باستغلال أزمة كورونا.. نظام الملالي يلمع وجهه القبيح أمام العالم

الثلاثاء 31/مارس/2020 - 02:22 ص
طباعة باستغلال أزمة كورونا.. أميرة الشريف
 
مع الأزمة  التي يشهدها العالم من تفشي فيروس كورونا، دخلت إيران وشعبها دائرة الخطر عبر التقليل من أهمية الفيروس وقمع من كشفوا الحقيقة عنه من أجل تلميع صورتها كالمعتاد.
ورفض خامنئي عروض المساعدة الأمريكية مشيراً إلى أن الفيروس "تم بناؤه خصيصاً" لإيران، "عبر استخدام بيانات جينية للإيرانيين والتي حصلوا عليها عبر وسائل مختلفة."
 وفي خطاب متلفز، قال خامنئي للأمريكيين إنه "لا يمكن الوثوق بكم" متهماً إياهم بإمكانية إرسال أطباء "إلى هنا من أجل تفقد جهود السم الذي خلقتموه".
إلي ذلك، حذر الباحث في المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية لورنس هاس، من خطورة حكم الملالي في إيران والتي ظهرت خصوصاً في طريقة تعاملهم مع تفشي فيروس كورونا، والذي أجبر إيران على حفر مقابر جماعية للضحايا، لكن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي اتهم الأمريكيين بنشر الفيروس.
وأوضح هاس في صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن مشاعر خامنئي رددها مسؤولون إيرانيون بارزون وهي تظهر خطورة الأنظمة التسلطية عموماً وحكم الملالي الإيرانيين خصوصاً على شعبهم كما على شعوب أخرى حول العالم. 
وقال، إن ردود إيران على الوباء، بدءاً بمساعدة واشنطن مروراً بسحب الأموال من مصادر أخرى ونشر الدعاية السياسية وسجن الذين أبلغوا الحقيقة وصولاً إلى اعتماد أولويات أخرى، تُقدم كل ما يريد العالم معرفته عن النظام.
ومع وفاة أكثر من ألفي إيراني، بلغت حصيلة الضحايا الإيرانيين المرتبة الرابعة عالمياً بعد إيطاليا والصين وإسبانيا، غير أن الخبراء في الداخل والخارج يعتقدون أن العدد الإجمالي أكبر بكثير من الأرقام الرسمية. في وقت سابق من الشهر الحالي، شوهد عمال يحفرون مقابر جماعية في قم.
 ويعتقد باحثون في جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران أن التفشي قد يبلغ ذروته في أواخر مايو (أيار) المقبل ويمكن أن تصل حصيلة الوفيات إلى 3.5 مليون ضحية. 
وأشار الباحثون، إلي أن النظام الإيراني التسلطي تعامل مع الفيروس بوصفه فرصة سياسية إلى جانب كونه أزمة صحية.
في سياق متصل، كان النظام على شفير الانهيار حين واجه سخطاً متزايداً من الجمهور الذي اتهم الحرس الثوري بقتل 1500 شخص خلال التظاهرات في نوفمبر الماضي والذي غضب من إسقاطه طائرة ركاب أوكرانية في يناير
ويواصل الحرس الثوري اتخاذ خطوات تفاقم أزمة الصحة العامة عوضاً عن معالجتها، ومع انتشار الفيروس من مركزه في ووهان الصينية، واصل طيران ماهان الإيراني رحلاته من وإلى الصين. وحذر الحرس الأطباء من كشف الحجم الحقيقي للانتشار وتجنب جهود الإبعاد الاجتماعي عبر إرسال 300 ألف من أعضائه إلى المنازل من أجل الترويج لدوره.
وعزز خامنئي جهود الحرس عبر إعطاء مرتبة الشهادة للأطباء الذين يتوفون بسبب المرض، وعيّن رئيس هيئة الأركان قائداً ل "القاعدة الطبية" التي تحارب الفيروس وصنف الوحدة على أنها "تدريب دفاع بيولوجي".
وفضح إيرانييون محاولات النظام إخفاء نطاق تأثير المرض على المجتمع الإيراني، حيث قال طبيب في أحد مستشفيات محافظة جيلان لشبكة بي بي سي إن "طاقمنا الطبي يموت يومياً".
 وأضاف: "لا أعرف كم شخصاً توفي لكن الحكومة تحاول إخفاء الحجم الحقيقي للأزمة." وتحدث طبيب آخر من مستشفى في محافظة غولستان عن أن 60 إلى 70% من المرضى الثلاثمئة الذين يصلون يومياً إلى المستشفى مصابون بالفيروس وأن ذوي الصحة المتدهورة فقط يتم قبولهم بسبب شح الموارد. كذلك، إن الذين تستقبلهم المستشفيات هم وحدهم من يتم ذكرهم على لائحة الإحصاءات الرسمية.
ويتطرق الباحث هاس إلي أن العقوبات مرتبطة بمساعي إيران النووية ونشاطاتها الراعية للإرهاب وأن المسألة ليست مرتبطة بالعقوبات بل بأولويات النظام العليا التي لا تتعلق بحماية شعبه.
ووفق تقارير إعلامية، يوضح رد طهران على انتشار الفيروس كذبها وإدعائها في دعواتها لرفع العقوبات الأمريكية عنها كي تستطيع معالجة الفيروس.
كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، كشف أن المسؤولين الإيرانيين سرقوا أكثر من مليار دولار من المساعدات الأوروبية المخصصة للشعب الإيراني، وقد استخدموا هذه المساعدات لحماية أنفسهم.


شارك