شحنة إيطالية مجهولة تصل ليبيا.. دليل ارتباك الدور الإيطالي في دعم حكومة الوفاق

السبت 09/مايو/2020 - 02:07 ص
طباعة شحنة إيطالية مجهولة أميرة الشريف
 
يبدو أن الدور الإيطالي المتذبذب الذي تلعبه بليبيا بمساندتها لحكومة الوفاق المدعومة من تركيا، ما هو إلا مخطط عابر لتغطي علي دورها الفعلي بدعم قوات الوفاق في مواجهة الجيش الوطني الليبي، حيث كشفت تقارير إعلامية، عن أن طائرة شحن إيطالية مجهولة الحمولة هبطت على مدرج القاعدة الجوية بمدينة مصراتة مساء الجمعة قادمة من العاصمة الإيطالية روما.
يأتي ذلك في الوقت الذي أبدت فيه حكومة الوفاق، استيائها من  ارتباك الموقف الإيطالي من الحرب في ليبيا حيث كانت تعول على دعم روما التي كانت حتى وقت غير بعيد أحد أبرز حلفائها، في التصدي لسيطرة الجيش على العاصمة طرابلس.
وفي وقت سابق، قال نائب رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق أحمد معيتيق في مقابلة مع جريدة لا ريبوبليكا الإيطالية إن إيطاليا اتخذت خطوات خاطئة كثيرة خلال الـ24 شهرا الماضية، ولم تمر بضعة ساعات علي هذا التصريح، لتظهر الشحنة الإيطالية.
ووفق التقارير، لم تعلن أي من الحكومة الإيطالية أو حكومة الوفاق عن محتوى الشحنة، التي وصلت إلى مصراته، بعدما شن معيتيق هجوما على إيطاليا، متهما إياها بأنها اتخذت خطوات خاطئة كثيرة بحق ليبيا بسبب الافتقار إلى المنطق والإستراتيجية السياسية.
وقال معيتيق، إن إيطاليا لا تعرف ما تريده من ليبيا، وأن روما بسبب الافتقار إلى المنطق والإستراتيجية السياسية، تفقد شريكا في المتوسط، سيكون من الصعب استعادته في المستقبل.
واعتبر أن إيطاليا خلال الـ24 شهرا الماضية اتخذت خطوات خاطئة كثيرة، رغم أنها كانت لفترة طويلة منذ 2011، وأيضا لسنوات عديدة سبقت ذلك، الدولة الأوروبية الأقرب إلى ليبيا.
وفي إشارة إلى هجوم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على طرابلس، قال معيتيق في لحظة الحاجة اقتربت حكومات أخرى إلينا وساعدتنا، مؤكدا أن المسألة ليست أسلحة.
وأضاف، نحن نتحدث عن اللحظات الصعبة التي مررنا بها عندما فهمت العديد من الدول أننا كنا في لحظة حرجة للغاية، لم يكن هناك دعم سياسي من إيطاليا التي لم تهتم بالرهان، في نوفمبر 2019، أدى هجوم حفتر إلى انهيار طرابلس تقريبا، وفي تلك اللحظات بالذات، فتح القادة السياسيون الإيطاليون حوارا مع حفتر.
وشهدت المنطقة المجاورة لمقر السفارتين الإيطالية والتركية في طرابلس قصفا صاروخيا مساء  الخميس، وعلى الفور حمل رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، قوات الجيش المسؤولية عن القصف، وأجرى اليوم الجمعة اتصالين هاتفيين بالسفيرين للاطمئنان عليهما بحسب وسائل إعلام موالية له.
ووفق وكالة إكي الإيطالية أدان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، الجمعة، الهجمات المتكررة على المدنيين متهما الجيش الليبي بالوقوف وراءها، زاعما أن آخرها طال أيضا منطقة حول مقر إقامة سفير روما في طرابلس، كما تسبب في مقتل شخصين على الأقل، على حد ادعائه، متجاهلا سيطرة المهربين والمجموعات المؤدلجة على مدينة صبراتة، ومن أخطرهم الشهير بالعمو، والذي يعد أحد أبرز تجار البشر، ويقاتل تحت شرعية حكومة الوفاق.
من جانبه، أكد الناطق باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن القوات المسلحة تعهدت بحماية البعثات والشركات الأجنبية ومقار السفارات، مشيرا إلى أن القيادة العامة تماما أن العصابات الإرهابية لا تتوانى عن ارتكاب جرائم وأفعال قذرة ضد السفارات الأجنبية والهيئات الدولية من أجل تأليب الرأي العام الدولي على القوات المسلحة، وأهداف الحرب التي تخوضها ضد التكفريين والعصابات الإجرامية.
وأوضح المسماري، أن ما شهدناه من استهداف لبعض السفارات في طرابلس خلال يوم الخميس يأتي في هذا الإطار، وعليه، تنفي القيادة العامة نفياً قاطعا قيامها بهذه الأفعال التي تنافي المواثيق والقوانين والأعراف الدولية.
وتابع: كما نود أن نذكّر الجميع بأن طوال السنوات الماضية وقبل أن تبدأ عملية طوفان الكرامة كانت السفارات والبعثات الأجنبية عرضة للاستهداف والاعتداء والسرقة والنهب من المليشيات المسيطرة على العاصمة.
وتؤكد التقارير الإعلامية،  أن الدور الإيطالي ليس بجديد في دعم المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون في ليبيا، ونشاط روما الكبير في غرب ليبيا. 
وفي أغسطس 2019 ، أعلنت وزيرة الدفاع الإيطالية إليزابيتا ترينتا، أن الجنود الإيطاليين في مدينة مصراته ليسوا هدفًا للهجمات لأي من طرفي النزاع المسلح الراهن في ليبيا.
جدير بالذكر، أن إيطاليا تدعم حكومة الوفاق في مواجهة الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر.

شارك