مؤتمر الجزائر.. جهود حثيثة لحل الأزمة الليبية و«الوفاق» تتهرب من المشاركة

الخميس 23/يناير/2020 - 10:44 م
طباعة مؤتمر الجزائر.. جهود شيماء يحيى
 
بعد مضي قرابة أسبوع من قمة برلين بشأن الأزمة الليبية، انعقدت بالعاصمة الجزائرية، الخميس 23 يناير 2020، قمة لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، (مصر، وتونس، والسودان، وتشاد، ومالي، والنيجر)، بحضور وزير الخارجية الألماني «هايكو ماس»، الذي تزامنت زيارته للجزائر وتونس مع انعقاد القمة.
وأكد المشاركون في المؤتمر، رفضهم التام لأي تدخل خارجي في الأزمة الليبية، مؤكدين ضرورة الحل من خلال الحوار السياسي فقط، مع الالتزام بقرارات مؤتمر برلين.
وجاء انعقاد قمة الجزائر، بعد مرور أيام من قمة برلين التي عُقدت الأحد 19 يناير الجاري، وحضرها الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والجزائري عبد المجيد تبون، باعتبار القاهرة والجزائر من أكثر الدول المتأثرة باستمرار الأزمة الليبية.

دعم الحوار
خلال كلمته بالمؤتمر، أكد وزير الخارجية الجزائري «صبري بوقادوم» دعم بلاده مبدأ الحوار بين الليبيين، وتمسكها به بدون أي تدخل خارجي، مشيرًا إلى أن قرارات مؤتمر برلين بشأن ليبيا ملزمة، خاصةً ما يتعلق بحظر توريد الأسلحة.
كما أكد وزير الخارجية المصرى سامح شكري، خلال كلمته، أن الاجتماع يهدف لتثبيت الهدنة، ووقف إرسال الأسلحة إلى ليبيا، وأن الحل لن يكون إلا ليبيا خالصًا.
وقال «شكري» إن مؤتمر برلين قدم خريطة طريق للحل السياسي في ليبيا، مشيرًا إلى ضرورة الالتزام بها.
ومن جهته، أعلن وكيل وزارة الخارجية السودانية، الصديق عبد العزيز عبد الله، دعم بلاده لكل المبادرات الدولية الساعية لتسوية سلمية في ليبيا، وقال: إن الخرطوم تأمل في وقف دائم لإطلاق النار، والتوقف عن تزويد المنطقة بالأسلحة.
فيما أعلن محمد الشريف محمد الزين، وزير خارجية تشاد، أن الأزمة الليبية هي أحد أسباب تأزم الوضع في منطقة الساحل الأفريقي؛ نظرًا لانتقال الأسلحة؛ ما يسهل انتشار المجموعات الإرهابية، وقال: إن دول الجوار الليبي هي أول الدول المعنية بالأزمة الليبية.
وعلى نفس الصعيد، أكد وزير الخارجية الألماني «هايكو ماس» أن بلاده ستعمل على لمِّ شمل كل الأطراف الليبية في إطار الحل السياسي.

السلم في ليبيا = السلم عند الجزائر
كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في تصريح لوسائل إعلام محلية الأربعاء 22 يناير، عن موافقة الأطراف الليبية على الوساطة الجزائرية التي اقترحها في مؤتمر برلين.
وقال «تبون»: «حصلنا على ثقة كل الأطراف الليبية، بمن فيهم ممثل المشير خليفة، وأغلب قبائل الجنوب، وحكومة الوفاق لقبول الوساطة الجزائرية».
وأكد أن السلم في ليبيا يساوي السلم عند الجزائر، معربًا عن تفاؤله بنجاح الوساطة الجزائرية، التي لم يقدم تفاصيل أكثر عنها.

هروب الوفاق
رغم الجهود الحثيثة للأطراف المشاركة في المؤتمر؛ خاصةً الدولة المضيفة الجزائر في السعي لوضع إطار للحل، إلا أن تلك الجهود اصطدمت بامتناع حكومة الوفاق فى طرابلس عن المشاركة في الفعّاليات، متذرعة بحضور ممثل عن حكومة تابعة لمجلس النواب الليبي.
وأبلغ وزير الخارجية بحكومة الوفاق، محمد الطاهر سيالة، نظيره الجزائري صبري بوقادوم، أن حضور «عبد الهادي الحويج»، وزير خارجية الحكومة المؤقتة بشرق ليبيا، المؤتمر، يعدّ مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن، ولقرار المنظمات الدولية كافة، التي تحظر التعامل مع الأجسام الموازية في ليبيا، حسب وصفه.

لجنة 5+5
وقد دعا مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء 21 يناير، كل الأطراف في ليبيا إلى التوصل في أقرب وقت ممكن إلى وقف إطلاق النار، تمهيدًا لإحياء العملية السياسية، ووضع حد للحرب الدائرة، كما حضّ المجلس، في بيان صدر في ختام اجتماع حول نتائج قمة برلين، الأطرافَ الليبية على المشاركة بشكل بناء في اللجنة العسكرية المسماة 5+5؛ من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بأسرع ما يمكن.
وتتشكل اللجنة العسكرية التي تم الاتفاق على تشكيلها في قمة برلين من 5 أعضاء، يمثلون القوات الموالية لحكومة «الوفاق»، و5 أعضاء يمثلون قوات الجيش الوطني الليبي، مهمتها تحديد سبل تعزيز وقف الأعمال العدائية بين الطرفين المتحاربين.
واستضافت العاصمة الألمانية برلين، الأحد 19 يناير2020، مؤتمرًا دوليًّا حول ليبيا، بمشاركة قادة وممثلين عن كل من روسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، ومصر، وفرنسا، وبريطانيا، والصين، وألمانيا، وتركيا، وإيطاليا، والإمارات، والجزائر، والكونغو، إلى جانب الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية.
وأصدر المشاركون بيانًا ختاميًّا دعوا فيه لتعزيز الهدنة في البلاد، ووقف الهجمات على منشآت النفط، وتشكيل قوات عسكرية ليبية موحدة، وحظر توريد السلاح إلى ليبيا.

شارك