أمريكا تتدخل لاختيار مرشد ايران.. مجتبي ورئيسي أبرز المرشحين لخلافة خامنئي

الجمعة 24/يناير/2020 - 11:47 ص
طباعة أمريكا تتدخل لاختيار علي رجب
 
كشفت تقارير أجنبية عن اشتعال صراع خلافة علي خامنئي في منصب المرشد الاعلي في ايران، في ظل الاوضاع الصحية الحرجة للحاكم يران لأكثر من ثلاثون عاما،وفي ظل ما تمر به ايران من ارتفاع احتجاجات الشارع الايراني ضد النظام الديني، وايضا التوترات مع الولايات المتحدة الامريكية.

صراع خفي
وتصاعدت الصراعات داخل بيت المرشد خامنئي  بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد في مطلع هذا الشهر، ودعم خامنئي للحرس الثوري رغم دوره في إسقاط الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها 176 شخصا.

ونقل موقع قناة الحرة الأمريكية، اليوم الجمعة، عن "فايننشال تايمز" البريطانية، أن المتشددين في إيران يعتقدون أن لهم اليد العليا لاختيار خليفة لخامنئي. 
ووفق التقرير، يعتمد الاختيار على ميزان القوة داخل إيران والذي يميل الآن أكثر لصالح الحرس الثوري وأنصاره من المتشددين.
ويرى المتشددون، أن الأحداث الأخيرة تؤكد الحاجة إلى زعيم براغماتي، مستعد للوقوف في وجه الولايات المتحدة، حسب الصحيفة.
وقال أحد القربين من المرشد: "لا يمكن للبلاد أن تتحمل المخاطرة بفترة من التجربة والخطأ من قائد عديم الخبرة".
ويرجح المتشددون، اختيار الزعيم الجديد من قبل كبار رجال الدين في مجلس الخبراء، الهيئة التي في  عهد لها الدستور بتعيين وعزل قائد الثورة في إيران، وهو ما يرفضه الإصلاحيين الذين يؤكدون أن  اعتماد المرشد يحتاج إلى شرعية عامة تتجلى في انتخابات وطنية.

أبرز المرشحون
ورغم أن الخلافة لم تناقش علناً، إلا أن التكهنات في الكواليس لم تتوقف حول الشخصية التي يفضلها الحرس الثوري، خاصةً بعد الأخيرة، وتوجه الحرس الثوري لتفضيل صعود مجتبى نجل خامنئي إلى المنصب.
ويواصل نجل خامنئي البالغ من العمر 51 عاماً، الدراسة الدينية المتقدمة في الحوزة الدينية في قم، ما يمنحه مكانة رجل دين رفيع المستوى يساعد على لعب دور القائد الأعلى.
ويقول أحد أقاربه، إن "مجتبى يملك عقلية مماثلة لأبيه، وله علاقات جيدة مع الحرس الثوري، قد لا يتمتع بسلطة والده، لكن الحرس لا يمكنه فرض إملاءاته عليه".

والمرشح المحتمل الآخر هو إبراهيم رئيسي، رئيس القضاء المتشدد الذي خسر الانتخابات الرئاسية في 2017 أمام حسن روحاني.

قم تحسم المرشد 

وستحسم قم الإيرانية، بمراجعها بين المرشحين للمنصب، رغم أن كبار رجال الدين فيها غير معنيين بالمنصب بحكم التقدم في السن، مثل "أية الله العظمى" حسين وحيد خراساني 99 عاماً أكبر رجال الدين منزلة في إيران، أو لطف الله صافي كلبايغياني 100 عاماً، وحسين نوري حمداني 94 عاماً، وناصر مكارم الشيرازي 92 عاماً، وموسى الشبيري زنجاني 91 عاماً.
ويلعب  مجلس خبراء القيادة الإيرانية، دورا رئيسا في اختيار مرشد ايران، مع  تعيين لجنة سرية لاختيار مرشحين لخلافة خامنئي.
ويتعين على أعضاء مجلس خبراء القيادة (يتكون من 88 عضوا) انتخاب شخص جديد لتولي منصب المرشد الإيراني سواء حال تعذر ممارسة مهامه، أو افتقاره لصلاحيات المنصب، أو وفاته.
وبينما كشف عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني أحمد خاتمي أن هناك مرشحين بالفعل اختارتهم اللجنة، ولم يطلع عليهم سوى المرشد خامنئي نفسه، تتداول الأوساط السياسية في إيران أسماء عدد من الشخصيات السياسية والدينية البارزة في البلاد، على رأسهم رجل الدين المتنفذ إبراهيم رئيسي.

الحرس الثوري:

قم ومجلس خبراء القيادة ليس وحدهم الذين سيلعبون دورا في اختيار المرشد بل سيكون للحرس الثوري دورا بارزا ورئيسا من وراء الكواليس في اختيار خليفة خامنئي وقائدهم الروحي الجديد.
وقال مسؤول ايراني لصحيفة"فايننشال تايمز"،  : "عندما يموت خامنئي سيتولى الحرس الثوري السيطرة بالكامل على البلاد ليتمكن مجلس الخبراء من اختيار قائد، وفي ذلك اليوم، سيكون الحرس الثوري القوة العليا للتأثير على الاختيار، وكبح أي أزمة محتملة، والأهم من ذلك الحفاظ على وحدة أراضي البلاد"، حسب التقرير.

ويقول محللون إن "للحرس الثوري بعض التأثير على المرشد علي خامنئي، لكنهن يظل موالياً له ويحترم كلمته الأخيرة في جميع الشؤون، وبالتالي فإن الزعيم المقبل، قد لا يتمتع بذات السلطة التي يملكها خامنئي".

وأفاد التقرير أيضاً بأن الحرس الثوري مصمم على أن يكون المؤسسة الأيديولوجية والسياسية المركزية التي تختار الزعيم الديني المقبل في إيران، لتوسيع نفوذها في الخارج خاصةً العراق.

دور امريكي:

تعلب الولايتت المتحدة دورا من وراء الكواليس في الدفع بمرشح الى منصب المرشد الايراني، وهو ما بدا واضحا من خلال فرض  الولايات المتحدة، في نوفمبر 2019 عقوبات على مجتبى خامنئي وإبراهيم رئيسي بتهمة دعم الإرهاب، في الذكرى الأربعين للهجوم على السفارة الأمريكية في طهران، وهما ابرز المرشحين لخلافة خامنئي. 
و راي تقرير معهد واشنطن،الذي أعده أستاذ العلوم السياسية في "جامعة سيدني" علي المعموري، و نائبة مدير "برنامج السياسة الخارجية" في "معهد بروكينجز" والعضو السابق في "فريق تخطيط السياسات" بـ "وزارة الخارجية الأمريكية" سوزان مالوني، في 6 فبراير، حول رؤية صراع ايات لله في العراق وايران والدور الامريكي في انتخاب خامنئي والسيستاني، أنه خلال الأعوام الأربعين الماضية، حاولت الإدارات الأمريكية المختلفة أسلوبي الإقناع والضغط لدفع سياساتها تجاه إيران. أما الخيط المشترك بين هذه الجهود فهو أن تغيير طبيعة النظام الإيراني بقي يحتل الأولوية بالنسبة للمصالح الأمريكية.
ولفت التقرير الي أن مرجعية قم أو نموذ قم  يرتكز على نظرية "ولاية الفقيه"، العقيدة التي منحت المرشد الأعلى الإيراني سلطته، والتي أسسها آية الله روح الله الخميني واستمر في عهد خلفه علي خامنئي.
مراقبون يرون أن الولايات المتحدة ستكون حاضرة وبقوة في انتخاب خلافة المرشد الأعلي في ايران، نظرا لدور الديني والسياسي الذي يلعبه مرشد ايران في الداخل الايراني وعلي الصعيد الإقليمي،  بما يملكه من سلطات روحية ودستورية تجعله المتحكم في السياسية الايرانية لعقود قادمة.
ويعتقد المراقبون أن إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تدرك جيدا ان تغير سياسية ايران يمكن في تغيير المرشد الأعلي وهو ما يجعلها أكثر انتباها واستعداد لانتخاب خليفة خامنئي والذي يعاني من مرض البروستاتا.. فهل يستطيع الشيطان  الأكبر  انتخاب المرشد الاعلي لثورة الاسلامية في ايران؟

شارك