داعش ومحاولات التمدد في إفريقيا

الإثنين 30/مارس/2020 - 12:36 م
طباعة داعش ومحاولات التمدد حسام الحداد
 
نشر مرصد الجهادية التابع لـ"راديو الأن"، أمس الأحد 29 مارس 2020، حلقة جديدة حول داعش ومحاولاتها كسب أراض جديدة في القارة السمراء، واستضاف البرنامج الدكتور إريك موريير غونود، أستاذ التاريخ الإفريقي في جامعة كوينز في بلفاست، والخبير بشئون موزمبيق، كذلك ليث الخوري، شارك في تأسيس مؤسسة فلاشبوينت الأمنية، ويعمل حالياً مستشاراً في الأمن والمعلومات لمجموعة من المؤسسات العامة والخاصة ومتخصص في مكافحة الإرهاب والمخاطر الأمنية عبر الإنترنت. وشارك في تأليف كتاب: الجهاد المسلح: اليوم وغداً. 
وبدأت الحلقة حول العملية الأخيرة لتنظيم داعش في كابول، ففي صباح الأربعاء ٢٥ مارس، اقتحم انتحاري معبداً للسيخ في كابول القديمة، وتبنى داعش الهجوم وقال إنه جاء "ثأراً للمسلمين في كشمير"؛ ونشر صوراً للضحايا وقال إن الانتحاري أرسلها من داخل المعبد؛ وبعد يومين نشر تسجيل فيديو للانتحاري واسمه أبو خالد الهندي.
وما يلفت في هذا الهجوم هو أن طالبان سارعت صباحاً إلى إعلان عدم مسؤوليتها وكأنها متخوفة من أي إيحاء بأنها قد تعود سيرتها الأولى بعد الاتفاق مع أمريكا في فبراير. وفي العدد ٢٢٧ من صحيفة التنظيم الأسبوعية النبأ الصادرة مساء الخميس ٢٦ مارس، احتفت الصحيفة بالخبر وقالت إنه "يشكل باكورة الهجمات لشهر شعبان." وفي عدد سابق وبعد اتفاق طالبان مع أمريكا، وفي مقال طويل بعنوان "ربيع الجهاد في خراسان" قال داعش إنه عائد وبقوة لشن الهجمات في أفغانستان. ففي مطلع مارس هاجم داعش حفلاً حكومياً بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لقتل عبد العلي مزاري زعيم حزب الوحدة، وهو من الأفغان الشيعة. وبعد ذلك بثلاثة أيام، قال داعش إنه أطلق الصواريخ على القصر الرئاسي في كابول أثناء أداء أشرف غني القسم رئيساً للبلاد.
أما حول وضع التنظيم في إفريقيا فقد احتفى داعش بخبر كان هجوماً واسعاً على بلدة ماسيم بوا دا برايا الغنية بالغاز الطبيعي في إقليم كابو ديلغادو شمال  موزمبيق على ساحل المحيط الهندي.
المسلحون ينتمون إلى تنظيم داعش ويُطلق عليهم محليا اسم (الشباب) من دون أن تكون لهم علاقة بالشباب الصومالية. وسيطر هؤلاء على المدينة بالكامل قبل أن ينسحبوا منها عند المساء من دون أن تتصدى لهم أي قوة حكومية.
وبعد ذلك بيوم، تحديداً الثلاثاء ٢٤ مارس، قامت نفس الممجموعة بمهاجمة بلدة كيسانغا التي تشكل ميناءً صغيراً لكن استراتيجي.
وقام داعش بتبنى الهجومين في خبرين نُشرا على قناته الرسمية أعماق. كما خُصصت نصف صفحة في العدد الأسبوعي من النبأ لهاتين الهجمتين.
وسائل إعلام محلية ومختصون تداولوا عدداً من الفيديوهات من البلدتين لكن مقطعاً من فيديو واحد فقط ظهر في وكالة داعش الرسمية.
وعن هؤلاء يقول الدكتور إريك موريير: "بدؤوا كطائفة دينية هناك منذ العام ٢٠٠٨؛ وحاولوا بناء مساجد ومجتمعاً خاصاً بهم في العام ٢٠١٠. لكنهم واجهوا رفضاً من المجتمع ومن غيرهم من المسلمين؛ كما واجهوا اضطهاداً من الدولة، ممارساتهم الدينية كانت غير معهودة. كانوا يصلون بطريقة مختلفة ويلبسون نعالهم في المسجد. وكانوا متعصبين يرفضون احترام السلطات ويرفضون إرسال أبنائهم إلى مدارس ومستشفيات علمانية أو تتعامل مع الدولة."
وقد أعلنت المجموعة ولاءها لداعش في العام ٢٠١٩ وأسسوا ما يُعرف باسم "ولاية وسط إفريقيا" وتضم الكونغو وموزمبيق. لكن، وبحسب موريير، لم يتضح بعد مستوى العلاقة والتنسيق بينهم وبين داعش.
ويرى موريير أن المرحلة المُقبلة ستوضح مدى استغلال داعش لهذا الهجوم "فهي أول مرة منذ أكتوبر ٢٠١٧ تحتل هذه الجماعة بلدة بأكملها، وهذا يُظهر تحولاً في هجماتهم شمال موزمبيق."
كما نشرت وكالة أعماق التابعة لداعش صوراً من ملتقى دعوي في بحيرة تشاد. ظهر متحدثون يوزعون على الحضور منشورات، ويصلون فيهم، وقالوا إن مسيحيين اثنين أعلنا إسلامهما في الملتقى.
ونذكر أن داعش في غرب إفريقيا والساحل يزاحم القاعدة، وقد تم في السابق نقد التابعين لتنظيم القاعدة هناك على أساس تساهلها في إقامة الحدود الشرعية.
ويذكر أن القاعدة في غرب إفريقيا أعلنت أنها توافق من حيث المبدأ على مفاوضات مع حكومة مالي لإبرام اتفاق شبيه باتفاق طالبان واشنطن.
أما في الصومال فقد قامت مؤسسة الكتائب الإعلامية التابعة لجماعة الشباب ذراع القاعدة في الصومال، بنشر ملفا بالصور وبيان عن اجتماع تشاوري حول "قضايا الجهاد في شرق إفريقيا".
وعلى طاولة البحث كان: الدستور والنظام الفيدرالي، الموقف الشرعي من الحكومة الصومالية، حكم الانتخابات المزمع إجراؤها في البلاد، العولمة في شرق إفريقيا، ودفع العدو الصائل.
وكما هو متوقع  انتهى الاجتماع باعتبار الدستور والحكومة الصومالية والانتخابات كفراً؛ وبخصوص العولمة، اعتبروا أن الغرب يسعى إلى تكوين كيان موحد في شرق إفريقيا بزعامة مسيحية؛ واعتبار قتال العدو فرض عين .. لكنهم لم يُسمّوا هذا العدو.

شارك