قصف الرياض ونجران.. لماذا عادت ميليشيا الحوثي لاستهداف السعودية؟

الإثنين 30/مارس/2020 - 12:26 ص
طباعة قصف الرياض ونجران.. علي رجب
 

عادت ميليشيا الحوثي إلى استهداف المملكة العربية السعودية بعد ايام من ترحيبها بالهدنة التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى وقف إطلاق النار في مختلف جبهات العالم، والتفرغ لمواجهة فيروس "كورونا" كعدو عالمي مشترك، وهو ما قوبل أيضًا بترحيب من الحكومة اليمنية أيضا والتحالف العربي بقيادةالسعودية، بما يؤكد على أن الميليشيا لا تعرف إلا لغة القوة، والغدر بالتراجع عن تعهداتها.

استهداف الحوثي للسعودية يأتي في ظل مواجهة العالم لفيروس كورونا، ولكن بعض المراقبون راوا ان هذا الاستهداف مرتبط بإيران وقطر وتركيا واسهدافهم للمملكة العربية السعودية.

وقد أعرب مارتن جريفيث، المبعوث الأممي إلى اليمن، عن انزعاجه الشديد من استمرار وتصعيد الأنشطة العسكرية البرية والجوية في اليمن "وخاصة في محافظة مأرب وما حولها، و الهجمات التي تبناها أنصار الله ضد المملكة العربية السعودية".

وشدد جريفيث في بيان صحفي نشر مساءالأحد29 مارس 2020، على أن التصعيد الأخير في القتال يتعارض مع ما أعلنه جميع الأطراف المنخرطة في النزاع من التزام بالعمل على وقف إطلاق النار، كما يتعارض مع استجابتهم الإيجابية لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء القتال في اليمن.

وقال جريفيث: "إن عملنا مع الأطراف لإطلاق عملية رسمية لوقف إطلاق النار مستمر، وما زلنا نأمل في أن يأتي جميع الأطراف المنخرطة في النزاع إلى الطاولة ويضعون اليمنيين ومصلحتهم في المقام الأول".

التحالف العربي بقياد السعودية، أكد أن مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن  تستغل انشغال العالم بمواجهة جائحة كورونا وتهاجم الأماكن المدنية بالسعودية.

وأكد العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أن الاستهداف الذي نفذته المليشيا بإطلاق صاروخين بالستيين تجاه مناطق مدنية بالسعودية كان متعمد ضد المدنيين، مشددا على أن السعودية مستمرة في حماية أراضيها ومواطنيها، ومستمرة أيضًا في دورها الريادي في التكاتف والتضامن مع المجتمع الدولي في القضاء على جائحة كورونا والحد من انتشارها.

وقال المالكي: "المملكة قوية بقيادتها وشعبها ورجال القوات المسلحة الباسلة ولن تستطيع المليشيا الحوثية الوصول إلى أهدافها"، لافتا إلى أن مليشيا الحوثي هي أول جماعة إرهابية في العالم تحصل على الصواريخ الباليستية، مرجعًا ذلك لدعم الحرس الثوري الإيراني للحوثيين الذي لولاه لما استطاعت هذه المليشيات الصمود طيلة هذه الفترة، حيث تتعمد تعميق جراح الشعب اليمني واستمرار المعاناة.

وأشار المتحدث باسم التحالف إلى استهداف ومحاولات إرهابية فاشلة قبل أيام، قامت بها المليشيا الحوثية والحرس الثوري الإيراني للمدنيين في مدينتي أبها وخميس مشيط باليسعودية، موضحا أن عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقت باتجاه المملكة منذ بداية العمليات العسكرية بلغت 307، فيما بلغ عدد الطائرات بدون طيار 338.

وعن رؤيته لهجوم المليشيا في هذا التوقيت، لاسيما في ظل محاربة العالم لوباء كورونا، قال المالكي: هناك تناقض بين ماتقوم به المليشيا الحوثية وبين أعمالها العدائية والإرهابية، حيث إن هناك دعوى من قبل الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد، وإنهاء الانقلاب، وكان هناك قبول من الحكومة اليمنية الشرعية لهذه الدعوى وأيدها التحالف العربي".

وأوضح  المالكي أن استمرار الأعمال العدائية من قبل الحوثيين يؤكد دعم النظام الإيراني لهم، حيث أصبحت المليشيا الحوثية لاتملك القرار في أن تكون جزءا من المكون الاجتماعي اليمني، أو حتى السياسي، كذلك أصبحت العمليات العسكرية تدار من قبل الحرس الثوري الإيراني؛ تحديدًا من الجنرال في الحرس عبدالرضى شهلاي من صنعاء.

وقال المتحدث باسم مييشيا الحوثي، يحيي سريع، في بيان الأحد29 مارس، إن الجماعة "قامت بقصف أهداف اقتصادية وعسكرية في جيزان ونجران وعسير جنوبي السعودية بعدد كبير من صواريخ بدر وطائرات قاصف k2، كما تم قصف أهداف حساسة في الرياض بصواريخ ذو الفقار وطائرات صماد 3 (المسيرة)".

 

وقد ربط المدون السعودي البارز منذر آل الشيخ مبارك، بين هجمات الحوثي، وقطر وايرن، مؤكدا على أن  ميليشيا الحوثي هي ذراع قطري إيراني لاستهداف المملكة العربية السعودية.

وقال  آل الشيخ :"أدوات قصف الحوثي يوم أمس طائرة من قطر أقلعت إلى ايران ومنها إلى بيروت عربت "تعريب اللغة" الإتصالات ثم عادت مرة أخرى لتصل للحوثي بعد التعريب، دائماً ما كنت أكتب قبل مقاطعة الدوحة العدو ليس ببعيد عنا!!".

وقد كشف القيادي المنشق عن جماعة الحوثي ، علي البخيتي، عن تفاصيل الدعم الذي قدمته دولة قطر لميليشيا الحوثي .

وقال البخيتي في تدوينات نشرها على فيسبوك وتويتر  إن : "حاكم قطر الشيخ تميم بن حمد يدعم حركة الحوثيين بمبلغ 16 مليون دولار؛ ارسلها جاسم بن فهد بن جبر آل ثاني بتوجيه من عبدالله محمد بن مبارك الخليفي القائم بأعمال رئيس جهاز المخابرات القطرية عبر الحقيبة الدبلوماسية الى سلطنة عمان وتسلمها ممثل الحوثيين في ‫مسقط "

وأضاف : "الدعم القطري الأخير للحوثيين ضمن سلسلة دفعات التزم بدفعها أمير قطر في لقاءات مع مسؤولين من إيران تطبيقاً لاستراتيجية البلدين في مواجهة السعودية والإمارات واستنزافهما في اليمن؛ وستخصص لتعزيز قدراتهم الإعلامية؛ فيما خصصت الدفعات الماضية في تعزيز قدرات الحوثيين الصاروخية".

وتابع البخيتي : "كما وفرت قطر للحوثيين أجهزة (scd) Secret communication devices  متطورة لتأمين سرية الاتصالات؛ وبقية المبلغ المخصص للأشهر الثلاثة القادمة يقدر بـ 100 مليون دولار؛ وينسق للعملية جاسم بن عبدالرحمن ال ثاني الذي تم تعيينه مؤخراً سفير لقطر في سلطنة عمان ليقوم بهذا الدور الخاص".

وقد هاجم الأمير السعودي البارز عبدالرحمن بن مساعد، الاحد عبر تويتر، الإعلام القطري بسبب الترويج لعملية إطلاق مليشيات الحوثي لصواريخ باليستية على مناطق مدنية بالمملكة العربية السعودية.

وقال في تغريدة عبر "تويتر" :"أطلق الحوثي صاروخين على السعودية تم التصدي لهما وتدميرهما في الجو وليس هناك خسائر بشرية ولله الحمد"، مضيفا : "وعبْر هاشتاج قطري عبَّر إعلاميون قطريون ومعرفات قطرية كثيرة عن ابتهاجهم الشديد بهذا وهللوا للحوثي شامتين متمنين لبلادنا الأذى والدمار.. لا جديد يُذكر ولا قديم يعاد".

ويرى القيادي في المؤتمر الشعبي العام، كامل الخوداني، إن توقيت استهداف ميليشيا الحوثي للمملكة العربية السعودية، لليس ببعيد عن الأوضاع الاقليمية وحرب اسعار النفط وكذلك تفشي فيروس كورونا والازمة التي تعيشيها إيران وتركي وقطر.

وأضاف الخوداني ل،"بوابة الحركات الاسلامية"، أن الحوثي رحب بالهدنة والتي يراها في الجبهات الداخلية في اليمن، فعاد الى استهداف الحوثي المملكة، خدمة لايران وتركيا وقطر، وكذلك استمرار لسياسة المراوغة التي يجديها الحوثي ويستثمر فيها.

ولفت المحلل السياسي اليمني، إلى أن نجاح السعودية في قيادة أسعار النفط، والتي تعتبر إيران أكبر الخاسرين منها، ولذلك جاء تحريك "صاوريخ بالستية" وطائرات مسيرة" تجاه المملكة العربية السعودية، في محاولة لإرسال رسائل إيرانية الى المملكة.

كذلك استهداف الحوثي للمملكة ياتي لصناعة حدث اعلامي يغطي هزائمه في جبهة مارب والضالع وعدم قدرته على اختراق الحوثي، بالإضافة إلى أنهم غير جادين في السلام، وفقا لـ"الخوذاني".

وشدد على أن استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ على السعودية يهدد بنسف أية مساعٍ للتهدئة، في ظل مساعي الأمم المتحدة لوقف الصراعات في العالم ومواجهة كورونا.

 


 

شارك