فيتري التي أنشئت سنة 2008.

-مدرسة ابن خلدون بمدينة مرسيليا التي أنشئت سنة 2009.

2- التجمع ضد «الإسلاموفوبيا» في فرنسا
في عام 2003، أنشأ شابان في الثلاثين من عمرهما، وهما: سامي ديبا ومروان محمد، مؤسسة «تجمع ضد الإسلاموفوبيا» أو «تجمع فوبيا الخوف من الإسلام»، وذلك بهدف تجريم الانتقادات الموجهة ضد الإسلام أو كل تمييز أو إجراء يناهض ارتداء الحجاب في الشركات والمجتمع العام، لكن مروان محمد كشف الهدف بعيد المدى في مسجد «أورلي» عام 2013، قائلًا: «من الذي له الحق أن يقول إن فرنسا لن تكون دولة إسلامية بعد ثلاثين أو أربعين عامًا؟ لا أحد في الوجود يستطيع أن يمنع ذلك أو ينكر وينسف هذا الأمل، لا أحد يستطيع أن يحرمنا من طموحنا في إنشاء مجتمع مخلص للإسلام، وليس من حق أي شخص في هذه البلاد أن يحدد لنا ما هي الهوية الفرنسية».

وفي الحقيقة، تتحالف هذه الجمعية مع السلفيين والإخوان المسلمين، حيث تمت دعوة شخصيات سلفية مثل: رشيد الحذيفة ونادر عبده وغيرهم؛ للحوار مع المؤسسين، بالإضافة إلى أن المناسبات السنوية الكبرى شهدت دعوة عدد من الأعضاء البارزين لجماعة الإخوان، ليشاركوا كضيوف شرف من بينهم هاني وطارق رمضان، وحسن أكيوسين، كما تمت دعوة حريرة بتلجة، التي تدعم حماس بقوة عام 2015.

أما فيما يتعلق بالتمويل القطري، اعترف سامي ديبا لصحفي التحقيقات الشهير ازفي يهيزكيلي، في الفيلم الوثائقي «الجهاد الصامت»، بأن «التجمع ضد الإسلاموفوبيا» ممول من قبل قطر، ليس هذا فقط بل رفض «ديبا» الاجتماع مع صحفي، انتحل شخصية رجل أعمال أردني من أجل إجراء مقابلة صحفية معه، ورد علي سامي ديبا، بأنه لا يفتح أبوابه إلا للإخوان، قائلًا: «إذا لم تكن من الإخوان المسلمين فلن أتحدث معك».

3- المعهد الأوروبي للعلوم البشرية
خلال عام 1992، افتتح يوسف القرضاوي، مدرسة الإمامة والعلوم الإسلامية -التابعة لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا- في مدينة نييفر، وذلك باعتباره عضوًا في المجلس العلمي لهذه المدرسة.

وأورد الصحفي أنتوان بييون، في كتابه «المقاومة»، الصادر عام 2016، نقلًا عن المخابرات العامة، أن عضو «الإخوان» أحمد الحمادي، قد سلم مبلغ نصف مليون يورو للمعهد عام 2007، بصفته مسئول مؤسسة «قطر للأعمال الخيرية»، هذا التمويل يمكن أن يكون قد جف اليوم، بسبب الأزمة السورية التي تتطلب الكثير من المساعدات المالية.

4- الإغاثة الإسلاميَّة
أنشأ «رشيد لحلو» الفرع الفرنسي لمنظمة الإغاثة الإسلامية عام 1992، استجابة لطلب «هاني البنا»، المؤسس المشارك للمنظمة، وأحد المولعين بفكر سيد قطب وحسن البنا.

وفي عام 2001، تلقت منظمة الإغاثة الإسلامية شيكًا بمبلغ 50 ألف دولار من «بن لادن»، كما تلقت حوالي 60 ألف دولار من مجموعات أخرى تابعة لتنظيم القاعدة، كما خصصت مؤسسة «قطر للأعمال الخيرية» للمنظمة، منحة قدرها 276 ألف دولار في عام 2013، وهذا ما نشره الموقع الإلكتروني للإخوان (إخوان إنفو)، دون أن نعرف ما إذا كان قد تم التبرع بجزء من هذا المبلغ للفرع الفرنسي لمنظمة الإغاثة الإسلامية.

5- معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية
عندما سُئل رئيس معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية باسكال بونيفاس، من قبل صحفيين في لونوفيل أوبسرفاتور وليبراسيون، عن تمويل قطر للمعهد أنكر بشدة، كما رفض تمامًا نشر حسابات المعهد.

على أية حال، فهو يحرص على حضور «منتدى الديمقراطية»، الذي يتم تنظيمه سنويًّا في الدوحة منذ عام 2004، إضافة إلى أنه كان أحد المدافعين البارزين عن قطر أمام «بو» و«بورجيه»، مؤلفًا كتاب «قطر الشرير الصغير» الصادر عن دار نشر فييار عام 2013.

6- قناة «إيه جي بلوس» التلفزيونية (AJ+)
تتعامل القناة الجديدة التي تبثها قناة الجزيرة في فرنسا منذ 2018، مع القضايا المجتمعية بطريقة متحيزة للغاية؛ حيث يتم توصيف الغير بـ«العنصري» بشكل سريع وفظ، مثلما حدث مع «الناشطات النسوية البيضاء» مثل «إليزابيث بادينر»، كما أن القناة تستنكر استجواب النساء المنتقبات، بالإضافة إلى أنها تثني على طارق رمضان باستمرار، حيث يُوصف بـ«بالأستاذ» أو «المفكر السويسري».

كما أن القناة تطلب دائمًا من الناشطات أمثال «كريستين دلفي» و«ناصرة جنيف سويلماس» أو «إدين حبيب»، الموقعات على الالتماسات الصادرة عن الحزب الجمهوري للسكان الأصليين «المؤيد لحماس»، إبداء رأيهن وعمل مداخلات عبر شاشتها.

7- معهد العالم العربي
قطر من أحد المساهمين في ميزانية المعهد، الذي يرأسه حاليًا «جاك لانج»، ومن خلال تحقيق أجريناه، وجدنا في مكتبة المعهد عدة كتب ليوسف القرضاوي؛ كما أن المتحدثة باسم «الحزب الجمهوري للسكان الأصليين»، والتي تعمل موظفة بالمعهد، قد هددتني من خلال محاميها بتقديم شكوى ضدي، إذا كشفنا عن هذه الوظيفة، على أساس أنها ستكون في خطر إذا تم الكشف عن هذا الخبر، والجدير بالذكر أنها من أشد المدافعات عن «حماس»، إضافة إلى ذلك فلقد تمت دعوة «طارق رمضان» كمتحدث عدة مرات أمام جمهوره.

ج- الشخصيات
الإخوة بوكليت
ومن المعروف أن الإخوة «الحسن، وشعيب، والطيبى بوكليت»، ناشطون إسلاميون خاصة «الحسن» الذي يسكن في مدينة «بوردو» الفرنسية، فيما يعيش «الطيبي وشعيب» في مدينة «مونبيلييه»، التي تعتبر مسقط رأس العائلة.

وفي نهاية عام 2017، قام شعيب برحلة مدتها أربعة أيام إلى الدوحة؛ لنقل الأموال إلى فرنسا بمساعدة شخص آخر يجيد الفرنسية، وقد اعتاد على هذا النوع من الرحلات ذهابًا وإيابًا؛ إلا أن أصل هذه الأموال غير معروف، ومن المهم أن نلاحظ أيضا أن «الطيبى بوكليت»، هو حاليًا رئيس جمعية «دار السلام» الإسلامية في مدينة «مونبيلييه»، أما «الحسن»، فيعتبر من أبرز الشخصيات السلفية المهمة في مدينة «بوردو».

نبيل الناصري
هو رئيس «تجمع المسلمين في فرنسا»، وهو تجمع نائم الآن في فرنسا وليس له أي أنشطة، وفي كتاب «أمراؤنا الأعزاء»، الصادر عن دار النشر «ميشيل لافون»، يؤكد المؤلفان «كريستيان شينو، وجورج مالبرونوت»، أن الدعم المقدم من قطر للناصري قد جف.

قيل لنا في السفارة القطرية إن الباحث نبيل الناصري، المقرب من جماعة الإخوان، هو أحد ضحايا المواقف الجديدة التي تتخذها السفارة القطرية في باريس؛ فلم يعد اسم الناصري يذكر في السفارة، كما أنه لم توجه له الدعوة هذا العام لحضور منتدى الدوحة ولم يعد يتلقى «مرصده» أيضًا تمويلًا من قطر؛ حيث أرادت السفارة أن تبتعد عن كل ما له صلة بجماعة الإخوان؛ لأنها تضر بالصورة الذهنية عن البلد.

ومع ذلك، كان السفير السابق يأمل في أن تسيطر قطر على اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، كما سنرى بعد ذلك، وقال رجل أعمال مقرب من محمد الكواري، إنه توجد في فرنسا أكبر جالية مغاربية في أوروبا، والسيطرة عليها من خلال واحد من أقوى الاتحادات، تعني السيطرة على مسلمي أوروبا.

والجدير بالذكر أن مشعل آل ثاني (السفير الحالي)، قد نأى بنفسه عن الجمعيات الإسلامية الفرنسية (الصفحة 30 من الكتاب).

يذكر أن «الناصري» يعتبر مؤيدًا قويًّا لـ«الإخوان»، وقد استنكر بشدة قرار منع دخول يوسف القرضاوي وغيره من الدعاة المنتمين للإخوان إلى الأراضي الفرنسية في عام 2012، ونشر الناصري كتابًا بعنوان «قطر» الصادر عن دار النشر (بويك) في مجموعة «العالم الإسلامي»، بقيادة «معز قويدر»، العالم الإسلامي المعروف باسم «ماتيو قويدر».

شارك