طالبان وقرار وقف اطلاق النار تمهيدا للسلام مع الأمريكان

الأحد 19/يناير/2020 - 01:29 م
طباعة طالبان وقرار وقف حسام الحداد
 
قالت حركة طالبان الأفغانية، السبت 18 يناير 2020، ، إنها وافقت على تقليص "عملياتها العسكرية" من أجل توفير بيئة آمنة لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وإن المفاوضات مع الولايات المتحدة حددت موعداً لتوقيع الاتفاقية وانسحاب القوات. 
وقال سهيل شاهين، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، في مقابلة مع صحيفة ذا دون الباكستانية: "لقد اتفقنا على تقليص العمليات العسكرية لبضعة أيام حتى يتم توقيع اتفاق السلام".
وأصر شاهين، على أنه لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكنه مجرد "تخفيض في عملياتنا العسكرية، ونحن من يقرر متى وأين وكيف نخفض عملياتنا العسكرية، هذا لا يقتصر على القوات الأجنبية فقط، بل إن الخفض سيشمل جميع أنحاء أفغانستان".
ولدى سؤاله عما إذا كان تقليص الهجمات سيستمر حتى بعد توقيع الاتفاق، قال إن الأحكام الواردة في الاتفاق ستنفذ عندما يدخل الاتفاق حيز التنفيذ.
ولم يتطرق سهيل حول بنود الاتفاق، لكنه أضاف أنه سيكون من خلال محادثات بين طالبان والفصائل الأفغانية الأخرى بما في ذلك حكومة الرئيس أشرف غني، لمناقشة وقف إطلاق النار بجميع البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجولة الأولى من المحادثات بين المبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد ونائب رئيس طالبان الملا عبد الغني، بدأت في العاصمة القطرية الدوحة، في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأوضح شاهين أن الجانبين عقدا ثلاث جلسات، وربما يعود الجانبان للاجتماع، اليوم السبت؛ حيث يرأس شير محمد عباس ستانكزاي فريق حركة طالبان في المحادثات.
وقال شاهين: "المفاوضات جارية والصفقة تقترب لأن المسودة تم إعدادها ولم يتبقَ شيء لمناقشة شروط الاتفاقية".
وقال شاهين إن "الشيء الوحيد الذي لا يزال يتعين تحديده هو تاريخ توقيع اتفاقية السلام، إنها مسألة بضعة أيام فقط، ونأمل أنه بحلول نهاية هذا الشهر سنكون قادرين على توقيع الاتفاقية".

وكان الرئيس ترامب قد تعهد بإنهاء الحرب الدائرة منذ 18 عاماً في أفغانستان، التي كلفت الولايات المتحدة 1.5 تريليون دولار أمريكي ومقتل 2400 من جنودها، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام.
وقد أكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، الموجود في واشنطن للاجتماع مع وزير الخارجية مايك بومبيو، تصريحه السابق، أنه رأى استعداداً من طالبان للحد من العنف.
لكنه دعا الولايات المتحدة إلى مواصلة المشاركة في إعادة إعمار أفغانستان بعد اتفاق السلام المحتمل مع طالبان. وحذر قائلاً: "لا تكرروا الثمانينيات".
وحذرت إسلام آباد من أن الانفجار بين واشنطن وطهران يمكن أن يضر باحتمالات السلام في أفغانستان.
قام قريشي بالفعل بزيارة طهران والرياض، ويوجد الآن في العاصمة واشنطن للقاء نظيره الأمريكي.
يأتي قرار طالبان بوقف اطلاق النار بعد أن قدمت الحركة الخميس الماضي 16 يناير 2020، عرضاً للولايات المتحدة بوقف مؤقت لإطلاق النار، ويمثل عرض طالبان، الذي أكده مصدران لوكالة الأنباء الفرنسية، تطوراً يشير إلى تقدم واضح في المحادثات الثنائية.
واشترطت واشنطن، قبل أسابيع خفضاً لأعمال العنف، قبل إحراز أي تقدم جدي في المفاوضات الهادفة إلى التوصل لجدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وبدء حوار أفغاني-أفغاني.
وقال مصدر في طالبان مقيم بباكستان إنّ "الحركة مستعدة لوقف مؤقت لإطلاق النار مع الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية، يتراوح بين 7 و10 أيام".
وكانت حركة طالبان والولايات المتحدة على أعتاب إعلان اتفاق بينهما، قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سبتمبر 2019، وبشكل مفاجئ "موت" المسار التفاوضي.
واستؤنفت المفاوضات في ديسمبر 2019، غير أنّها علّقت مجدداً بعد أيام قليلة في أعقاب هجوم تبنته طالبان على قاعدة بجرام الأمريكية.
من جانبه، وصف الباحث في مجموعة الأزمات الدولية غرايم سميث، التقارير حول الهدنة المؤقتة بأنها "إشارة إيجابية"، مضيفا أنّ خفض الاعتداءات داخل المدن في الآونة الأخيرة قد أعطى زخما للمسار التفاوضي.
وقال سميث إن "تحركات طالبان في الأشهر الأخيرة بعثت برسالة أقوى. فقد مرّ شهران من دون تسجيل هجمات كبيرة في المناطق الحضرية، وإنّ توقف هجمات مماثلة غير مسبوق في السنوات الـ12 الأخيرة".
وجاءت تصريحات المسؤولين في طالبان بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي الخميس أن الحركة أظهرت "استعدادا" لخفض العنف في أفغانستان.

شارك