مع انشغاله بمخططاته الخارجية.. أزمة اقتصادية تلاحق أردوغان وتدفعه لطلب المساعدة

الجمعة 15/مايو/2020 - 02:16 ص
طباعة مع انشغاله بمخططاته أميرة الشريف
 
يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا ينظر إلي الأزمات التي تشهدها أنقرة لانشغاله بمخططاته الخارجية وتنفيذ أهدافة الرامية إلي زعزعة أمن واستقرار الدول العربية وتجويع شعوبها وعلي رأسهم ليبيا، واستطاع أردوغان خلال الفترة الماضية التدخل في الشأن الليبي بشكل مباشر بإذن من رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، وبدأ في إرسال مرتزقة سوريين لمساندة قوات الوفاق في مواجهة الجيش الليبي، وهو ما يؤكد علي أن أردوغان ترك بلاده غارقة في خسائرها الاقتصادية ليحقق أهدافة في الخارج، وتراجع إجمالي الاحتياطات بالبنك المركزي التركي إلى 85.8 مليار دولار أمريكي ناقصاً بذلك 410 مليون دولار في الأسبوع الأول من مايو، ووصل بذلك إجمالي الخسارة في الاحتياطات منذ نهاية شهر فبراير إلى 22.6 مليار دولار أمريكي, جراء تفشي فيروس كورونا.
 ووفقا لمعطيات البنك المركزي التركي عبر موقعه الإلكتروني، فإن احتياطي الذهب بالبنك في نهاية الأسبوع الأول بشهر مايو 34.7 مليار دولار، وإجمالي احتياطات النقد الأجنبي 51.1 مليار دولار. 
 ووفقاً لحسابات أصحاب البنوك فإن الطرح العام للعملة الأجنبية الذي تجاوز 30 مليار دولار في عام 2019 بأكمله، تجاوز 30 مليار دولار في الربع الأول فقط من هذا العام.
وفي هذا السياق، قال مسؤولون أتراك كبار، إن الحكومة التركية طلبت المساعدة من حلفائها الأجانب في إطار مساع عاجلة لتدبير التمويل، إذ تستعد لمواجهة ما يخشى المحللون من أنها ستكون أزمة العملة الثانية لها خلال عامين.
وقال المسؤولون الثلاثة، إن مسؤولي الخزانة والبنك المركزي أجروا محادثات ثنائية في الأيام الأخيرة مع نظرائهم من اليابان وبريطانيا، بشأن إنشاء خطوط مبادلة عملة، ومع قطر والصين بشأن زيادة حجم تسهيلات قائمة.
وأكد نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم للشؤون الخارجية، جودت يلمظ، إن تركيا تسعى لاتفاقات مبادلة، قائلا: "نجري مفاوضات مع بنوك مركزية مختلفة بخصوص فرص المبادلات.. ليست الولايات المتحدة فحسب، بل هناك دول أخرى أيضا"، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
يأتي ذلك بعد أن سجلت الليرة التركية مستوى قياسيا منخفضا الأسبوع الماضي، مما يحد من قدرة أنقرة على معالجة بواعث القلق حيال احتياطياتها الأجنبية الآخذة بالتناقص، وعبء ديونها الضخم.
وأوضح أحد المسؤولين أن تركيا تشعر بالثقة بعد المحادثات، لكن من غير الواضح مدى اقترابها من إبرام اتفاقات، في وقت تستنزف فيه جائحة فيروس كورونا موارد الحكومات والبنوك المركزية على نحو غير مسبوق.
وإذا عجزت تركيا عن تدبير تمويل بعشرات المليارات من الدولارات، يقول المحللون إنها ستواجه خطر انهيار في سعر صرف العملة على غرار ما حدث في 2018، عندما فقدت الليرة لبعض الوقت نصف قيمتها، في أزمة هزت الأسواق الناشئة.
وهذا الأسبوع، ألقى أردوغان باللوم في تراجع الليرة على "أولئك الذين يحسبون أن بوسعهم تدمير اقتصادنا وتكبيل أقدامنا وحصارنا باستخدام مؤسسات مالية في الخارج".
ويتزامن الجهد الدبلوماسي مع أزمة فيروس كورونا، التي من المتوقع أن توقد شرارة ركود اقتصادي.
ويقول المستثمرون إن ذلك يشير إلى سعي تركيا لتجاوز مصدرها المفضل للتمويل، مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي، وإنه قد يتعين عليها النظر في قرارات صعبة بخصوص أسعار الفائدة أو خيارات كانت قد استبعدتها.
وقال المسؤولان الآخران إن تركيا خاطبت ممثلين لليابان بشأن تمويل محتمل، وأضاف أحدهما أنه ينبغي تسريع وتيرة المحادثات "إذا كان لخط مبادلة أن يتوافر".
ويبدو أن أردوغان أصبح لا يبالي بمشاكل بلاده في ظل اهتماماته الخارجية الذي يواصلها عن طريق دعم وتمويل الإرهاب ودفع رواتب الإرهابيين الذين يمولهم داخل ليبيا والمرتزقة السوريين الذي يرسلهم يوميا إلي طرابلس لتنفيذ أغراضة الدنيئة.

شارك