بعد ثلاث فاشلة.. رابع جولات التفاوض التركي مع الروس بشأن إدلب

الأربعاء 26/فبراير/2020 - 07:27 م
طباعة بعد ثلاث فاشلة.. آية عز
 
تجري الأربعاء 26 فبراير 2020 جولة جديدة من المفاوضات بين تركيا وروسيا بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الوضع  في إدلب والاستقرار على حل يرضي الطرفين.

تبدأ الجولة بوصول الوفد الروسي إلى تركيا الأربعاء 26 فبراير وذلك وفقًا ما أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتعتبر تلك الجولة هي الرابعة من المفاوضات بين البلدين بشأن إدلب، إذ اجتمعا مرتين في العاصمة التركية أنقرة، ومرة في العاصمة الروسية دون التوصل لأي اتفاق بينهما.

تعثر المفاوضات
وبسبب إصرار البلدين تتأزم كل محادثة تجري بينها، حيث تنتهي أي مقابلة بين أردوغان ونظيره بوتين كل مرة بالفشل وتكون المباحثات دون جدوى.
ففي تبجح سياسي بهدف التصعيد، يصر أردوغان على انسحاب قوات الجيش الوطني السوري، من المناطق التي حررها من سيطرة ميليشيات أردوغان الإرهابية، بزعم أن تحرير إدلب خرق لاتفاق « سوتشي» الموقع بين تركيا وروسيا في سبتمبر 2018، ولذلك هدد أردوغان بشن عملية عسكرية واسعة في حال لم تنسحب قوات الجيش قبل نهاية فبراير الجاري.
وفي المقابل تحافظ روسيا على تثبيت المناطق التي تقدم فيها الجيش السوري، وهو ما يهدد أردوغان ويقلب الأمور كلها رأسا على عقب ويبدد أحلامه التوسعية في سوريا.


تهديدات في الهواء
على الرغم من أن أنقرة أتمت استعداداتها العسكرية بشأن العملية العسكرية التي تعتزم أن تقوم بها خلال مارس 2020 في محافظة إدلب شمالي سوريا، فإن التردد يسيطر على عدد كبير من القيادات السياسية والعسكريين في تركيا، بسبب  تخوفهم من حدوث صدام مع روسيا، وذلك واضح في المشهد السياسي الحالي، إذ تحاول تركيا منذ أسابيع التوصل لحل سياسي مع روسيا يقضي بوقف إطلاق النار في إدلب لكن هذه المباحثات في كل مرة تبوء بالفشل. 

وتأكيدًا لحالة التردد التركي، اعتبر «ياسين كوفانتش»، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة «أرجيس» التركية، أن التصعيد العسكري الحالي بين سوريا وتركيا في محافظة إدلب بسبب إصرار انقرة على  انسحاب القوات السورية، أسوأ أزمة تواجه العلاقات التركية الروسية منذ حادث إسقاط أنقرة  لطائرة روسية على الحدود السورية التركية عام 2015.

وأكد كوفانتش في تصريحات إعلامية له،  أنه رغم الخلافات المعقدة والتباعد الكبير في مواقف البلدين، فإن هناك رغبة تركية في تجنب أي صدام مع روسيا، خاصة وأن أنقرة لا تثق في الجانب الأمريكي لذلك هى تخشى خسارة روسيا، ولهذا السبب هي حتى هذه اللحظة لم تنفذ العملية العسكرية.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية، أن العملية العسكرية ما زالت حتى الآن محل نقاش سياسي وعسكري في غرف صناعة القرار بتركيا، موضحًا أن التردد ما زال سيد الموقف.

واعتبر كوفانتش، أن أردوغان أجل العملية العسكرية في إدلب لكن بشكل غير معلن، خاصة أن الرئاسة التركية أعلنت منذ أيام عن قمة رباعية ستعقد في إسطنبول بمشاركة كل من أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكذلك الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لبحث الأوضاع في إدلب، وهو ما اعتبر أستاذ العلوم السياسية بمثابة تأجيل غير معلن للمهلة التركية.

الدعم الأمريكي لتركيا

على صعيد متصل، أعلنت واشنطن  دعمها الكامل لتركيا في حال قيامهما بتنفيذ العملية، فهي تريد أن تعود للمشهد السياسي من جديد في سوريا وأن تسحب البساط من تحت روسيا، الغريم التقليدي لأمريكا.
وأبرز دليل، خلال الأيام الأولى من فبراير 2020، شن الجيش السوري الوطني ضربة على القوات التركية بسبب تدخلها في إدلب، وحينها ردت أمريكا معلنة تأييدها لأنقرة وعرضت عليها المساعدة، وهددت بفرض عقوبات على دمشق، في محاولة منها لحس الحكومة الروسية والسورية لإنهاء التصعيد.

وفي وقت سابق أعلن «جيمس جيفري»، ممثل الحكومة الأمريكية في سوريا، عن قلقه تجاه الأوضاع السياسية في سوريا قائلًا : إنه قلق جدا إزاء النزاع الخطير للغاية في محافظة إدلب.

فيما وصف «مايك بومبيو»، وزير الخارجية الأمريكي، القصف السوري لمواقع تركية في محافظة إدلب بأنه تصعيد خطير، وقال: إن المسؤولين الأمريكيين يدعمون بشكل تام «أعمال الدفاع عن النفس المبررة التي قامت بها تركيا ردًَّا على القصف، ذلك بحسب ما جاء على لسانه».

سيناريوهات الصدام
وعن ذلك يقول عبد الخبير عطاالله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، في حالة حدوث صدام بين تركيا وروسيا بسبب إدلب سيكون هناك ثلاث سيناريوهات أو خيارات سياسية أمام أنقرة،  السيناريو الاول وهو العسكري، فلن تتفوق تركيا فيه بسبب قوة الجيش الروسي من حيث العدد والعتاد والأسلحة والخبرة العسكرية.
وأوضح عطاالله ، أن السيناريو السياسي نتيجته ستكون في صالح روسيا، لأن تركيا ستخسر علاقتها بالحليف الروسي الهام، والسيناريو الاقتصادي بالتأكيد ستكون أنقرة ايضًا هي الخاسر الأكبر بسبب قطع العلاقات بينهما.

شارك