طالبان وعرقلة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية

الأحد 29/مارس/2020 - 10:02 ص
طباعة طالبان وعرقلة المفاوضات حسام الحداد
 
أعلنت الحكومة الأفغانية أمس السبت 28 مارس 2020، اختيار وفد من 21 عضوا للتفاوض مع حركة طالبان، في مؤشر مبدئي على إحراز تقدم في اتفاق السلام، الذي تتوسط الولايات المتحدة لإبرامه.
ويرأس وفد التفاوض، الذي أعلنته وزارة الخارجية، معصوم استانكزي، الرئيس السابق لإدارة الأمن الوطني، ويشمل سياسيين ومسؤولين سابقين وممثلين للمجتمع المدني، كما يشمل الفريق 5 نساء.
ولم يتضح حتى الآن، إنْ كان عبد الله عبد الله، منافس الرئيس أشرف غني، سيوافق على الفريق، الذي وقع عليه الاختيار، وهو أمر قال دبلوماسيون، إنه بالغ الأهمية نظرا لنفوذ معسكره القوي في معظم أنحاء شمال وغرب البلاد.
وبعد اختيار الفريق، ستكون الخطوة المقبلة الاجتماع لإجراء محادثات مع طالبان، في إطار عملية تهدف لإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة، وإحلال السلام في أفغانستان.
وردا على إعلان الحكومة قال متحدث باسم حركة طالبان إن الحركة لن تتفاوض مع الفريق الذي أعلنته الحكومة الأفغانية، في انتكاسة محتملة للخطوات المقبلة من عملية السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة.
وقال المتحدث ذبيح الله مجاهد إن الحركة ترفض التفاوض مع الفريق لأنه لم يتم اختياره بطريقة تشمل "جميع الفصائل الأفغانية".
وكان وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو قد بحث مع الزعيم السياسى لحركة طالبان، الملا عبد الغنى بارادار، التنفيذ الأفضل لاتفاق السلام، والتوصل إلى اتفاق بشأن الوضع السياسى المستقبلى والسلام الدائم ووقف إطلاق النار، جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية الأمريكي مع الزعيم السياسي لطالبان، فى كابول وفقا لوكالة أنباء (خاما برس) الأفغانية، الثلاثاء الماضى.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، قال بومبيو "إن واشنطن مستعدة لزيادة تخفيض مساعداتها لأفغانستان بمقدار مليار دولار إضافية العام المقبل".
وكان مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، قال فى مؤتمر صحفى ، إن واشنطن ستنفذ "انسحابا مشروطا" لقواتها من أفغانستان بمقتضى الاتفاق الموقع مع طالبان.
وأبرمت الولايات المتحدة اتفاقا مع طالبان في شهر فبراير/شباط الماضي، لسحب قواتها من أفغانستان، لكن تعذر إحراز تقدم في المفاوضات بين الحركة والحكومة الأفغانية، لأسباب منها النزاع السياسي بين غني وعبد الله، حيث يصر كل منهما على أنه الرئيس الشرعي للبلاد بعد الانتخابات التي أجريت في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
وفشلت وساطة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بين غني وعبد الله لتشكيل حكومة تشمل كل الأطراف، أثناء زيارة استمرت يوما إلى كابول، يوم الإثنين الماضي.
ومن الجدير بالذكر أنه في أعقاب اشتباكات عنيفة، سيطرت حركة طالبان على مركز منطقة في إقليم "باداخشان" شمال شرق أفغانستان.
وذكر عضوا مجلس الإقليم،ناجي رضائي ومحبوب الرحمن طلعت أن مسلحي طالبان سيطروا على مركز منطقة "يومجان" بعد سلسلة من الاشتباكات العنيفة الليلة الماضية.
وأضاف عضوا المجلس أن عدد الضحايا لم يعرف، حيث استمرت الاشتباكات حول المبنى، طبقا لما ذكره المسؤولون.
واختفى 14 فردا على الأقل من قوات الأمن بعد مغادرة نقاط تفتيشهم بسبب القتال العنيف.
وأضاف العضوان أنه بالإضافة إلى مركز منطقة يومجان، سيطرت قوات طالبان أيضا على أربع قرى في منطقة جورم المجاورة.
وكانت طالبان قد سيطرت على ثلاث مناطق على الأقل في إقليم باداخشان لأعوام، من بينها جورم ويومجان وواردوج، قبل أن تعيد قوات الأمن الأفغانية السيطرة عليها قبل حوالي خمسة أشهر.

شارك