دعم التنظيمات الإرهابية.. تحالف مثلث الشر يستهدف زعزعة الاستقرار في اليمن

السبت 26/يناير/2019 - 02:28 م
طباعة دعم التنظيمات الإرهابية.. فاطمة عبدالغني
 
بات المخطط القطري الإيراني التركي التخريبي لضرب استقرار اليمن مفضوحًا، عبر تواصل اضلاع مثلث الشر لعب دور الممول والداعم للجماعات والتنظيمات الإرهابيَّة في اليمن، من أجل زعزعة استقرار الدولة وتحقيق مآرب خاصة، ولعل الكشف عن تفاصيل العمليات التخريبية التي طالت المدن المحررة باليمن،  يؤكد أن الثلاثي «القطري – التركي – الإيراني» ماضٍ في تنفيذ مخططاته الشيطانية ضد استقرار الدولة.
وتؤكد كل العمليات الإرهابية والتخريبية بالمناطق الجنوبية، إلى تشكيل تحالف متين بين الحوثيين والإخوان وجماعات جنوبية في حضرموت وعدد آخرين في محافظات متفرقة، من أجل تنفيذ مخطط مثلث الشر الذي يستهدف وقف النجاحات القوية التي يحققها التحالف العربي، والمجلس الانتقالي الجنوبي، في معارك الساحل الغربي، والاقتراب من تحرير ميناء الحديدة. 
يأتي هذا في ضوء كشف وزارة الداخلية اليمنية الأسبوع الماضي بمؤتمر صحفي بالأدلة الدامغة وقوف ميلشيات الحوثي الإيرانية خلف تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت قيادات أمنية وعسكرية في المحافظات الجنوبية تحت مسمى تنظيم داعش والقاعدة الإرهابيين لزعزعة الأمن والاستقرار. 
واعترفت الخلية الإرهابية المكونة من ثمانية أشخاص والممولة من ميليشيات الحوثي بتلقي تدريباتها في محافظتي ذمار وصنعاء على أيدي خبراء إيرانيين وعناصر إخوانية وقيادات حوثية لتنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات بالعاصمة عدن والمناطق المحررة. 
في الوقت نفسه كشف مدير أمن لحج العميد صالح السيد الدور الخبيث لتنظيمي الحمدين والملالي، وأكد ضبط الأجهزة الأمنية عدداً من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش تم استخدامهم من قبل ميليشيات الحوثي بدعم قطري وتدريب إيراني لتنفيذ جرائم وأعمال تخريبية بالمحافظات الجنوبية، لافتاً إلى أنه سيتم عرض اعترافاتهم قريباً عبر وسائل الإعلام وللرأي العام العالمي.
وقال السيد "إن مثل هذه الهجمات الإجرامية وآخرها هجوم العند مرتبطة ببعضها بعضا مع هجمات إرهابية تستهدف أمن واستقرار المحافظات المحررة وأيضاً ضرب جهود قوات التحالف العربي ودورها المحوري في تأمينها وتطبيع الأوضاع فيها"، موضحاً أن مؤامرات هذه القوى باتت اليوم مفضوحة ولا تريد الاستقرار وعودة الحياة إلى هذه المحافظات التي تنفست عقب خلاصها من الميليشيات الانقلابية أو من عناصر القاعدة و«داعش.
 يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه هاني مسهور الصحفي اليمني ضرورة وقف التدخلات القطرية، ووصف مسهور التدخلات القطرية في الشؤون الداخلية لليمن بالمفضوحة، وطالب مسهور الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة الشرعية برفع مذكرة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التضامن الإسلامي ومجلس الأمن لإيقاف هذه التدخلات.
 وتابع مسهور أن مسألة التدخلات باتت أكثر وضوحاً من خلال المواجهة المباشرة مع المجتمع اليمني، ومن خلال التحركات الميدانية في عدد من المحافظات من المكلا وعدن وتعز والمهرة وسقطرى، وبعض المحافظات الأخرى التي سعت الدوحة لتنفيذ أجندة خبيثة في زعزعة الأمن والاستقرار ومحاولة إثارة الشارع ضد التحالف وجهوده في اليمن. 
وقال مسهور: "اليوم علينا التحرك لوضع معالجات حقيقية وتحرك فاعل إزاء ما يحدث من تدخل قطري في الشؤون اليمنية"، مضيفًا "أن هذا التدخل انعكس بشكل مباشر، ويستدعي موقفاً حازماً قبل الحكومة الشرعية التي أعلنت مقاطعتها لقطر إلى جانب الدول الخليجية والعربية". 
وأشار مسهور إلى أن الدوحة تسعى إلى التلاعب بالمتناقضات من خلال علاقاتها ودعمها ميليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية وتيارات أخرى مرتبطة بإيران وحزب الله وتنظيم الأخوان الإرهابي، موضحًا أن هذه التيارات والأطراف اليمنية تعمل تحت أجندة واحدة تسعى إلى ضرب الاستقرار في المنطقة.
من ناحية أخر أشار الإعلامي اليمني ماجد عبدالله إلى أن المناطق المحررة من قبضة الحوثيين تمثل هدفاً رئيساً لمخططات الحمدين الحليف الاستراتيجي لطهران والداعم الرسمي للتنظيمات الإرهابية في اليمن، حيث عمل النظام القطري على تقديم الدعم المالي والاستخباراتي والعسكري للحوثيين، بموازاة تقديمه الدعم للتنظيمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة وداعش لتنفيذ عمليات تخريبية في المدن المحررة. 
وأضاف أن نظام الحمدين يسعى، من خلال تدخلاته في اليمن، إلى إفشال أي جهود للحكومة الشرعية والتحالف في إرساء الأمن والاستقرار، وأيضاً القضاء على التنظيمات الإرهابية، موضحاً أن دعم الدوحة أثمر في إيجاد تنسيق وتواصل بين الحوثيين والعناصر الإرهابية.
وإضافة إلى ما سبق، وبحسب المراقبون لا يمكن إغفال دخول تركيا على خط الأزمة اليمنية وبشكل واضح من خلال استقبالها للوفد الحوثي وتشجيع بعض قيادات الإخوان المتواجدة على أراضيها للالتقاء مع الحوثيين، وحثهم على البحث عن قواسم مشتركة على قاعدة العداء لدول التحالف العربي، فالاهتمام التركي بالساحة اليمنية لا ينفصل عن السياسات العامة لحكومة حزب العدالة والتنموية تجاه المنطقة العربية، والقائمة على التدخل في الشؤون الداخلية لبلدانها باستخدام وكلاء محليين يمثّلهم في اليمن حزب الإصلاح الذراع المحلية لجماعة الإخوان المسلمين.
ولعل أحدث الإسهامات التركية في اليمن زيارة نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل جكتلا، إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن منتصف يناير الجاري، تلك الزيارة التي إثارة العديد من الأسئلة حول الدور المتأخّر الذي تحاول أنقرة لعبه على الساحة اليمنية، وهي التي لم تقدّم دعما حيويا للسلطات الشرعية في مواجهة الحوثيين، وكانت طوال فصول الصراع الدائر منذ تنفيذ المتمرّدين المدعومين من إيران لانقلابهم وغزوهم لمناطق البلاد قبل نحو أربع سنوات، أقرب للدور القطري في محاولة تخريب جهود التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن دعما للشرعية. 

شارك