التدخل التركي في ليبيا.. سياسي سوداني يحذر من مخطط أردوغان ضد دول الجوار

السبت 09/مايو/2020 - 11:33 م
طباعة التدخل التركي في علي رجب
 

يبدو ان المخطط التركي في ليبيا بات يقلق السودانيين، والذين باتو يعرفون جيدا مساعي الإخوان وخليفتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان جيدا، في نهب وسرقة ثروات الشعوب.

نائب رئيس الحركة الشعبية – شمال، ياسر عرمان، أبدى تخوفه وقلقه من التدخل التركي في ليبيا، وفي ظل سقوط حكم الاخوان برئاسة عمر البشير في السودان، وكذلك سقوط احكم الاخوان في مصر بعد ثورة شعبية عارمة.

عرمان، فقال في تصريحات صحيفة إن الرئيس التركي أرودغان، حمل أجندته إلى ليبيا ما يؤثر سلبا على السودان ومصر وتشاد وتونس، لافتا إلى أن محور أردوغان وتركيا حمل أجندته المعروفة إلى ليبيا تحت ستار جائحة كورونا.

وأضاف السياسي السوداني قائلا" الحق أنه اختار الزمان والمكان بدقة استراتيجية لن تختصر آثارها على ليبيا إذا نجحت الخطة. وأول المعنيين مباشرة هم السودان ومصر وتشاد وتونس وجوارهما الإقليمي لاحقا، هذا لا يحتاج إلى أدلة وبراهين".

 

لماذا ليبيا؟

وحول أسباب اختيار محور تركيا للسيطرةوالتغلغل في ليبيا، أوضح رئيس الحركة الشعبية- شمال أن "ليبيا بثرواتها وموقعها الاستراتيجي داخل إفريقيا وفي مواجهة أوروبا وجوارها لبلدين مهمين فقد فيهما الإسلاميين السلطة، وهما مصر والسودان والجماعات الإسلامية التي ضاق عليها الخناق في آسيا وإفريقيا تحتاج إلى موطئ قدم لرد الصاع صاعين مع نهب الموارد الليبية وتطويعها للمشروع الكبير الذي قال عرمان إنه يجد معارضة فاترة من الغرب لأسباب لا صلة لها بفايروس كورونا.

ورأى أن انشغال الغرب بالكورونا لحظة لا يوجد أفضل منها للتدخل التركي الذي اختار المكان والزمان بدقة، وهي أول عملية عسكرية مباشرة من المحور التركي في إفريقيا، لافتا إلى أن قوى الثورة مشغولة بالصراع على توزيع أسلاب السلطة والمحاصصات، وبعضها يقف موقفا محيرا من السلام.

 

دول الجوار

السياسي السوداني اعتبر ان التدخل التركي في ليبيا سيلقي بظلاله على دول الجوار، في مقدمتهم تونس، ومصر، والسودان، وتشاد.

وقال عرمان إن ما يحدث في ليبيا يصب في مصلحة الثورة المضادة، وتونس هي البلد الوحيد الذي عبرت فيه قواه السياسية بخطورة ما يجري في ليبيا وأعلنت عن موقفها ضد التدخل في الشأن الليبي، ولكن ما يجري سيكون له آثار مباشرة بعيدة المدى على السودان ومصر وتشاد وتونس وآخرين.

وأكد أن "الذين لا يهتمون بإنهاء الحروب في السودان وأهميتها الاستراتيجية للأمن والتغيير عليهم أن يصحوا من غفوتهم قليلا فما يحدث في ليبيا من كورونا سياسية آثاره ستكون بعيدة المدى على السودان والإقليم إن نجح ما تم التخطيط له".

 

 

الدور التركي

إنّ الوجود التركي في ليبيا، من وجهة نظر الحكومة التركية، يحمي مصالح تركيا في النفط والغاز شرق المتوسط، وينشئ حالة توازن تساهم في تحسين أوضاع حكومة الوفاق، ويحمي مصالح الشركات التركية العاملة ليبيا حيث قام المستثمرون الأتراك بضخ مليارات الدولارات في قطاع البناء، وشئركت شركات الأعمال التركية في نحو 304 عقود تجارية في البلاد. ونظرًا إلى مصالحها الاقتصادية الكبيرة في ليبيا.

وفي يناير 2020 صدّق البرلمان التركي، على مشروع قرار يسمح بإرسال قوات تركية إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، المُعترف بها دوليًا. ومن شأن هذا التفويض البرلماني أن يتيح للحكومة التركية القدرة على إرسال قوات إلى ليبيا، وتحديد نطاق انتشارها وعددها.

وبدأت تركيا منذ شهر أكتوبر من العام الماضي بإرسال مرتزقة سوريين إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق في مواجهة الجيش الليبي، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عددهم تجاوز 11ألف مقاتل، فضلاً عن آلاف ممن يتلقون التدريب حالياً وينتظرون إلحاقهم بجبهات القتال المختلفة في ليبيا.

كما تنتهك تركيا عمليات حظر السلاح على ليبيا، حيث نقلت صحيفة "ساربروكر تسايتونج" الألمانية، عن مصادر ألمانية لم تسمها، أن "تركيا انتهكت في الأسابيع الماضية، قرار حظر تصدير السلاح لليبيا بشكل متكرر، ونقلت أسلحة ثقيلة لطرابلس رغم مرور أنقرة بأزمة مالية طاحنة وصعوبة تحملها تكلفة هذه الأسلحة في الوقت الراهن".

وأضاف تقرير الصحيفة الألمانية ان : "تركيا تخدع العالم، وتعلن أن مقاتلاتها من نوع (إف 16)، تشارك في تدريبات عسكرية في البحر المتوسط، لكن الحقيقة أنها تشارك في القتال في ليبيا".

وبخلاف الأسلحة الثقيلة والمدرعات والعربات المصفحة، نقلت تركيا العشرات من الطائرات المسيرة "درونز" إلى ليبيا، والآلاف من المرتزقة السوريين يقودهم ضباط من الجيش التركي.

كما فادت مصادر العربية أن رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان ومسؤولين بالمهام الخارجية للاستخبارات التركية زاروا ليبيا منذ ما يقارب الأسبوع للوقوف على التطورات هناك.

المصادر أضافت أن فيدان يتابع بنفسه التطورات الميدانية في ليبيا، وأن أنقرة أرسلت مجموعات من قواتها الخاصة إلى طرابلس ووصلت منذ 10 أيام.

وأشارت المصادر إلى أن عناصر من سلاح الجو التركي أصيبوا في ليبيا ونقلوا إلى تركيا لتلقي العلاج، بينهم عناصر في حالات خطرة.

زيارة رئيس الاستخبارات التركي، جاء مع تقدم الجيش الليبي في حملته لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس، والذي يهدد أطماع تركيا الاقتصادية والمالية، ما دفع الأخيرة لزيادة الدعم التركي المقدم إلى ميليشيات طرابلس.

وفي هذا الإطار، قالت الخبيرة أنجليكا جوتش إن أردوغان لن يتراجع عن إحراق ليبيا، ولن توقفه قرارات أممية أو مؤتمرات مثل مؤتمر برلين، عن تحقيق أهدافه الاقتصادية.

 

 

 

 

شارك