الاغتصاب والتعذيب الجسدي.. وسيلة الملالي ضد النساء لقمع التظاهرات

الخميس 23/يناير/2020 - 02:43 م
طباعة الاغتصاب والتعذيب أميرة الشريف
 
سقوط نظام الملالي قادم لامحالة، في ظل مرحلة القمع والاستبداد الذي يفرضها في بلاده، حيث نشر موقع "إيران واير" الإخباري تقريراً يوثق كيفية تعذيب المعتقلات الإيرانيات خلال احتجاجات الأسابيع الأخيرة من خلال مقابلة مع إحدى تلك النساء المفرج عنهن حديثاً، والتي كشفت عن أساليب بشعة للتعذيب النفسي والجسدي.
ولم يكتف نظام الملالي من دماء الشعب الإيراني، فالقمع وممارسة الانتهاكات أصبحوا أسلوب حياة لديه، إذ لا يمكن أن يهدأ دون رؤية الدماء، والقمع، فضلا عن ممارسته للإجرام والقتل، لا سيما ضد المتظاهرين.
وذكرت المعتقلة أن ضابط الأمن هددها بأن هناك عنصراً "داعشيا" في الزنزانة المجاورة سيتم جلبه لاغتصابها إذا لم تدلِ بالاعترافات التي تريدها منها السلطات، وفق تقرير "إيران واير".
كما تحدثت عن مشاركة رئيس السجن مع المحققين في الضغط عليها واحتقارها وإهانتها وتوجيه شتائم وألفاظ جنسية نابية لها، بهدف إخضاعها وكسر معنوياتها لكسب الاعترافات منها.
وقالت رؤيا: "اقتادني المحقق إلى غرفة التحقيق وقال لي: الآن، سنأتي برجل من الدواعش، وزوجته مسجونة معك وأنتِ تعلمين كيف يتصرفون الدواعش وسنتركك معه في الغرفة". وتضيف: "مرت نصف ساعة وأنا أرتجف في تلك الغرفة المخيفة خوفاً من مجيء الداعشي وکنت أفکر کيف يمكنني أن أدافع عن نفسي.. تملكني الرعب خلال نصف ساعة لم أشعر به من قبل في حياتي. ونظراً لسوابق النظام في الجرائم لم أستبعد أن يفعلوا بي ذلك. كان الأمر مخيفاً ورهيباً جداً. هذه كانت واحدة من الاعتداءات الجنسية التي مورست بحقي خلال الاستجواب".
وتعد رواية "رؤيا" عن التحرش الجنسي الذي مورس بحقها أثناء اعتقالها واستجوابها ضمن عشرات القصص التي ترويها النساء المحتجزات عن تجاربهن في السجن والاعتداء الجنسي الذي يمارس معهن أثناء وجودهن في المعتقل.
ووفق منظمات حقوقية فإن التحرش الجنسي يمارس بشكل ممنهج بحق بالنساء في سجون إيران. وتؤكد تلك المنظمات أن هذا لا يعني أن المضايقة الجنسية تستهدف النساء وحدهن من دون الرجال، لكن النساء الضحايا الرئيسيات لهذه السياسة الممنهجة.
تقول "رؤيا" إن مضايقتها الجنسية لم تنتهِ بتهديدها بالرجل الداعشي، وتتابع: منذ لحظة اعتقالي، شعرت بالإهانة من قبل محققي وممثلي الادعاء في تلك المدينة للمحقق "بهروز شاه محمدي" والقاضي "محمد مقيسة" لمجرد أنني امرأة مشاركة في الاحتجاجات.. لقد اعتدوا عليّ بإهانات ومفردات بذيئة، فعلى سبيل المثال، سألوني: "ماذا الذي تفعلينه مع کل هذا العدد من الرجال، أليس لديك أهل؟ أنتن النساء تستحققن کل ما يحدث معکن في الشوارع. وخلال الاستجواب أيضاً تعرضت إلى جميع أنواع الإيحاءات الجنسية".
في سياق متصل، نقل " إيران واير" شهادة أخرى عن معتقلة تدعى أزادة وهي واحدة من النساء اللواتي اعتقلن في مقبرة مدينة كرج في 26 ديسمبر 2019، وتشرح كيف أنها خلال الأيام الأربعة التي کانت فيها قيد الاعتقال تعرضت للعنف اللفظي والتهديد بالاعتداء الجنسي.
وكانت دائرة الاستخبارات في کرج اعتقلت "آزادة" مع عدد من النساء الأخريات في المقبرة خلال مراسم إحياء أربعينة "بويا بختياري" الشاب الذي قتل أثناء احتجاجات نوفمبر.
وبعد ساعات تم تسليم تلك السيدات إلی شرطة الآداب وفقاً لما قالته "آزادة"، حيث قام أحد الضباط هناك بالتحرش بهن باللمس. وأضافت أنها خلال عملية الاستجواب، تعرضت لاعتداءت جنسية لفظية من قبل الرجل الذي قام باستجوابها.
وقالت أزادة: "کان الشرطي يتصفح هاتفي المحمول عندما قال لي: "أليس لديك زوج، لو کان عندك زوج لما کنتِ في الشارع تائهة". كما أكدت أن المضايقات لم تقتصر على التحرش الجنسي فحسب، بل إنها ومعتقلات أخريات ممن لم يکن لديهن تجربة مسبقة عن الاعتقال، أرعبهن المحقق بطريقة مُهينة.
الباحثة في الملف الإيراني بمنظمة العفو الدولية، رها بحريني، كشفت أن ضابط أمن إيرانياً حاول إجبار معتقلة على ممارسة الجنس وقد تحرش بها بالفعل بمناطق مختلفة من جسدها.
وانتقدت بحريني تجاهل المسؤولين في النظام الإيراني للموضوع المذكور، وأعلنت أن كثيراً من النساء وضحايا التعذيب والتحرش الجنسي لم يتمكنوا من رفع شكاوى بسبب الأجواء الأمنية والحصانة التي يمنحها النظام لعناصر أجهزة الاستخبارات والأمن.
وفي وقت سابق اعترفت إيران، باعتقال العشرات من المحتجين بينهم نساء، خلال المظاهرات التي خرجت ضد إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخين للحرس الثوري، مما أدى إلى مقتل 176 مسافراً، في 8 يناير الجاري.
وتطالب العفو الدولية بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم وانتهاك حقوق الإنسان في إيران والإفراج الفوري عن النساء اللواتي اعتقلن أثناء الاحتجاجات السلمية.
ونددت منظمة العفو الدولية، استخدام أجهزة النظام الإيراني القمعيه للقوة المفرطة ضد التظاهرات السلمية في إيران، مشيرةً إلى إصابة العديد من المتظاهرين بجروح جراء إطلاق قوات الأمن أعيرة نارية من بنادق صيد بكريات مدببة، في 11 و12 يناير الحالي.

شارك