رفاهية الحوثيين.. تحالف إيراني قطري لتجويع المدنيين

الخميس 03/يناير/2019 - 01:31 م
طباعة رفاهية الحوثيين.. أميرة الشريف
 
رغم كل المحاولات القائمة لوقف الحرب في اليمن، إلا أن جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تواصل عملياتها الإرهابية علي حساب المدنيين، وتسعي بكل جهدها للاستحواذ علي اليمن ووقوعها تحت سلطتها، وذلك يتم بتخطيط ودعم دولة الشر الإيرانية وحليفتها قطر لحوثنة معظم المدن اليمنية، وهذا ما كشفه تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية والتي أظهرت كيف يعيش الحوثيين في مستوي عالي من الرفاهية.
وكشفت تقارير سابقة، أن قطر قدمت دعما ماليا متواصلا للموالين لإيران واعتمدت مرتبات شهرية لنشطاء وقيادات جماعة الحوثي الانقلابية، وأكد أنذاك خبراء وسياسيون يمنيون أن دعم قطر للحوثيين هي محاولة إنقاذ من الهزيمة.
كذلك، بدأ الحوثيون بتدمير الاقتصاد الوطني وإقامة اقتصاد موازٍ يمكنهم من تحقيق ثراء سريع، انعكست آثاره على الحالة المعيشية للمواطنين، في ظل توقف تام لكل الخدمات العامة كالماء والكهرباء والصحة والتعليم والطرقات وغيرها.
وكانت بداية مسيرة النهب والتدمير من البنك المركزي اليمني، الذي تؤكد مصادر حكومية أن جماعة الحوثي نهبت منه كافة الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية والمقدر بخمسة مليار دولار، مما تسبب في كارثة اقتصادية من أبرز مظاهرها الانهيار المتسارع للعملة المحلية أمام العملة الأجنبية، وما ترتب على ذلك من ارتفاع مخيف في أسعار مختلف المواد الغذائية.
ووفق التقرير الي أجرته صحيفة واشطن بوست في العاصمة اليمنية صنعاء، كشف مستوى الترف الذي يعيشه قادة الحوثيين، وصور التنكيل التي يرتكبونها بحق معارضيهم والمعتقلين في سجونهم.
وقال شهود يمنيين إن الحوثيين يركبون سيارات البورش التي يصل ثمن الواحدة منها 200 ألف دولار، وعربات الرينج روفر، فيما يتضور اليمنيون جوعًا حيث لا تصلهم المساعدات لأن تلك الميليشيات تستولي عليها، حسبما ذكر التقرير.
التقرير، ذكر أن التشكيل الانقلابي الحوثي المدعوم من إيران، مبنّي على نهج وعقلية استبدادية تعمل بشكل عقائدي مبرمج على تفتيت المجتمع اليمني، والتنكيل بكل من يرفع صوته في طلب العيش بالحدود الدنيا من الكفاية المعيشية والاحترام الإنساني.
وقد سيطرت جماعة الحوثي على كافة المؤسسات الإيرادية للدولة، وسخرتها لصالحها تماما، مثل شركة النفط اليمنية، وشركة يمن موبايل، وشركة يمن نت المزود الرئيسي والوحيد لخدمة الإنترنت في اليمن، والمؤسسة العامة للاتصالات، وغيرها من المؤسسات الحكومية الإيرادية التي تدر دخلا كبيرا يذهب لصالح قيادات ومشرفي جماعة الحوثي، دون أن يستفيد المواطنون شيئا من ذلك، سواء كرواتب لموظفي القطاع العام أو افتتاح مشاريع خدمية جديدة وغير ذلك.
وفي سياق أخر، أظهر التقرير، أدوات الخوف والترويع التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران، حيث سجلت الصحيفة الأمريكية مقابلات مع (13) شخصًا ممن اعتقلتهم ميليشيات الحوثي وعذبتهم بأدوات وحشية، حسب وصف الصحيفة، وطلبت من بعضهم مثل هشام العميصي أن يعترف أمام التلفزيون أنه جاسوس للأمريكان، ولأنه كان يرفض الاعتراف فقد ظلّ في السجن ثلاث سنوات، كما يقول التقرير، لا يُسمح له خلالها بالدخول إلى الحمام سوى مرتين في اليوم، كل منها دقيقتان فقط.
وتطرق التقرير في مقابلات مع ثلاثة آخرين ممن سبق وتعرضوا للاعتقال، تفاصيل عن أدوات التعذيب الوحشي الذي يستخدمه الحوثيون مع الناشطين والصحفيين، ومنه تربيط المعتقل من يديه ورجليه وجعله يلفّ فوق النار مثل شيّ الدجاج.
ووفق الصحيفة، فقد روي القاضي السابق عبده عبد الله الزبيدي (65 سنة) نماذج من التهديد الذي استخدمه معه الحوثيون، بتعريض أهل بيته للتنكيل وتوجيه المسدسات الى رأسه.
وقد ظل الزبيدي في السجن بتهمة التعاون مع تحالف دعم الشرعية الى أن خرج بعملية تبادل أسرى.
ويروي هشام العميصي طقوس التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون عندما يُقتادون يوميًا إلى “الورشة” وهي الغرف التي يجري فيها استخدام السكاكين والقطّاعات ومختلف الأدوات الجارحة من أجل تقطيع أجسام المعتقلين الذين يجري تعليقهم نزولًا من السقف، كما يفيد التقرير.
ويستذكر المحامي محمد بامفتاح، كيف اعتقله الحوثيون عام 2015 في صنعاء لأنه وبموجب مهنته يدافع عن حوالي خمسين معتقلًا بينهم 10 صحفيين.
الغريب في الأمر أن القيادي الحوثي محمد على الحوثي، أنكر كل هذا وقال إنها شائعات تروّجها الحكومة اليمنية وقوات التحالف، وفق واشنطن بوست.
في وقت سابق من العام الماضي، ذكر مركز مسارات للاستراتيجيات والإعلام أن دعم وتمويل قطر للحوثيين ليس غريبا فهي تسير عكس التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مؤكدا علي أن قطر ستخسر كثيرا إذا استمرت على هذا النحو لأن الحوثيين خاسرون وإيران ستخسر معركتها أيضاً، فضلا عن أن جماعة الحوثي الإيرانية ضاعفت الضرائب التي تفرضها على المواطنين في المحافظات التي تسيطر عليها، مثل ضرائب القات والمحاصيل الزراعية والعقارات وعائدات الزكاة، بالإضافة إلى الإتاوات التي تفرضها على القطاع الخاص، بالإضافة إلى ما تسميه "زكاة الخمس"، وأيضا الإتاوات التي تفرضها على صغار التجار والمزارعين بذريعة دعم ما تسميه "المجهود الحربي"، كما فرضت إتاوات على الأسر الميسورة والتي يوجد من بين أفرادها مغتربون خارج الوطن.

شارك