5 دروس للحرب على الإرهاب في سوريا والعراق.. دراسة لـ«جامعة هارفارد»

السبت 19/أكتوبر/2019 - 02:18 م
طباعة 5 دروس للحرب على أحمد سلطان
 
نشرت صحيفة هارفارد للأمن القومي، دراسة عن الدروس المستفادة من الحملة العسكرية الأمريكية على الإرهاب في كلٍّ من سوريا والعراق.


وتحاكي الدراسة، التابعة لكلية القانون بجامعة هارفارد الأمريكية، التقرير الدوري لما بعد الأحداث (AAR)، الذي يصدره الجيش الأمريكي لتقييم وتحليل الأحداث، واستخلاص الدروس المستفادة منها، عقب أي عملية عسكرية.


وقالت الدراسة إن هناك عدة دروس مستفادة من الحملة الأخيرة على معاقل داعش في سوريا والعراق، وبدأت تلك الحملة في عام 2014 عقب تمدد داعش في سوريا والعراق، وسيطرته على العديد من المدن والبلدات الرئيسية، وسُميت باسم العزم الصلب.


وخلصت الدراسة إلى أن أبرز 5 دروس مستفادة من عملية العزم الصلب هي:

1- استهداف العوامل الداعمة للإرهاب سيظل جزءًا من الحملات الجوية المقبلة

في عام 2016، قال وزير الدفاع الأمريكي -وقتها- آشتون كارتر: إن الولايات المتحدة تستهدف الهياكل الاقتصادية لتنظيم داعش الإرهابي مثل آبار إنتاج البترول، وسيارات نقل الأموال، معتبرًا أن تلك الهجمات ستؤدي إلى تقويض قدرة داعش على دفع رواتب المقاتلين، وستمنعه من تجنيد إرهابيين جدد.

وقالت الدراسة إن تلك الاستراتيجية أثبتت فاعليتها في سوريا والعراق، وهو ما دفع 3 دول أخرى، هي بريطانيا وفرنسا وروسيا لاستهداف الموارد الاقتصادية لداعش؛ بهدف حرمانه من الاستفادة منها، موضحةً أن تلك الاستراتيجية ستبقى واحدةً من الاستراتيجيات الأساسية في مواجهة الإرهاب خلال الفترات المقبلة، رغم وجود خلاف قانوني حول مدى مشروعيتها القانونية.
2- الدول ستواصل الاعتماد على «الجيوش الخاصة» في عملياتها العسكرية

في فبراير 2018، شارك عدد من العسكريين الذين يتحدثون باللغة الروسية مع القوات السورية في الهجوم على القوات الكردية المدعومة بعناصر من القوات الخاصة الأمريكية، بالقرب من مصنع الغاز في مدينة دير الزور السورية.

وعقب اكتشاف القوات الأمريكية أن المهاجمين يتحدثون باللغة الروسية، تواصل المسؤولون الأمريكيون مع نظرائهم الروس، لكن الأخيرين أكدوا عدم وجود أي قوات روسية في تلك المنطقة، وفي نهاية المطاف تدخلت الطائرات الأمريكية وقصفت العسكريين الروس؛ ما أسفر عن مقتل عدد منهم.

لاحقًا، اكتشفت الولايات المتحدة أن هؤلاء العسكريين كانوا من «الجيوش الخاصة» أو المرتزقة الروسيين التابعين لشركة فاجنر جروب، وهي شركة عسكرية روسية خاصة مسجلة في الأرجنتين.

وتوقعت دراسة كلية القانون بجامعة هارفارد أن تعتمد الدول بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة على «المرتزقة» في الحروب والعمليات العسكرية الهجومية؛ لأن الدول يمكن أن تتملص بسهولة من التبعات القانونية المترتبة على استخدام هؤلاء المقاتلين، بالإضافة إلى فاعليتهم في العمليات العسكرية.

3- التنظيمات ستتصرف مثل الدول

بلغ عدد الفاعلين من غير الدول داخل سوريا في عام 2013 على سبيل المثال نحو 1000 جهة، بما فيهم تنظيم داعش، وقوات سوريا الديمقراطية، وجبهة النصرة، وحزب الله اللبناني، وتعاملت كل هذه الجهات على أنها بديل عن الدولة السورية، خاصةً مع انحسار نفوذ الحكومة السورية، وسيطرتها على عدة أنحاء من البلاد.

ووفقًا لدراسة سابقة لمؤسسة راند للأبحاث فإن تنظيم داعش تحديدًا، أقام هياكل للحكم والإدارة في المناطق التي كان يسيطر عليها، وكانت تلك الهياكل لها تنظيم هرمي، ومسؤوليات محددة.

وأوضحت دراسة كلية القانون بجامعة هارفارد أن داعش لم يكن وحده هو الذي يتصرف كدولة، إذ قامت قوات سوريا الديمقراطية بنفس الأمر، مؤكدةً أن ذلك يطرح تحديًا آخر بخصوص التزام التنظيمات والجماعات في مناطق النزاع ببنود القانون الدولي.
4- التكنولوجيا العسكرية ستنتقل لأيدي التنظيمات الإرهابية

شهدت الحرب السورية والعراقية استخدام التكنولوجيا الحديثة كأسلحة، إذ نجح تنظيم داعش في الاستفادة من «الكود كوبتر» في تصنيع طائرات بدون طيار، للاستخدام في العمليات العسكرية.

وبحسب دراسة سابقة لمركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية، فإن تنظيم داعش حصل على نماذج تجارية لطائرات بدون طيار، وعدلها لتناسب الاستخدام في العمليات العسكرية.

وذكرت دراسة جامعة هارفارد أنه ينبغي وضع مزيد من القيود القانونية على تصدير واستيراد التكنولوجيا الحديثة؛ خشية سقوطها في أيدي التنظيمات الإرهابية، خاصةً في مناطق النزاع.
5- غياب مجلس الأمن أثر على قرارات الدول الخاصة بالحروب

واعتبرت دراسة كلية القانون بجامعة هارفارد أن غياب دور مجلس الأمن الدولي، ساهم في اتخاذ الدول لقرارات الحرب والعمليات العسكرية بسهولة، وتبريرها تحت عدد من المسميات، مثل الدفاع عن النفس، وحماية الحدود الإقليمية.. إلخ.

ولفتت الدراسة إلى أن الدول ستملأ الفراغ الذي يخلفه مجلس الأمن، وهذا سينعكس على الأوضاع الإقليمية والعالمية.

شارك