العقل المدبر لـ«هجمات سبتمبر» يقاضي فريق التحقيق الأمريكي

الأربعاء 22/يناير/2020 - 07:23 م
طباعة العقل المدبر لـ«هجمات نهلة عبدالمنعم
 
على وقع مسؤولية هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، عن تمدد التنظيمات الإرهابية العابرة للقارات والتدخل العسكري الأمريكي بالشرق الأوسط، تشهد أروقة المحاكم الأمريكية «مقاضاة معكوسة»، فمن المقرر خلال الأيام المقبلة أن تستجوب الهيئات القضائية اثنين من فريق التحقيق مع خالد شيخ محمد العقل المدبر للهجمات.
ويتهم «خالد» اثنين من الباحثين النفسيين اللذين اشتركا في استجوابه، بتعذيبه عن طريق الإيهام بالإغراق في المياه حيًا، إلى جانب وضع رأسه عنوة في براميل مياه ما اضطره إلى الاعتراف بجرائم لم يرتكبها وهجمات لم يشترك فيها (وفقًا لأقواله).
وبناء على ذلك قررت هيئة المحكمة استدعاء كلٍ من «جيمس ميتشل» و«جون بروس» للتحقيق معهما فيما نسب إليهما من اتهامات، ومن المقرر أن يستمر استجوابهما عدة أيام حول إيداع خالد شيخ محمد ورفاقه المتهمين بتدبير أحداث الحادي عشر من سبتمبر بغرف ضيقة ومنعهم من النوم وتعذيبهم بطرق مختلفة خلال 3 سنوات وأكثر من الاحتجاز في معتقل جوانتاناموا الأمريكي في كوبا.
الأبرز في هذه القصة هو أن هذه الاتهامات والتحقيق فيها يمنح القضية وقتًا أطول، وهي من الأساس استغرقت الكثير منه، فخالد شيخ محمد ومصطفي أحمد الهوساوي، وعلي عبدالعزيز علي ورمزي بن الشيبة ووليد بن حطش تم القبض عليهم خلال عامي 2002 و2003 في باكستان وحتى الآن لم يحكم عليهم بصفة نهائية.
كما سبق وحققت الهيئات القانونية المعنية في صحة هذه المزاعم في مايو 2018 بعدما استُجوبت رئيسة وكالة الاستخبارات المركزية، جينا هاسبل، أمام مجلس الشيوخ للوقوف على صحة تعرض المتهمين للتعذيب من عدمه.
علاوة على ذلك، تعرضت المحاكمة للتأجيل عدة مرات بسبب إجراءات قانونية وأخرى اختيارية، ومنها تقاعد القاضي المسؤول عن المحاكمة طوعًا الكولونيل «جيمس بول» واستبداله بالكولونيل كيث باريلا من وحدة البحرية، ما خلف وقتًا آخر احتاجه الأخير لقراءة أوراق القضية والاطلاع على مستجدات الوضع وشهادات الشهود.
والباحث في علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، سعيد صادق للمناقشة حول مستجدات القضية، الذي قال إن القضية يبدو أنها تمت إطالتها وفقًا لرغبة الإدارة السياسية، لأن المحاكم الأمريكية لا تعتمد طول مدد التقاضي ما ينشر الشبهات حول سير القضية، وبالأخص أن مزاعم «خالد شيخ محمد» قد تم التحقيق فيها من قبل ولم تتوصل السلطات إلى نتائج مثبتة، وبناء عليه يعتقد الباحث السياسي أن القضية برمتها والوقائع ذاتها تخضع لنظرية المؤامرة فتنظيم القاعدة أضعف من أن يستهدف وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون.
ووافقته في الرأي أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، «نورهان الشيخ» التي قالت لـ«المرجع» إن هجمات تنظيم «القاعدة» الإرهابي التي تسببت في مقتل الآلاف يطالها الكثير من الشبهات، فالقوة التسليحية المتمتعة بها الجهات العسكرية بالولايات المتحدة من المفترض أن تعرقل هذه الهجمات ولكن سهولة التوصل الإرهابي للأهداف يوحي بالفعل بوجود مؤامرة تطول على إثرها أمد محاكمة المتهمين.           
جدير بالذكر أن أحداث 11 سبتمبر 2001 الشهيرة، هي مجموعة من الهجمات شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية في ذات اليوم، وفيهِ توجهت أربع طائرات نقل مدني تجارية لتصطدم بأهداف محددة، ونجحت في ذلك ثلاث منها، وتمثلت الأهداف في برجي مركز التجارة الدولية الواقعة بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، وسببت هذه الأحداث 2973 قتيلًا و24 مفقودًا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين .

شارك