«خطايا بني عثمان».. كتاب يسلط الضوء على الحكام الأتراك

السبت 19/أكتوبر/2019 - 11:32 ص
طباعة «خطايا بني عثمان».. أسماء البتاكوشي
 
اطلقت تركيا فى التاسع من أكتوبر الحالي عملية عسكرية فى الشمال السوري تحت اسم «نبع السلام»؛ بزعم محاربة حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا كمنظمة إرهابية، وإنشاء منطقة آمنة لإعادة اللاجئين السوريين.


وعقب بدء العملية سيطرت قوات الجيش التركي على مدينة تل أبيض أولى المدن المركزية التي تعتبر مركز انطلاق للسيطرة على كل منطقة شرق الفرات.


وفي كتابه «أردوغان.. وخطايا بني عثمان.. سلسال الدم والخيانة» الصادر عن دار رهف للنشر والتوزيع فى طبعته الثانية، سلط الكاتب الصحفي "محمود البتاكوشي" الضوء على تاريخ الخيانات والدم في تركيا.


ويحتوي الكتاب على 9 فصول، يقدم فيها رؤية تجمع بين السباحة في تاريخ الدولة العثمانية والتأمل في واقع  الدولة التركية الحالي؛ إذ توجد ثمة مشتركات بين الماضي والحاضر.


الفصل الأول يأتي بعنوان «القتل باسم الدين»؛ إذ لفت إلى مسألة قتل الأخوة التي تعتبر عادة عند سلاطين العثمانيين، التي كانت بدايتها عندما أصدر السلطان الفاتح فرمانًا، بعد حصوله على فتوى شرعية من «دده أفندي»، شيخ الإسلام آنذاك، تجيز ذاك الفعل.


ويبقى الفرمان الذي أصدره الفاتح بجواز قتل السلطان لإخوته حفاظًا على الدولة العلية نقطة سوداء في تاريخه؛ ما أسهم في تداعي الإمبراطورية العثمانية، وسقوطها في نهاية المطاف.


قاتل أبيه

وقال الكتاب إن سلاطين الدولة العثمانية لم يعرفوا سوى الخيانة؛ من أجل الوصول للعرش، فقد وصل السلطان الغازي سليم الأول إلى عرش السلطنة العثمانية 1512، بعد انقلاب عسكري قام به على والده «بايزيد الثاني»، بدعم من الإنكشارية وخاقان القرم، ونجح في مطاردة إخوته وأبنائهم والقضاء عليهم، حتى لم يبق له منازع في الحكم.


وانتقل الكتاب إلى السلطان سليمان القانوني قائلًا: إنه على الرغم من وصول الدولة العثمانية في عهده إلى أوج مجدها، ووصول جيوش الدولة العلية إلى أبواب فيينا عاصمة النمسا، فوقعت في عهده أحداث كارثية، أصبحت علامات سوداء في سجله.


وبدأ سليمان هذه الأفعال بقتله للصدر الأعظم إبراهيم باشا الإفرنجي، بناءً على وشايات ومؤامرات «خُرَّم»، الزوجة الثانية للسلطان سليمان القانوني.


ولم يكن غدر القانوني بصدره الأعظم هو الخطأ الوحيد، فقد سقط أحد أعظم سلاطين المسلمين في فخ الوشايات كثيرًا؛ إذ أقدم على قتل ابنه وولى عهده الأمير شاه زادة مصطفى، وطفله الرضيع بناء على مؤامرة من زوجته «خرم»، ولم يكتفِ سليمان بذلك فحسب بل قتل بعد ذلك ابنه بايزيد و4 من أحفاده خوفًا من الانقلاب عليه.

أتاتورك.. هادم آل عثمان



على عكس ما يظن كثيرون، نشأ مصطفى كمال أتاتورك في كنف الدولة العثمانية، ولم يكن ثائرًا عليها.


وتشكل اسم مصطفى كمال أتاتورك، هادم عرش آل عثمان، عبر الزمن، وهو مثل مسيرة صاحبه، مزيج بين أشياء عدة، وفي أول اجتماع للجمعية الوطنية التركية (البرلمان) بعد حرب التحرير، أعطاه البرلمان التركي لقب «غازي» أي فاتح.


وفي عام 1928 أصدر الحاكم بأمره في تركيا دستورًا جديدًا عام 1928، لم ينص فيه على إسلامية الدولة.


وقرر مصطفى كمال أتاتورك بعد ذلك، وضع كل شؤون الدين تحت سيطرة الدولة، ورسخ في الثقافة التركية الحديثة فكرة أن الدين مسألة شخصية، ليس له علاقة بالدولة.

أردوغان صنيعة المخابرات الأمريكية



وكان "رجب طيب أردوغان" الحالم باستعادة أمجاد أجداده سلاطين بنى عثمان وإحياء الخلافة العثمانية، لاحقته تهم فساد عدة، وحول للقضاء أكثر من مرة.


واللافت للنظر أن "أردوغان"، في سبيل تحقيق رغبته المحمومة في الوصول إلى السلطة والنفوذ، عقد صفقات مشبوهة مع الجميع، حيث وجه سهام الغدر والخيانة لأستاذه الراحل "نجم الدين أربكان" رئيس وزراء تركيا الأسبق، بالتحالف مع الجيش التركي في انقلاب عام 1997.


كما تحالف "أردوغان" مع أعداء أستاذه أربكان، وعلى رأسهم الجيش، الذى اتهمه، بعد أن أصبح رئيسًا لوزراء تركيا فيما بعد، بالانقلاب على أربكان في قضية شهيرة أطاحت بمعظم رؤوس الجيش التركي، وعرفت باسم قضية «أرجنكون»، عندما كان «أردوغان» يشق طريقه للسلطة.


وفوق كل ذلك تبرز ازدواجية "أردوغان"؛ إذ زار خلال حملته الانتخابية المناطق الكردية كافة، وخطب فيهم بلغتهم، ووعدهم في «ديار بكر»، بسماحه لهم باستخدام الكردية في التعليم وفي البث الإعلامي؛ ثم تغير ذلك كله فيما بعد.

شارك