مستغلاً الثغرات الأمنية وجائحة كورونا.. داعش يستعيد نشاطه في العراق

الإثنين 04/مايو/2020 - 11:03 ص
طباعة مستغلاً الثغرات الأمنية فاطمة عبدالغني
 
لم يعد الحديث عن عودة داعش مجرد هواجس ومخاوف تراود البعض بل بات واقعًا ملموسًا بحسب كثيرين يدفع العراقيون ثمنه بشكل يومي.
ففي فجعة جديدة يخلفها مسلحو داعش ورائهم شن التنظيم الإرهابي هجوما في محافظة ديالى شمال العاصمة العراقية بغداد، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب ما أعلنته السلطات العراقية الأحد.
وذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان أن 3 من عناصر الشرطة ومدني قتلوا من جراء إطلاق عناصر داعش الرصاص على مركز شرطة زاغنية في قضاء بعقوبة بمحافظة ديالى.
وأوضحت الخلية أن الهجوم أدى أيضا إلى جرح 2 من عناصر الأجهزة الأمنية وخمسة مدنيين.
وكان تنظيم داعش الإرهابي قد شن هجوما ليل الجمعة- السبت، مما أدى إلى مقتل 11 عنصرا من ميليشيات الحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين المجاورة دون أن يراعي مسلحو التنظيم حرمة الشهر الفضيل.
وغداة الهجمات الدامية للخلايا النائمة في أنحاء متفرقة من البلاد، أفاد مصدر أمني، الأحد، بصد محاولة تسلل لمسلحي التنظيم في محافظة كربلاء. 
ونقلت "السومرية نيوز" عن المصدر الأمني قوله إن "محاولة تسلل عناصر داعش حدثت فجر الأحد، لحدود ناحية النخيب من جهة الرمادي".
وأشار المصدر إلى أنه تم الرد بالنيران من قبل القوات الموجودة، دون وقوع إصابات.
يذكر أنه خلال الأسابيع الأخيرة، زادت وتيرة هجمات مسلحين يشتبه في انتمائهم لداعش، خاصة في المنطقة الوعرة الواقعة بين محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى، المعروفة باسم "مثلث الموت".
وبحسب المختصين في المجال الأمني التخطيط لاختيار الأهداف ثم التنفيذ وسرعة الفرار جميعها مؤشرات خطيرة تعكس تنسيق عالي لعناصر داعش في ثلاث محافظات هي كركوك وديالى وصلاح الدين، في إطار عسكري منظم.
فالعمل الإرهابي الجديد يعد تحول نوعي فطوال العامين المنصرمين كان التنظيم يبحث عن مأوى في المناطق المفتوحة، لكنه اليوم أصبح يقاتل عند أطراف المدن والمناطق الريفية ما يعني أن خطرة يقترب أكثر من العراقيين.  
ويتفق مسؤولين وخبراء عسكريون عراقيون على أن تنظيم الدولة يتحول من الترهيب المحلي إلى هجمات أكثر تعقيداً.
فالعمليات في السابق ركزت على اغتيال مسؤولين محليين وهجمات أقل تعقيداً، بينما يقوم المسلحون الآن بتنفيذ المزيد من الهجمات بعبوات ناسفة، وإطلاق نار، ورصد كمائن للشرطة والجيش.
وبحسب مصادر مطلعة هناك عدة عوامل تساعد المقاتلين من بينها انخفاض عدد القوات العراقية المناوبة بنسبة 50% بسبب إجراءات الوقاية من كورونا. كما أن النزاعات الإقليمية بين بغداد وسلطات كردستان تركت أجزاء من 3 محافظات بدون إنفاذ قانون هذا المشهد الوعر صعب على الشرطة، ويتزامن ذلك أيضاً مع انسحاب القوات الأمريكية من عدة قواعد في العراق.
وبحسب مسؤول استخباراتي عراقي بارز "قبل ظهور الفيروس وقبل الانسحاب الأمريكي، كانت العمليات لا تذكر، حيث بلغ عددها عملية واحدة فقط كل أسبوع". موضحاً أن قوات الأمن تشهد الآن 20 عملية شهرياً.
بدوره، قال الكولونيل مايلز كارينز، الناطق الرسمي باسم التحالف الدولي، إن هجمات داعش تتزايد كرد فعل على العمليات ضد مخابئها في الجبال، ومناطق ريفية في شمال وسط العراق.
وأعرب المسؤولون عن اعتقادهم بأن زعيم داعش الإرهابي الجديد أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي تم تعيينه بعد مقتل سلفه أبوبكر البغدادي في غارة أمريكية أواخر العام الماضي، سيسعى إلى إثبات نفسه من خلال تنفيذ المزيد من العمليات خلال شهر رمضان.

شارك