القضاء على الجهل الديني ينهي ظاهرة الإرهاب

الخميس 19/سبتمبر/2019 - 02:05 م
طباعة القضاء على الجهل
 
شهد العالم في العقود الأخيرة ربطًا وثيقًا بين الدين الإسلامي وظاهرة الإرهاب، إذ زعم كثيرون حول العالم أن الإسلام يحض على العنف ويروج له، متخذين من الجماعات المتطرفة التي أساءت فهم صحيح الدين ستارًا لترويج هذه الفكرة التي لا تمت للواقع بصلة.
وحول تلك القضية، طرح الدكتور مطيع الله بن دخيل الله الصرهيد كتابه المعنون بـ«الإرهاب في نظر الإسلام»، والصادر في مركز الدراسات والبحوث في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية.
واعتبر الكتاب أن الظاهرة الإرهابية واحدة من أخطر المشاكل في العصر الحديث، بسبب عجز المجتمع الدولي عن مواجهتها، على الرغم من الجهود كافة التي قامت بها الدول لإيقاف خطر التنظيمات الإرهابية، أو على الأقل تقليص خطرها خصوصًا على حياة المدنيين.
وأكد أن السبب الرئيسي في هذا العجز الدولي يرجع إلى عدم صدق الدول المواجهة للتنظيمات الإرهابية، ففي الوقت الذي تعلن فيه وقوفها ضد التنظيمات المتطرفة من ناحية، فإنها من ناحية أخرى تعمل على استقبال بعض التنظيمات الأخرى وتترك لها المجال داخل أراضيها، كما تستقبل بعض التجمعات الثقافية والفكرية التي تلصق تهمة الإرهاب بالدين الإسلامى، ما يثير المسلمين في شتى بقاع الأرض.
واعتبر الباحث أن ذلك يرجع إلى اختلاف الدول في تعريف لفظ الإرهاب، والاختلاف بين المتابعين في طبيعة تصنيف العمل الذي يمارسه الإرهابي، وكذلك تداخل المصطلح مع مصطلحات أخرى ذات طابع فقهي أو فلسفي.
ووضع المؤلف تعريفه الذي يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية، العنصر الأول يخصص للتعرف على الأعمال التي توصف بالعنف والرعب، والعنصر الثاني يتناول الهدف أو المقصد الذي يهدف إليه الإرهابيون، سواء كان هذا الهدف متعلقًا بالوصول إلى السلطة أو إخضاع الآخرين لسلطتها، بالإضافة إلى التعرف على طبيعة التنظيم الذي يمارس الإرهاب.
وانتقل في الجزء التالي من الكتاب إلى تحديد الصلة بين مفهومي الحرابة والإرهاب، إذ أشار إلى أنهما من الجرائم المنظمة التي تتولى إدارتها مجموعات إجرامية، تعمل تحت راية قائد واحد ينظم شؤونها، بينما يختلف المفهومان في الهدف، إذ تهدف الحرابة إلى الاستيلاء على ممتلكات الناس من أموال وأعراض، بينما يأتي الهدف الأول للإرهاب في ترويع الناس بشتى الطرق.
ويتشابه الاثنان في سفك الدمار وإهدار الأموال، إذ يستبيح الطرفان الأنفس والأموال، وكلها عمليات تؤدي إلى ترويع الآمنين.
وفي جزء آخر، أبرز المؤلف الأسباب التي أدت إلى الإرهاب، معتبرًا هذه الأسباب مشابهة بسبب التركيبة الاجتماعية العامة بين الدول العربية، والاشتراك في الدين والتاريخ، ولكنها تختلف بسبب الأسباب المحلية الخاصة بدولة دون أخرى.
ويعتبر المؤلف أن الفهم الخاطئ للدين الإسلامي، بالإضافة إلى الأسباب الاقتصادية والاجتماعية، أدى إلى تولد السخط والنقمة لدى بعض الشباب، الذي لجأ للتطرف كوسيلة لمواجهة ذلك.
وفي نهاية كتابه «الإرهاب في نظر الإسلام» يوضح المؤلف الدكتور مطيع الله بن دخيل الله الصرهيد، الأسباب والآليات الواجب اتباعها في القضاء على أسباب الإرهاب الرئيسية، ومنها القضاء على الجهل خصوصًا الديني، بالإضافة إلى تفعيل دور الأسرة والمدرسة والمسجد في مواجهة الفكر المتطرف، مع التشديد على أهمية المواجهة العسكرية والأمنية.

شارك