كتاب جديد يكشف «كتالوج صناعة الجماعات الإرهابية»

الأربعاء 17/يوليو/2019 - 11:38 ص
طباعة كتاب جديد يكشف «كتالوج روبير الفارس
 
يصدر قريبا للباحث المتخصص في الاسلام السياسي عبد السميع جميل  كتاب مهم  بعنوان  " كتالوج صناعة الجماعات الارهابية " وهو كتاب فارق لانه يحلل كيفية تحويل الفرد العادي الي ارهابي 
الكاتب عبد السميع جِميل  يبلغ من العمر 29  سنة، كاتب رأي في العديد من الصحف والمجلات والمواقع العربية، وصدر له  من قبل كتاب بعنوان "حقيقة الحجاب"، 
وقدم  العديد من بالمحاضرات في عدة صالونات ثقافية منها  صالون "علمانيون"، وحزب "المصريين الأحرار"، ومكتبة "ولاد البلد" ومكتبة "إبداع" و"المكتبة العصرية"، كتالوج الارهاب .
يقول عبد السميع جميل في مقدمة الكتاب الإرهاب في عالمنا العربي أنواع وأشكال مختلفة؛ أكثرها شهرة وانتشرًا «الإرهاب الديني» الذي تقوم به الجماعات والتيارات والمؤسسات الدينية، وهو ليس النوع الوحيد للإرهاب، فهناك نوع وشكل آخر من الإرهاب يغفل أو يتغافل عنه الكثير، وهو «الإرهاب السياسي» الممثل في العديد من القوانين والممارسات السياسية، كما يوجد نوع ثالث من الإرهاب غائب عن دائرة البحث والاهتمام الثقافي والإعلامي، وهو «الإرهاب الاجتماعي» الذي تمارسه مجتمعاتنا العربية ذاتها بعيدًا عن الجماعات الدينية وبعيدًا عن السلطة الحاكمة، وتلك الأشكال الثلاثة المختلفة للإرهاب تحتاج منا انتباهًا حقيقيًا لخطرها وخطورتها من دون تهوين أو تقليل من خطورة نوع من تلك الأنواع الثلاثة للإرهاب علي حساب نوع آخر، فكل نوع منها له ضرره وخطره علي حياتنا ومستقبلنا جميعًا، فهي أنواع وأشكال من الإرهاب تغذي بعضها بعضًا، ولا يمكن فصل أحدها عن الآخر!.
المؤسف أننا أمام ماكينات إعلامية ضخمة تستنكر وترفض وصم أو وصف السلطة بممارسة شيء من الإرهاب عبر بعض القوانين التي تنتهك الكثير من الحقوق والحريات، وأمام ماكينات إعلامية أخرى تستنكر وصم ووصف الجماعات والأحزاب والمؤسسات الدينية الإسلامية بالإرهاب خوفاً من تعرض الإسلام ذاته للاتهام، وأمام ماكينات إعلامية غيرهم تستبعد وصف المجتمعات العربية بممارسة الإرهاب والعنصرية والتطرف، وتُفضل تقديم مجتمعاتنا العربية هذه دائماً باعتبارها أمثلة ونماذج للسماحة والمحبة والتعايش والوئام والسلام في العالم، وهي كلها ممارسات من الأكاذيب والإنكار لا يمكن السكوت عليها، أو الوقوف أمامها والاكتفاء بالفرجة في صمت، لأن الصمت والسكوت عليها لا يعني إلا المشاركة في استمرار هذا الإرهاب.
من هنا، جاءت رسالة هذا الكتاب، لتسليط الضوء علي هذا الخطر وكشف حقيقته كاملة بلا خوف من دعاة هذا الإرهاب المتربصين دائماً بكل محاولة جادة لكشف وفضح ومواجهة هذا الإرهاب، فلا الجماعات الدينية تترك من يواجهها سالمًا آمنًا، ولا مؤسسات الدولة تترك من يحاول حتى نصحها من دون تهديد ووعيد، ولا المجتمع يترك من يكشف مرضه دون تشويش وتشهير وضرب في سمعته وعرضه، ولذلك مواجهة هذا الخطر ليست ترفاً للأسف.
ولقد دفعتنا مشاعر الخوف من المستقبل المظلم علي أوطاننا إلي القيام بهذا الواجب لكشف هذا الإرهاب وتتبع أصوله ومسك جذوره وبيان أسباب نشأته وطرق صناعته وعوامل نمائه وأساليب بقائه وآليات مواجهته واستراتيجيات القضاء عليه، وهي مهمة ثقيلة نتمنى أن نوفق في جزء ولو صغير منها، فهي محاولة منا لن نخسر شيئاً من تقديمها للقارئ العربي وسط هذا الكم الهائل من التخبط والتشتت في الكتابات التي تناولت موضوع الإرهاب وأثره في "التخلف العربي".
ونحن نعلم جيداً أن الإرهاب ليس المشكلة الوحيدة التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية، ولكننا مع ذلك نعلم أيضًا أنه مشكلة لصيقة وقرينة بالمشكلة الأهم والأكبر الخاصة بالتخلف والتراجع العربي عن ركب الحضارة والتقدم، فأصول التطرف والتخلف واحدة في عالمنا العربي للأسف، وهو ما يجهله أغلبنًا، ولذلك نحن في هذا الكتاب نحاول كشف تلك الجذور المعرفية والثقافية المشتركة بين هذا الإرهاب وذلك التخلف العربي، حتى يتضح للجميع أن تفكيك القواعد المؤسسة للإرهاب والعنف في عالمنا العربي سوف يؤدي بالضرورة إلي تفكيك نفس القواعد الصانعة للتخلف العربي، ومن ثمَّ صناعة وعي حقيقي تقوم علي أساسه قواعد فكرية راسخة في مجتمعاتنا، نستطيع من خلالها بناء مجتمعات منفتحة وقابلة للتعايش والتنوع والتعدد والاختلاف، ودافعة لركوب قطار الحضارة والتقدم.
إن فتح ملف الإرهاب ليس ترفًا، فالترف الحقيقي هو تجاهل هذا الملف الخطير والمؤثر بقوة في مسألة النهوض بمجتمعاتنا سياسياً واقتصاديا واجتماعياً وثقافياً، فأصول التطرف والتخلف واحدة في عالمنا العربي للأسف، وهو ما نجهله جميعاً، ولا نريد حتى أن نسمح لأنفسنا أن تستوعب تلك الحقيقة الظاهرة بوضوح أمام كل عاقل!. 
فعلي كثرة الكتابات في هذا الشأن، مازال الأمر في حاجة إلي قول جديد ومختلف وواقعي ومنظم وشامل، والأهم من ذلك كله أن يكون هذا التناول بسيط ومباشر، وهو ما حرصنا عليه في هذا الكتاب الذي نتناول فيه آليات صناعة الإرهاب في العالم العربي علي المستوى الفردي، وعلي المستوى الجماعي؛ فتلك الصفحات القادمة تكشف الطريق الطويل الذي من خلاله يمكن أن يتحول قارئ هذه السطور نفسه إلي شخص إرهابي يقوم بقتل وذبح وتفجير الناس أو حتى تفجير نفسه من أجل مجموعة من المفاهيم والأفكار الدينية المتخلفة، وتكشف أيضًا ملابسات وطرق وأساليب صناعة وتكوين شتي الجماعات الدينية الإرهابية القديمة والحديثة، وطرق الانضمام إليها واستراتيجيات عملها ومصادر تمويلها وأهدافها القريبة والبعيدة، وتكشف تلك الصفحات أيضًا أثر ذلك كله علي واقعنا الاجتماعي الذي بات يمتلأ بشتى صور التمييز والعنصرية والطائفية والعنف والكراهية التي تسللت إليه بفعل تلك الأفكار التي غزت عقول شعوبنا وتسربت في كثير من القوانين التي تحكم دولنا التي تتورط في مصادرة الحريات وتمارس دورًا خطيرًا من الإرهاب علي أصحاب الرأي والفكر والاعتقاد المختلف.
ونحن لا نهدف من وراء هذا الكتاب إلا توفير المزيد من المعرفة للقارئ، حتى يستطيع تكوين وعي حقيقي بالقضية التي تهدد حياته ومستقبله ومستقبل وطنه، فمن دون هذا الوعي نحن في خطر حقيقي ولا شك!، ولذلك نحن نحاول صناعة هذا الوعي بتقديم معرفة دقيقة وبسيطة وواضحة للأصول الصانعة للإرهاب في عالمنا العربي، لأن الجهل بالإرهاب وأساليبه لا يمكن أن نجني من ورائه إلا المزيد من هذا الإرهاب نفسه، ومن ثمَّ ضياع بلداننا وأوطاننا!، فالإرهاب يعيش وينمو أكثر وسط تلك المجتمعات التي يتشتت فيها ذهن المواطنين الذين لا يستطيعون التمييز بين الإرهاب وبين التعايش والمحبة والسلام؛ ولذلك أخطر ما يمكن أن نحصل عليه من وراء الجهل بالإرهاب هو أن يتحول الإرهاب إلي وجهة نظر، فنجد البعض منا يختلط عليه الأمر فيؤيد الإرهاب لمجرد اختلافه مع سياسات الدولة، أو يؤيد الإرهاب لمجرد أنه في صالح دينه ومذهبه، أو يؤيد الإرهاب لمجرد أنه يحقق له مصالح اقتصادية وسياسية، وتلك هي مأساة غياب الوعي وتشتيت الذهن، وذلك هو المدخل الحقيقي لتنامي الإرهاب وضياع الأوطان!.
ونحن لا نبالغ حين نقول أن تجاهل ملف الإرهاب نتيجته الحتمية والطبيعية هي ضياع أوطاننا، فمن الحماقة حقًا وجود إنسان عربي - إلي الآن - يتجاهل خطر وخطورة الجماعات والتيارات الدينية علي حياته ومستقبله ومستقبل وطنه، فوجود تلك الجماعات في حياتنا جميعاً ليس أمرًا هامشيًا حتى نتصور أن الانشغال بها والاهتمام بتفكيك أفكارها نوع من الترف والفراغ الفكري، فأثر وتأثير تلك الجماعات والتيارات علي صورة وشكل وملامح خريطة الشرق الأوسط واضح وظاهر للجميع، فما فعله الفقيه الشيعي المتطرف «الخميني» في إيران ليس عنا ببعيد حين حول دولة إيران كلها إلي مجرد ولاية خاصة بالفقيه الشيعي دون سواه، وما فعلته الوهابية في بلاد الحجاز منذ تحالفها مع آل سعود وتأسيس الدولة السعودية ليس عنا بعيد أيضًا، وليس بعيدًا كذلك ما نراه يوميًا من جرائم وعمليات إرهابية في سوريا والعراق وليبيا واليمن وحتى مصر علي أيدي التنظيمات والجماعات الدينية التي تريد تغيير شكل وجذر تلك الدول والمجتمعات تمامًا، فضلًا عما نراه من نوع وشكل المقاومة للعدو الإسرائيلي المحتل في لبنان وفلسطين، تلك المقاومة المحصورة دائمًا في خندق الجماعات الدينية المسلحة مثل حزب الله وحماس، وليس في الدول الوطنية والأحزاب المدنية وحدها، فمن العجب تجاهل وجود تلك الجماعات والتيارات الدينية السلفية والإخوانية والشيعية وهي من الأساس والأصل البديل الوحيد تقريبًا الذي يقدم نفسه كحل لكل ما تعاني منه بلاد الشرق الأوسط من فساد وفشل سياسي واقتصادي واجتماعي في الجزائر والمغرب وتونس وليبيا ومصر والسودان ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن والسعودية وإيران.
كيف لا نهتم بالأصول التاريخية والفكرية لتلك الجماعات؟! كيف لا نهتم بما يبثونه في مجتمعاتنا وداخل عقولنا من أفكار تتعلق بكل تفاصيل حياتنا؛ بداية من طريقة أكلنا وشربنا ونومنا ودخولنا الحمام ومروراً بوسائل ترفيهنا وتسليتنا وحتى طبيعة علومنا ونظمنا السياسية والاقتصادية؟! 
كيف يكون اهتمامنا بهم وبأفكارهم - بعد ذلك كله - ترفاً أو فراغاً فكرياً؟! أوليس مَن يستخف ويهون من هذا الاهتمام والانشغال بتلك الجماعات وأفكارها هو من يستحق العجب والتعجب بل والاستخفاف والتهوين من قدراته العقلية وربما التشكيك في ميوله لتلك الجماعات وانحيازه لها بتخفيف الضغوط عليها عن طريق تثبيط همم من يواجه تلك الجماعات ولو حتى بالكلمة؟
للأسف يبدو دائماً أن مجتمعاتنا مغرمة بتجاهل مشاكلها الحقيقية بدفن رؤوسنا في الرمال، وكأننا بهذا التجاهل ننفي وجود تلك المشاكل مثلا!، وهو أسلوب لا يعتمده هذا الكتاب الذي قرر المواجهة الحقيقية للإرهاب بجميع أشكاله من السطر الأول فيه، فقد حذرنا في بداية تلك المقدمة نفسها من خطر التركيز علي مواجهة شكل واحد فقط من أشكال الإرهاب المختلفة، وقررنا من اللحظة الأولي المحاولة بقدر طاقتنا في صناعة وعي جمعي حقيقي يحمينا من الإرهاب بجميع أشكاله وأنواعه، بل ونأمل أن تقوم علي أساس هذا الوعي ذاته قواعد فكرية راسخة في مجتمعاتنا، نستطيع من خلالها بناء مجتمعات منفتحة وقابلة للتعايش والتنوع والتعدد والاختلاف، ودافعة لركوب قطار الحضارة والتقدم، ونحن لا نقول هذا الكلام لغواً وحشواً فارغاً وبعيدا عن حقيقة الكتاب، وإنما نقوله علي سبيل التأكيد علي حقيقته التي عزمنا عليها في كل صفحة وكلمة وحرف في هذا الكتاب. 
إن هذا الكتاب يتكون من تلك «المقدمة» التي يأتي بعدها مباشرة «فاتحة» تتناول الأساليب والحيل الكثيرة جدا التي تمنع المواطن العربي وتحول دون كشف حقيقة الإرهاب ومعرفته بوضوح تحت هذا الستار من الدخان القائم علي مجموعة من الحيل والمراوغات التي تحمي الإرهاب دائماً وتساعد في نمائه وبقائه، وقد جعلنا تلك الفاتحة بعنوان «المخارج المتنوعة للإرهاب»، ثم جاءت فصول الكتاب بعد ذلك تباعاً في ثلاثة مراحل، تبدأ "المرحلة الأولي" بالتركيز علي الأفكار التي تصنع من الشخص الطبيعي والعادي والهادي إرهابي جاهز للقتل والاغتيال والتفجير، وقد حرصنا في تلك المرحلة علي تقديم تلك الأفكار في عرض مسلسل ومرتب ترتيباً تدريجياً كاشفاً لتلك الصناعة الخطيرة للإرهاب علي المستوى الفردي والشخصي، ولذلك جعلنا عنوان تلك المرحلة «كتالوج صناعة الشخصية الإرهابية»، ثم تأتي "المرحلة الثانية" من الكتاب لتتناول العوامل السياسية والاجتماعية والثقافية التي أدت إلي صناعة وتكوين الجماعات الدينية، وجعلنا تلك المرحلة بعنوان «كتالوج صناعة الجماعات الإرهابية»، ثم تأتي "المرحلة الثالثة" والأخيرة من الكتاب لتتناول تأثير المرحلتين: الأولي والثانية، في صناعة أنواع وأشكال مختلفة من الإرهاب داخل الدولة والمجتمع، وبيان تفصيلي لعلاقة هذا الإرهاب بمسألة تأخر مجتمعاتنا عن ركب الحضارة والتقدم، وجعلنا تلك المرحلة بعنوان «كتالوج صناعة التوحش الاجتماعي»، ومن بعد هذا الباب تأتي «الخاتمة» التي خصصناها لتناول مسألة مواجهة تلك الأشكال المختلفة من الإرهاب وأساليب القضاء عليها.

شارك