العملية "سيلفيا رومانو ".. مسؤول استخبارتي صومالي يكشف خفايا تمويل قطر وتركيا الإرهاب في القرن الأفريقي

الأحد 17/مايو/2020 - 11:55 ص
طباعة العملية سيلفيا رومانو علي رجب
 

 

حلقة جديدة من حلقات فضح الدور القطري في دعم الجماعات الإرهابية في الصومال والقرن الأفريقي، وسط  تصاعد التحذيرات من تأثير هذا الدعم على استقرار المنطقة مع تصاعد عمليات حركة الشباب الإرهابية، دور تركيا في دعم الحركة الإرهابية والذي فصحه اطلاق سراح عاملة الإغاثة الإيطالية، سيلفيا رومانو التي وقعت في قبضة الشباب الإرهابية.

وقد كشف المدير السابق لوكالة المخابرات والأمن الوطنية الصومالية، عبدالله محمد علي "سنبلوشي"، عن دعم قطر لأخطر الحركات الإرهابية في القارة الإفريقية وهي حركة الشباب الصومالية ماليا، مشيرا إلى العلاقات القطرية المتينة مع المنظمة الإرهابية أثمرت عن نجاح الحكومة التركية فى اطلاق سراح عاملة الإغاثة الإيطالية، سيلفيا رومانو التي وقعت في قبضة الحركة.

وأشار"سنبلوشي" إلى أنه لا يعرف الدور القطري الحقيقي في الإفراج عن رومانو لكنه أوضح أن الجميع يعلم علاقة قطر مع حركة الشباب وتاريخها في تسهيل وتنظيم المحادثات مع الحركة فيما يتعلق بدفع الفدى المالية إليها مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها.

أوضح المسؤول الاستخباراتي الصومالي السابق، أن قطر تتمتع بالنفوذ داخل حركة الشباب وأنها تقدم الدعم لها عبر طرق كثيرة بما فيها وسطاء صوماليون أو رجال أعمال أو وكلاء يعملون في المنظمات القطرية وأحيانا يتم ذلك عبر طرق غير رسمية.

وقد كشفت جريدة “Giornale di Puglia” الإيطالية عن فدية مالية قدرها 3 ملايين دولار تم دفعها إلى حركة الشباب مقابل الإفراج عن العاملة الإغاثية سيلفيا رومانو التي ظلت محتجزة لدى الحركة 18 شهرا.

وأضاف "سنبولشي" فيتصريحات تلفزيونية، إلى أن حصول مقاتلي الشباب على الفدى المالية عنصر أساسي في زيادة عملياتهم العسكرية والاستخباراتية في الصومال ودول أخرى من بينها كينيا وأوغندا وأضاف أن ذلك قد يمكنها من توسيع عملياتها وتنفيذ هجمات في مناطق بعيدة مثل المملكة المتحدة.

وأضاف أن دفع الفدى قد تكون مجرد حجة في المشاركة في تمويل الأنشطة الإرهابية في الوقت الذي بات فيه العالم يراقب عن كثب تلك التحركات ونقل الأموال غير المشروعة التي تصل إلى بعض المجموعات المتطرفة مثل حركة الشباب.

وأكد أن حصول حركة الشباب على الأموال سوف يزيد من قدراتها على تجنيد المزيد من المقاتلين وتدريبهم وشراء أعداد متزايدة من الأسلحة وشن مزيد من هجمات مميتة داخل الصومال وخارجه مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

وسعت الدوحة من خلال رجلها فى الصومال "فهد ياسين" والذي يشغل  مدير وكالة الاستخبارات والامن القومي الصومالي لتنفيذ مخططاتها الرامية لإحكام سيطرتها على مقاليد الأمور في الصومال.

كذلك ترتبط تركيا بعلاقات قوية مع النظام الصومالي والذي يديره من خلف الستار رجل قطر فهد ياسين مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي، والذي اتهم من قبل جنرالات ومسؤلين سابقين في وكالة الاستخبارات الصومالية بوجود علاقة تربط "ياسين" بـحركة الشباب الاهاربية.

ويعتبر المراقبون أن فهد ياسين من الشخصيات الأكثر تأثيراً في الساحة السياسية الصومالية في الوقت الحالي، وحيث بات يعرف بمنفذ سياسات نظام الدوحة في البلاد.

 

ومنذ تولي محمد عبدالله فرماجو الرئاسة الصومالية ، في فبراير من العام 2017، وتقاير صحفيَّة تفيد بأن قطر أنفقت -خلال تلك الفترة- أكثر من 442 مليون دولار أمريكي، في صورة أموال نقدية وسلاح ومعدات وعطايا للجماعات الإرهابيَّة؛ أملًا في أن تنجح هذه الجماعات في إزاحة الحكومة الشرعيَّة للبلاد، والسيطرة على أمور الحكم؛ عن طريق العنف، وقتل الأبرياء، ومن ثَمَّ منْح الحكومة القطرية حق الانتفاع بالسواحل الصوماليَّة.

وقالت تقارير لوزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيَّة، ومراكز ومعاهد دراسات وأبحاث: إن قطر تُعَد أكبر دولة تمول الجماعات المتطرفة والإرهابيَّة في منطقة القرن الأفريقي.

كما ذكرت مؤسسة "دعم الديمقراطية" الأمريكية -في تقرير سابق لها، بعنوان "قطر وتمويل الإرهاب"- أن قيادات من تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية، وحركة الشباب الصوماليَّة، تلقُّوا دعمًا من رجال أعمال، وشيوخ قطريين، مقيمين في إمارة قطر.

كشفت  التقارير الإعلامية عن معلومات تورط ياسين في مخطط تخريبي قطرـ تركي ـ إيراني، يهدف لتأسيس حركة مسلحة تتبع فرع تنظيم الإخوان الإرهابي، ويسير على خطى حركتي حماس وميليشيا حزب الله.

وقالت صحيفة "سونا تايمز" الصومالية ، في يناير 2018، إن اجتماعاً سرياً عقد مؤخراً في تركيا شارك فيها ضباط استخبارات قطريون وإيرانيون وممثلون لجماعة حزب الله اللبنانية بحضور مسؤول رفيع في القصر الرئاسي الصومالي هو فهد ياسين المقرب من الإخواني الهارب يوسف القرضاوي، وذلك بهدف تشكيل جماعة إرهابية في الصومال تمضي على درب حزب الله وحركة حماس الفلسطينية.

 وأوضحت الصحيفة أن أجهزة استخبارات غربية كشفت عن هذا الاجتماع وأبلغت دبلوماسيين غربيين بتفاصيل الاجتماع الذي جرى خلاله أيضاً تكليف فهد ياسين، بالعمل على زعزعة "الاستقرار السياسي" للحكومات المحلية في بعض أقاليم الصومال، وهي تلك التي تتخذ موقفاً مناوئاً للنظام القطري ولسياساته المُزعزعة للاستقرار والراعية للإرهاب والتطرف في منطقة الشرق الأوسط. كما شملت هذه التكليفات السعي إلى دق "إسفين" بين الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو من جهة ودول تناوئ السياسات القطرية التخريبية مثل السعودية والإمارات ومصر من جهة أخرى.

وأوضحت "سونا تايمز" أن "ياسين" أصبح همزة الوصل وجسر التواصل بين قطر والجماعات المسلحة والإرهابية في الصومال، وعلى رأسها حركة الشباب الإرهابية، مضيفًا أن النظام القطري جعل من "ياسين" العين القطرية على الجماعات والقوى والعشائر في الصومال.

الافراج عن" سيلفيا رومانو" يشيرى الى دعم تركيا للتنظيمات الإرهابية في الصومال. فقد ذكر موقع “نورديك مونيتور”، التابع لشبكة الشمال للأبحاث والرصد المتخصصة في تتبع الحركات المتطرفة، أن الولايات المتحدة الأمريكية اكتشفت عملية تحويل الأموال من الاستخبارات التركية إلى ” حركة الشباب الصومالية”، وأبلغت أنقرة بالأمر، وطالبتها بتحقيق لكشف الشبكة الإرهابية التي تعمل على تمويل الحركة المتطرفة، لكن الحكومة التركية أوقفت التحقيقات التي انطلقت بعد الإخطار الذي أرسله مكتب مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، في ذلك الوقت.

وقد تم هذا التحويل عبر المواطن التركي إبراهيم سين، الذي اعتقل في باكستان لصلته بتنظيم القاعدة واحتجز في سجن “جوانتانامو” الأمريكي حتى عام 2005، قبل أن يقرر مسؤولون أمريكيون تسليمه إلى تركيا.

وبالنظر إلى أهداف تركيا من دعم الإرهاب في الصومال، نجد أن هناك عدد من الدوافع؛ يتعلق أولها باستخدام التنظيمات الإرهابية كورقة ضغط على الحكومة الصومالية والقوى الدولية الفاعلة في الصومال. ويتصل ثانيها بالرغبة في جعل الصومال ساحة لتسويق السلاح التركي. وينصرف ثالثها بالعمل على استغلال مقدرات الدولة الصومالية، إذ إن هناك تقديرات تفيد بوجود مخزون هائل من النفط والغاز في المياه الإقليمية للصومال.

 

 

 

 

شارك