داعش يستغل جائحة "كورونا" لإحياء نفسه من جديد

السبت 02/مايو/2020 - 01:10 ص
طباعة داعش يستغل جائحة فاطمة عبدالغني
 
لا تعدو كونها مجرد أنباء لم تؤكد بعد، ولكنها تثير جدلاً كبيرًا، فمجرد ذكر تمكن زعيم داعش الجديد من التسلل للأراضي العراقية أمر أثار جدلاً واسعًا داخل البلاد، حيث تحدثت تسريبات عن دخول أبو إبراهيم القرشي إلى الأراضي العراقية مستغلاً الانشغال بتفشي فيروس كورونا، ووفقًا للمعلومات المتداولة فالزعيم الجديد للتنظيم يستعد لإعادة ترتيب هيكلة عناصره بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها.
لكن محللين أخذو تلك التسريبات بمحمل الجد، فهم يرون أن تلك الأخبار وإن صحت فستعيد العراق إلى المربع الأول في معاناته من تنظيم داعش.
وبينما تعمل الجهات الأمنية لتحديد موقع أبو إبراهيم القرشي بالاستعانة بخارطة الهجمات الأخيرة التي شنها التنظيم في الأسابيع الماضية على نقاط عسكرية وعشائر ساهمت في الحرب ضد التنظيم، يرى محللون أن مجرد فرضية تمكنه من الدخول للعراق تعني هشاشة في النظام الأمني في البلاد.
من ناحية أخرى انتشار تلك التسريبات دفع وزارة الخارجية الأمريكية للإعلان عن جائرة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الزعيم الجديد صاحب التاريخ الأسود والسجل الحافل في أيديولوجية التنظيم المتطرفة في العنف والقتل والتنكيل عان منها العراقيون خاصة الأيزيديين في فترة سيطرته على مساحات واسعة من البلاد.
هذا ويرى الخبراء أن انشغال العالم بمواجهة كورونا يمكن أن يعزز موقف داعش في ظل تأثير الفيروس على عمليات مكافحة التنظيم وأنشطة الاستخبارات، وهو ما فسره كولين كلارك الخبير الأمريكي في شؤون التنظيمات الإرهابية بأن جائحة كورونا تجذب كل تركيز وموارد الدول الغربية ما يؤدي إلى تراجع التركيز على تحركات وأنشطة داعش.
أما جرهارد كونراد المسئول السابق في الاستخبارات الخارجية الألمانية فيحذر من أن أزمة تفشي كورونا من الممكن أن تؤدي إلى إضعاف الهياكل الأمنية وإعادة تقوية شبكات إرهابية لاسيما في الدول الأكثر تضررًا من الوباء، ودعا كونراد إلى ضرورة وضع الهياكل الإرهابية تحت الرقابة في ظل الأزمة الراهنة.            
يشار إلى أنه قبل عامين أُعلن عن دحر تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا بعد أن هزم في أخر معاقله، والعام الماضي خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليخبر العالم بمقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، ومنذ ذلك الحين لم تتوانى التحذيرات من احتمالية عودة التنظيم بصور شتى، كان أخرها التقرير الأخير الذي أوردته صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية، والذي أفاد بأن حالة داعش للعودة من جديد باتت أقرب وبأعداد تفوق ما كان عليه خلال سيطرته على محافظات العراق وسوريا تحت نفوذ البغدادي مشيرًا إلى الخطر الذي يشكله على البلدين.
ووفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" فإن داعش لديه اليوم ما يقرب من 12 إلى 18 ألف مسلح في أنحاء شتى بالشرق الأوسط، وهو عدد يفوق القوة التي كان يمتلكها عند ظهوره في 2014، حيث لم يتجاوز العدد حينها 10 ألاف مقاتل، كما أن القدرة المالية للتنظيم باتت أكبر مما مضى، حيث أن ملايين الدولارات أصبحت موجودة تحت تصرفه.
فوفقًا للأمم المتحدة فإن التنظيم يسيطر على نحو 100 مليون دولار أمريكي، كما أن توفير التربة الخصبة لعودة داعش ظهرت في أعقاب تعليق واشنطن مؤقتًا العمليات المناهضة للتنظيم على خلفية التوتر الحاصل مع طهران وسط تحذيرات من أن ينسل التنظيم الأخطر في العالم من وراء المواجهة.  
ويرى المراقبون أنه بينما ينشغل العالم بمواجهة فيروس كورونا الذي يحصد يوميًا حياة المئات بل والألاف من البشر، وجدت التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش في الجائحة فرصة سانحة للعودة إلى الواجهة وتحرير سجنائه وتجنيد المزيد من الأتباع وشن هجمات جديدة مع تراخي القبضة الأمنية.      

شارك