تقارير إيطالية تفضح دور قطر المشبوه في تحرير الرهينة الإيطالية ودعم الجماعات الإرهابية في الصومال

الأحد 17/مايو/2020 - 05:57 ص
طباعة تقارير إيطالية تفضح فاطمة عبدالغني
 
سيلفيا رومانو عاملة إغاثة إيطالية أقلتها طائرة خاصة بعد تحريرها من "حركة الشباب"  الصومالية الإرهابية، حظيت سيلفيا باستقبال الأبطال لكن خلف صور العناق ودموع فرح اللقاء مازالت تفاصيل قصة تحريريها غامضة، تفاصيل تلتزم الحكومة الإيطالية الصمت بشأنها لكن نظيرتها التركية تقول إن الفضل يعود لاستخباراتها بعد تلقيها طلبًا من روما.
وهنا يُطرح السؤال كيف حررت تركيا الرهينة الإيطالية، هل هي عملية عسكرية أم فدية مالية؟
الاعلام الإيطالي  أثار علامات استفهام عدة حول دور قطر، التي تربطها مصالح اقتصادية كبيرة مع الصومال، وذكرت بعض الصحف الإيطالية أن قطر لعبت دوراً في ملف عاملة الإغاثة الإيطالية، وأشارت إلى أن المفاوضات النهائية جرت في الدوحة، ويقول البعض أن حركة الشباب تلقت مبلغًا قدرة مليون ونصف مليون دولار مقابل الإفراج عن رومانو، لكن من الذي دفع المبلغ.
صحيفة "كوريير ديللا سيرا" الإيطالية  وجهت أصابع الاتهام لقطر وحسب تقرير للصحيفة فإن للدوحة علاقات مع الحركات المتطرفة في الصومال وهي في الوقت نفسه شريك قوي لإيطاليا.
 ويضيف التقرير أن قطر غالبًا ما تقوم بدور الوسيط في ملفات الرهائن، وذكر التقرير بقيام قطر بدفع أكثر من مليار دولار  لتنظيم إرهابي في العراق للإفراج عن 26 قطريًا بعضهم من العائلة الحاكمة.
وأشار التقرير إلى الدور المشبوه لقطر في سوريا والعراق، واتهمها بمساعدة الجماعات الإرهابية كجبهة النصرة، ويرى التقرير أن دفع الفدى للتنظيمات الإرهابية ما هو إلا شكل من أشكال التمويل الخطير للإرهاب.
حديث الصحيفة الإيطالية عن الدور القطري في قضية رومانو له ما يعززه، فلقطر قصص عديدة عن تمويل الإرهاب بأشكال عدة من بينها دفع الفدى خاصة مع جبهة النصرة في سوريا والقاعدة في اليمن وميليشيا حزب الله اللبناني وحتى داعش الإرهابي.
وأجرت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية مقابلة مع المتحدث باسم حركة "الشباب"، علي محمد راجي (دهري)، والذي أكد أن الحركة أخذت فدية مالية من الحكومة الإيطالية للإفراج عن العاملة الإغاثية الإيطالية سيلفيا رومانو التي كانت محتجزة لدى حركته.
وأشار إلى أن حركة الشباب ستستخدم المبالغ التي حصلت عليها في ما وصفها بالعمليات الجهادية في الصومال ومنطقة الشرق الإفريقي وقال: "جزء من المبالغ سيصرف إلى اشتراء السلاح لاستعماله في العمليات الإرهابية".
وبحسب مصادر إعلامية استخدمت قطر علاقاتها بالمجموعات الإرهابية التي تمولها حيث كانت حلقة الوصل في صفقات مشبوهة عدة ارتبطت باختطاف رهائن، ثم الإفراج عنهم مقابل فدية مالية ضخمة، بشكل غير مبرر بما يشكل تمويلا للتنظيمات الإرهابية.
وكانت الدوحة تسعى من خلال "دبلوماسية الرهائن" التي انتهجتها في السنوات الأخيرة إلى التقرب من الدول وخاصة في الغرب بحثا عن دور في الملفات الإقليمية الهامة، في وقت كانت تفتح فيه إعلامها أمام تلك المجموعات المسلحة لإيصال صوتها إلى العالم من الفصائل الإسلامية المتشددة المدعومة من تركيا في سوريا أو المتمردين الحوثيين في اليمن إلى حركة طالبان التي فتحت لها مكتبا في الدوحة ورعت مؤخرا اتفاقا بينها وبين الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أفغانستان وصف بـ"التارخي".
وفي 2018 توسطت الدوحة لإطلاق سراح الصحفي الياباني سراح جومبي ياسودا كان محتجزا لدى جبهة النصرة في إدلب السورية بعد اختطافه منذ عام 2015 في إدلب.
وتسلط عملية تحرير الرهينة الإيطالية من أيدي حركة الشباب الصومالية الضوء مجدّدا على الصلات الواسعة لقطر بالتنظيمات الإرهابية وامتلاكهما لقنوات تواصل كثيرة معهم، وقدرتهما على مفاوضتهم ومساومتهم حين يستدعي الأمر، وإبرام صفقات مالية ضخمة معهم متخطين بذلك الخطوط الحمراء لتمويل الإرهاب الذي طالما نفت الدوحة وأنقرة علاقتهما به.

شارك