فضائح قطر عرض مستمر.. الدوحة تمول الإخوان لنشر التطرف بهولندا

السبت 31/أغسطس/2019 - 02:39 م
طباعة فضائح قطر عرض مستمر.. أميرة الشريف
 
ما زالت جرائم تنظيم الحمدين تنكشف يوما تلو الأخري، في ظل تمويل قطر للجماعات الإرهابية والإرهاب ليس في العالم العربي فقط، بل طال الدول الأوروبية، فقد امتدت يد قطر الملعونة إلي الدول الأوروبية لتمويل جماعة الإخوان الإرهابية في بعض الدول ونشر فكرها المتطرف في العالم بأكمله.
 فكلما واصلت قطر محاولاتها المستميتة للتملص من تهم دعم وتمويل الإرهاب، إقليميا ودوليا، تنكشف حقيقة جديدة تثبت تورط الدوحة في تقديم الدعم للجماعات المتطرفة، وخلال السنوات القليلة الماضية، ثبت بالأدلة تورط الدوحة في تمويل الإرهاب في أوروبا والعالم، حيث نشرت الصحيفة الاستقصائية البريطانية "ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال -تي آي چيه"، تحقيقاً استقصائياً عن نقاط ضعف سياسة هولندا في مكافحة التطرف، أشار إلى فكر متشدد يتم تدريسه في مساجد تمولها قطر.
يأتي ذلك في الوقت الذي، كشف فيلم وثائقي فرنسي بلجيكي مشترك، تفاصيل جديدة تتعلق بملف تمويل قطر للجماعات الإرهابية وقوى التطرف في دول أوروبية، واستند الفيلم الوثائقي، على آلاف الوثائق السرية، التي تثبت تمويل قطر لمؤسسات ومخطّطات لصالح تنظيم الإخوان الإرهابي في عدة دول أوروبية. 
وأظهر تحقيق الصحيفة البريطانية، الذي أجراه رونالد ساندي، وهو محلل سابق في شؤون مكافحة الإرهاب للمخابرات الهولندية؛  أن التمويل جاء في وقت قصير، حتى استطاعت الجماعة شراء أربعة عقارات في أمستردام وروتردام وذاهيج قيمتها تناهز الخمسة ملايين يورو، مؤكداً أن الحكومة والبيروقراطية الهولندية لم يكن لديهم أي ردود أفعال لدخول الإخوان والجماعات المتشددة الممولة والمناهضة للاندماج إلى هولندا.
وفي وقت سابق كشف كتاب فرنسي حمل عنوان أوراق قطرية، دعم قطر لمؤسسات ومشاريع مرتبطة بتنظيم الإخوان الإرهابي في عدد من دول أوروبا من بينها فرنسا وسويسرا.
وعرّى الكتاب الذي صدر في أبريل الماضي، جوانب من الدعم السخي، الذي تقدمه قطر لتنظيمات الإخوان والشخصيات التي تروج أفكاراً متطرّفة تحت غطاء أكاديمي وتعليمي وخيري في عدد من دول أوروبا.
ووفق التحقيق، ففي الأعوام التي تلت 2008، بات واضحاً أن سياسة الإخوان في هولندا تركز بوضوح على المدن الكبرى، إذ وصفهم تقرير برلماني للمخابرات الهولندية في 2010 بأنهم يعملون بسرية ضد دمج المسلمين في المجتمع ، مبيناً أن أنشطتهم ستؤدي على المدى الطويل إلى أضرار للنظام القانوني والديمقراطي.
وكشف التحقيق عن كيفية استقطاب أحد المتطرفين المدانين قضائياً، العناصر للجماعات المتطرفة، وكيف أصبح مُعلِّماً مؤثراً في أوساط الشباب في أمستردام.
وناقش دور "بلال لامراني"، وهو عضو سابق بالجماعة الهولندية الإرهابية المعروفة باسم شبكة هوفستاد، الذي عمل مؤخراً مدرباً لمعالجة التطرف في أمستردام، حيث حصل على فرصة للتواصل مع الشباب من قليلي الخبرة والتغرير بهم. وطبقاً للتحقيق، فإن الثقة وصلت من جانب سلطات أمستردام في لامراني إلى حد أنهم عينوه مدرباً في دورات كرة القدم، ما سمح له بالوصول إلى عقول أكثر شباباً وأكثر عرضة للتطبع بأفكاره.
وتفند الصحيفة قصة لامراني، الذي دخل السجن لثلاث سنوات في فبراير2006 لإدانات تتعلق بالإرهاب، ومحاولته تجنيد مسجون آخر كان معه خلال سجنه جراء تهديده للسياسي الهولندي جيرت ڤيلدرز، وأيضاً في هذا الوقت وجدت الشرطة مئات النسخ من الكتب المتطرفة ومعلومات عن كيفية صناعة القنابل والمتفجرات بحوزته.
ويوثق التقرير أنه قد ثبت أيضاً أن لامراني كان على صلة وثيقة مع محمد بوييري، الإرهابي الذي نفذ عملية اغتيال مخرج السينما الهولندي ثيو فان جوخ؛ وأنه بعد إطلاق سراحه في 2008، تم إدخال لامراني في برنامج معالجة التطرف،كما تم تعيينه من قبل السلطات للعمل كجزء من شبكتهم الخاصة بالمتابعة، التي تدعم الشباب المعرض للفكر المتطرف، ولكن طبقاً لتحقيق تي آي چيه، فإن لامراني لم يترك آراءه المتطرفة، بل وعبر عن شكوكه في 2014 عمّا إذا كانت معالجة التطرف ممكنة.
وفي حديثه لصحيفة ولكسكرانت الهولندية، قال لامراني إنه لا يؤمن ببرامج معالجة التطرف.
ويكشف التحقيق، علاقات مثيرة للقلق بين لامراني وإرهابيين آخرين هربوا من هولندا، فشقيقته سارة تركت هولندا لتلتحق بداعش حيث لاقت حتفها هي وابنتها في 2018.
كما أن لامراني ظل أيضاً على علاقة بسمير عزوز، عضو شبكة هوفستاد ولا يزال يصنف كتهديد من قبل المخابرات الهولندية.
وتطرق التقرير إلي والد أحد الشباب الهولنديين، الذين ارتحلوا إلى سوريا للانضمام إلى داعش، الذي كشف عن اتصال لامراني الوثيق بابنه.
وتأتي اكتشافات ساندي الصادمة كدلالة على إخفاقات أوسع في أمستردام في مجال مراقبة النشاط المتطرف.
ووفق التقرير، أحد هذه القضايا تتعلق بهروب أشرف بو عمران، إلى تركيا في طريقه للالتحاق بداعش على الرغم من إبلاغ والده، البوليس الهولندي عن أن ابنه يتم إعداده للتطرف مع تفاصيل لقاءاته مع المتطرفين وعنوان أماكن لقاءاتهم ولكن لم يتدخل أحد وسافر ابنه عام 2013 ولم يعد بعدها!
قضية ثانية أثارها التقرير تتعلق بعمر هميمة، الذي تم القبض عليه وبحوزته معدات تستخدم في تصنيع المفرقعات وتمت إدانته 2013 بالإرهاب، وعلى الرغم من أنه كان مصنفاً كتهديد من قبل السلطات فإنه تمكن من قضاء فترة الاستئناف بحرية مكنته من السفر إلى سوريا والعراق ليصبح مقاتلاً في داعش.
يؤمن ساندي بأن هذه الفرص الضائعة تظهر كيف أن السلطات في أمستردام تغط في سبات عميق من ناحية رصد انتشار الفكر الإرهابي في البلاد.
ومع الوقت تنكشف حقيقة قطر الخبيثة والتي تسعي من خلالها لنشر الفكر المتطرف في العالم واستقطاب أكبر قدر من الشباب الموالي لجماعة الإخوان ومن علي شاكلتها في الفكر الإرهابي، حتي تنفذ مخططاتها في المنطقة، وباتت شبكة قطر الداعمة للإرهاب حول العالم الكثير من خيوطها مكشوفة، حيث لم يعد خافيا الدعم القطري للتنظيمات والجماعات الإرهابية مثل الإخوان والقاعدة والنصرة ومن هم على ذات الشاكلة.

شارك