مأزق أردوغان في ليبيا... تركيا تعجز عن دفع مستحقات المرتزقة

الإثنين 30/مارس/2020 - 12:15 ص
طباعة مأزق أردوغان في ليبيا... فاطمة عبدالغني
 
يتلقى مرتزقة اردوغان في ليبيا ضربات موجعة بشكل متكرر حيث تؤكد التطورات الميدانية عجزهم عن مواجهة الجيش الليبي الذي حقق تقدمات هامة خلال الايام الماضية. 
ويبدو أن مأزق أردوغان في ليبيا يتزايد فبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان يسود استياء كبير في أوساط المقاتلين السوريين الذين أرسلتهم تركيا لدعم مليشيا "الوفاق" بقيادة فايز السراج، وذلك بسبب تخلف تركيا عن الإيفاء بوعودها وسط حالة مذرية يعيشيها "المرتزقة" هناك.
 ووفقاً لتسجيل صوتي لأحد المقاتلين هناك، تحدث عن ندم الجميع من القدوم إلى ليبيا وبأنهم تورطوا بذلك، داعين الراغبين بالذهاب إلى ليبيا بأن يتراجعوا عن قرارهم لأن الوضع ليس جيد إطلاقاً، فالأتراك تخلفوا عن دفع مستحقات المقاتلين البالغة 2000 دولار أمريكي للشهر الواحد.
 وأضاف المقاتل: "تركيا دفعت راتب شهر واحد فقط ثم لم تقدم لنا أي شيء، نقيم في المنزل وحتى السجائر لا نحصل عليها في غالب الأوقات، لا نستطيع الخروج من المنزل لأن المنطقة ممتئلة بخلايا تابعة لقوات حفتر"، ويضيف المقاتل "جميعاً يريد العودة إلى سورية وهناك دفعات تتحضر بالعودة عبر فيلق الشام".
وكان المرصد السوري وثق في وقت سابق تخفيض الجانب التركي رواتب المرتزقة السوريين الذين جرى تجنيدهم وإرسالهم للقتال في ليبيا، وذلك بعد أن فاق تعداد المجندين الحد الذي وضعته تركيا وهو 6000 مقاتل، ورصد المرصد السوري خلال الفترة السابقة ارتفاع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن إلى نحو 4750 "مرتزق"، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1900 مجند.
يشار أن تركيا تدفع للمرتزقة السوريين رواتب تصل إلى 2000 دولار لكل مقاتل شهرياً، حسب الأرقام التي قدمها المرصد السوري لحقوق الإنسان بسوريا في وقت سابق.
وتأتي خطوة تخفيض رواتب المرتزقة السوريين بحسب المراقبون كمحاولة من أردوغان للخروج من المستنقع الليبي بأخف الأضرار الممكنة بعد اقتناعه بحجم الخطأ الذي ارتكبه بالدخول على خط الأزمة في ليبيا والرهان على ميليشيات الوفاق. 
ويضيف المراقبون أن سياسة التخفيض في رواتب المرتزقة تكشف سياسة النظام التركي الذين يستغل المقاتلين لأغراضه الفردية دون الاكتراث بمصيرهم.
وهو الأمر الذي يؤشر على أن أنقرة باتت عاجزة عن تحمّل أعباء سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفردية وغير المدروسة فيما يخص الملف الليبي، وما ترتب عن دعم ميليشيات الوفاق بمرتزقة سوريين، من إثقال لكاهل اقتصاد البلاد المتدهور منذ سنوات.
ومن المرجح أن تثير هذه الخطوة غضب المرتزقة السوريين، وربما الانسحاب من دعم ميليشيات الوفاق في الأيام المقبلة، نظرا لأن الإغراءات المالية التي قدمها أردوغان هي الدافع الوحيد لقدوم هذه القوات إلى طرابلس، مما سيساهم في مزيد هشاشة جبهة الميليشيات وسيعجّل بقرار الجيش الليبي الدخول إلى العاصمة الليبية طرابلس وتحريرها من الجماعات الإرهابية الخارجة عن القانون.
وكان المرصد السوري رصد قبل أيام، مقتل المزيد من الفصائل السورية الموالية لأنقرة في المعارك مع الجيش الوطني الليبي في مناطق ليبية عدة، حيث لقي 8 مقاتلين مصرعهم خلال الأيام القليلة الفائتة، وبعضهم جرى نقله إلى الأراضي السورية ودفنه ضمن مناطق نفوذ فصائل "درع الفرات" بالريف الحلبي، وبذلك، بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 151 مقاتل. 
على صعيد متصل تمكنت قوات حفتر من أسر مقاتل سورية من ضمن المرتزقة الذين أُرسلوا إلى ليبيا من قبل تركيا، يذكر أن القتلى من فصائل "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه"، ووفقاً لمصادر المرصد فإن القتلى قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.

شارك