تخوفًا من انهيار «الحليف» أو هربًا من «جنيف»؟.. «الوفاق» تغازل واشنطن بـ«إغراءات عسكرية»

الأحد 23/فبراير/2020 - 10:40 م
طباعة تخوفًا من انهيار أنديانا خالد
 
فيما يبدو أنه رغبة في إدخال المزيد من اللاعبين إلى الملعب الليبي، عقب استعانتها سابقًا بتركيا، «غازلت» حكومة الوفاق في طرابلس بزعامة فايز السراج، الولايات المتحدة الأمريكية، إذ دعتها إلى الحضور العسكري في البلاد، عن طريق إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في الغرب.
وفي حوار مع وكالة «بلومبرج» الأمريكية، السبت 22 فبراير 2020، قال وزير داخلية «الوفاق» فتحي باشا أغا: إن حكومته تقترح على الولايات المتحدة استضافة قاعدة عسكرية في ليبيا، متمنيًا أن تشمل كل الأراضي غربًا وشرقًا.
وأضاف أن حكومته اقترحت استضافة قاعدة في ليبيا بعد أن وضع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير خططًا لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في أفريقيا، مضيفًا: «إعادة الانتشار ليست واضحة بالنسبة لنا، لكننا نأمل أن تشمل ليبيا حتى لا تترك مساحة يمكن أن تستغلها الدول الأجنبية الأخرى».
ويبلغ قوام القوات الأمريكية في أفريقيا حاليًّا نحو 6 آلاف عسكري، بمن فيهم القوات التي تتولى حراسة البعثات الدبلوماسية الأمريكية في مختلف الدول.

الهروب من جنيف
ويبدو أن حكومة الوفاق في طرابلس تتحسب من اتجاه الأمور إلى غير صالحها؛ خاصة مع اعتراف الحليف رجب طيب أردوغان، السبت 22 فبراير، بمصرع عسكريين أتراك في ليبيا، ما يرجح أن تكون الدعوة موجهة لموازنة أي نفوذ روسي في ليبيا بآخر أمريكي يقابله.
ويرى خبراء في الشأن السياسي، أن اقتراح حكومة الوفاق إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في الغرب الليبي، هو تشعيب للأزمة؛ من أجل الهروب من مفاوضات جنيف، أو أن الدعم التركي أصبح غير كافٍ لها، وبدأت في البحث عن دعم خارجي يعوض ضعفها في الداخل، أو بهدف التشويش على ضغوط القوى الدولية عليها.

موقف مرتبك
يقول الدكتور عمرو الشوبكي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن اقتراح حكومة فائز السراج بناء قاعدة عسكرية أمريكية في طرابلس، يؤكد أن الدعم التركي غير كافٍ لها، وأنها بدأت البحث عن دعم خارجي يعوض ضعفها، مؤكدا أن «الوفاق» ليس لها توجه واضح، إلا أنها تبحث عن أي قوى خارجية تقوي وجودها على الأرض.
وأضاف في تصريح له، أن الموقف الأمريكي من الأزمة الليبية غير واضح، رغم حدوث تواصل مع المشير خليفة حفتر، وكانت الإدارة الأمريكية متفهمة لما يحدث في ليبيا، إلا أن هناك مؤشرات تدل على تراجعها عن دعم «حفتر»، وبالتالي زاد الموقف الأمريكي من ليبيا غموضًا، متابعًا: «أشك أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإقامة قاعدة في طرابلس، فموقفها من الأزمة الليبية مرتبك خلال الفترة الحالية».


تشعيب للأزمة
ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اقتراح حكومة الوفاق، بناء قاعدة عسكرية أمريكية في طرابلس، هدفه تشعيب الأزمة الليبية؛ خاصة أن حكومة السراج دخلت في مفاوضات مع الجانب التركي وبعض الدول الأوروبية؛ من أجل إقامة قواعد عسكرية في ليبيا.
وأضاف في تصريح له، أن هناك ثلاثة أسباب تقف وراء هذا الاقتراح، الأول: أن حكومة الوفاق تريد أن تقول إنها تواجه النفوذ الروسي المتصاعد، والثاني: تشعيب الأزمة الليبية من أجل الهروب من مفاوضات جنيف، أما الثالث: فهو إحداث نوع من التوازن بين الأطراف الدولية المختلفة على الأراضي الليبية.
واستبعد فكرة قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا؛ قائلا: إن الإدارة الأمريكية تتبنى نهج القرار السياسي لحل الأزمة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن حكومة الوفاق تراوغ؛ بهدف التشويش على الضغوط التي تمارسها القوى الدولية في مفاوضات جنيف للوصول إلى تسوية، ووقف تام لإطلاق النار.

شارك