أمريكا وطالبان والصراع على تويتر بعد مقتل واصابة 11 جندي

الأحد 03/مايو/2020 - 12:03 ص
طباعة أمريكا وطالبان والصراع حسام الحداد
 
دخل ممثلان للقوات الأمريكية في أفغانستان وحركة طالبان في خلاف علني نادر على أحد مواقع التواصل الاجتماعي‭‭ ‬‬ السبت 2 مايو 2020، بشأن عملية السلام الأفغانية المتوقفة.
وبعد محادثات مطولة خلف أبواب مغلقة، وقعت طالبان والولايات المتحدة اتفاقا في فبراير للحد من العنف والتحرك نحو محادثات مع الحكومة الأفغانية لكن هجمات الجماعة زادت منذ ذلك الحين.
ولجأ سوني ليجيت المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان إلى تويتر لمخاطبة نظيره في حركة طالبان قائلا إن القوات الأمريكية ترغب في تقدم عملية السلام إلى الأمام لكنها سترد إذا واصلت الجماعة المسلحة الهجمات.
وأضاف على تويتر موجها حديثه إلى المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ”الهجمات تولد هجمات بينما يؤدي ضبط النفس إلى ضبط النفس. إذا لم يكن من الممكن تقليل العنف... ستكون هناك ردود“.
ورد مجاهد بأن الطريق إلى الحل يكمن في تنفيذ اتفاق الدوحة.
وقال مجاهد في تغريدة إلى ليجيت ”لا تضر البيئة الحالية بتصريحات لا معنى لها واستفزازية“ مضيفا ”نحن ملتزمون بتحقيق أهدافنا. التزم بتعهداتك“.
وكانت قد أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، صباح السبت 2 مايو 2020، مقتل وإصابة 11 جنديا على الأقل خلال اشتباكات وقعت مع عناصر من حركة طالبان في إقليم بلخ بشمال أفغانستان.
وذكرت الوزارة، في بيان أوردته وكالة أنباء خاما برس الأفغانية، أن عناصر مسلحة من حركة طالبان هاجمت نقاط أمنية في إقليم بلخ، وتصدت لها القوات الأفغانية؛ ما أسفر عن مقتل ٦ جنود وإصابة 5 آخرين على الأقل جراء هجوم طالبان.
وفي سياق متصل قررت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الامتناع عن نشر معلومات عن هجمات طالبان في أفغانستان، مؤكدة أن تقاسم هذه البيانات لن يسمح بدفع المفاوضات مع الحركة قدما.
وكان مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (سيغار) المرتبط بالكونجرس ذكر في تقرير نشر الخميس 30 أبريل 2020، أن بعثة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان التي تقودها الولايات المتحدة لم تعد تنشر معلومات عن هجمات طالبان.
واعتبرت هذه الهيئة أن عدم نشر المعلومات يحد من فهم تطور النزاع بينما تقلص واشنطن وجودها العسكري في هذا البلد.
وبرر ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية عدم نشر المعلومات بمواصلة المفاوضات مع طالبان. وقال جوناثان هوفمان في مؤتمر صحافي "نعمل من أجل حل أفضل ومكان أفضل لأفغانستان وتبادل هذه المعلومات لن يدفع الأمور قدما".
وأضاف أن "مستوى العنف الذي تمارسه طالبان مرتفع بشكل غير مقبول"، معتبرا أن هذا المستوى من العنف لا يفضي إلى حل دبلوماسي.
وكانت الولايات المتحدة التي تريد إنهاء أطول حرب في تاريخها غزت أفغانستان على رأس تحالف دولي في نهاية 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر على أراضيها. وقد طردت حركة طالبان التي كانت حاكمة منذ 1996 من السلطة لكنها ل تنجح في دحرها على الأرض.
وبعد أكثر من 18 عاما من الصراع يؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستمرار أنه يريد إعادة كل القوات الأميركية إلى بلدها في أسرع وقت ممكن.
وتأتي هذه القيود الجديدة على المعلومات بينما وقعت الولايات المتحدة في 29 فبراير في الدوحة اتفاقا مع طالبان تتعهد فيه بسحب كل القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهرا، مقابل ضمانات غير واضحة من المتمردين لكن بينها إجراء مفاوضات مع كابول، وهو أمر يبدو بعيدا.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية توقفت في 2018 عن نشر عدد المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وحجم السكان الذين يخضعون لسيطرتهم بدرجات متفاوتة، بينما كانت سلطة الحكومة الأفغانية تتراجع.
وقامت كابول أيضا بحجب الخسائر البشرية التي تتكبدها قواتها الأمنية، عقب نشر أرقام حول مقتل الآلاف منها كلّ عام.
كانت بعثة "الدعم الحازم" تكشف معطيات عن "الهجمات التي ينفذها العدو"، تعتبر واحدة من الإحداثيات القليلة المتبقية بشأن النزاع وحجم قوة طالبان ومجموعات متمردة أخرى.
لكن في تقريره الفصلي الجمعة، قال مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان إن "هذا الفصل حجبت آر اس (مهمة ريزوليوت سابورت أو الدعم الحازم) للمرة الأولى كل المعلومات حول الهجمات التي يشنها العدو".
وأضاف المكتب الذي تواجه تقاريره في أغلب الأحيان انتقادات حادة أن البعثة توقفت عن نشر أرقام، موضحا أن "هذه الأرقام كانت إحدى آخر المؤشرات التي يمكن للمكتب استخدامها لتوضيح الوضع الأمني في أفغانستان للجمهور".
وأصدرت البعثة بيانا مقتضبا أشارت فيه إلى أن طالبان صعدت هجماتها في مارس بعد توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة والحركة.
وقال البيان إنه "بين الأول من مارس و31 منه امتنعت طالبان عن مهاجمة قوات التحالف، لكنها زادت هجماتها على القوات الأفغانية بمستويات أعلى من المعايير الفصلية".
وأشار مكتب المفتش العام الى أن البنتاغون قد ينشر المعلومات مستقبلا. كما أشار تقريره إلى أن أفغانستان تواجه مخاطر كبيرة بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.
وسجلت في أفغانستان حتى الآن 2171 إصابة بكوفيد-19 بينها 64 وفاة.
وقال مكتب المفتش العام إن "نقاط الضعف العديدة وأحيانا الفريدة في أفغانستان ... تثير احتمال أن تواجه البلاد كارثة صحية في الأشهر المقبلة قائما".
ويسعى البنتاغون إلى خفض عدد الجنود الأميركيين من 12 ألفا إلى 8600 في الأشهر المقبلة.

شارك