"إنترنت خاصة".. لماذا يسعى نظام خامنئي لشبكة وطنية للانترنت؟

الأحد 17/مايو/2020 - 02:45 ص
طباعة إنترنت خاصة.. لماذا
 

في محاولة لتقييد دور شبكة الانترنت ومواقع التوصال الاجتماعي في تهديد نظام المرشد الإيراني علي خامنئي بعد لعب مواقل التواصل دورا في احتجاجات الثورة الخضرا وتظاهرات ديسمبر 2017 ونوفمبر2019، وما تبعها من مظاهرات في الشارع الايراني تدعو لاسقاط النظام، تحرك برلمان المرشد من أجل "شبكة المعلومات الوطنية" خلال العام الماضي، وذلك بهدف السيطرة على الإنترنت.

وواجه التظاهرات موجة قمع من قبل نظام المرشد الايراني، كان ابرزها  قطع الاتصال بالإنترنت بشكل شبه كامل خلال تظاهرات نوفمبر 2019.

وأعلن مركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني، السبت 16مايو 2002، أنه تم إنفاق حوالي 190 تريليون ريال أي ما يعادل 4.5 مليار دولار، على إنشاء "شبكة المعلومات الوطنية" خلال العام الماضي، وذلك بهدف السيطرة على الإنترنت.

وأفادت وكالة "مهر" شبه الرسمية، أن تقرير مركز أبحاث البرلمان أعلن أن هذا المشروع قيد الإنجاز بعد انتقادات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مرارًا بسبب عدم إحراز تقدم في إطلاق الشبكة.

وانتقد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مرارا عدم إحراز تقدم في إطلاق شبكة الإنترنت الوطنية.

 

ويهدف النظام الايراني إلى أن تقلص الشبكة الداخلية اتصال الإيرانيين بالفضاء الإلكتروني الدولي ومواقع التواصل الخارجية والشبكة العنكبوتية العالمية.

وتحظر إيران حاليا عشرات الآلاف من مواقع الويب وخدمات الوسائط الاجتماعية الخارجية ومواقع التواصل، بما فيها تويتر وفيسبوك ويوتيوب وغيرها، مما اضطر المستخدمين إلى فتحها من خلال برنامج كسر الحجب (VPN) بدفع مبالغ إضافية لشركات الإنترنت.

وتشير الإحصائيات حول طبيعة استخدام الإنترنت داخل إيران أن الأداة الرئيسة التي يستخدمها الإيرانيون لتصفح الإنتريت هي هواتف المحمول، يليها خطوط الاشتراك الرقمي التي تصل بالحواسيب، أما أكبر شركات الاتصال في إيران فهي “شركة الاتصالات المتنقلة الإيرانية، إيران سيل، رايت تل” وبحسب تقارير وزارة الاتصال وتكنولوجيا المعلومات بإيران، فإن هناك ما يقرب من 70 مليون مشترك لهذه الشبكات الثلاث.

ويرى مراقبون ان الشبكة الوطنية تكشف خوف نظام المرشد الايراني من ثورة الشارع الايراني، والتي يلعب الانترنت دورا مهما في ابرازها وفضح عنف النظام.

وتقول منظمات حقوقية ومجموعات المعارضة الإيرانية إن الهدف الحقيقي من شبكة الإنترنت الداخلية هو تشديد الرقابة وسيطرة السلطات على استخدام الناس للإنترنت والسيطرة على تغطية الاحتجاجات الشعبية والإضرابات العمالية المستمرة والاضطرابات المحتملة.

ووفقا لموقع "راديو فاردا" الإيراني ومقره براغ ستمنع شبكة الإنترنت المحلية المستخدمين من الحصول على البيانات من خارج إيران، وتزيد الرقابة على المحتوى وتوفر الوصول إلى البيانات المصرح بها فقط.

كما لا يمكن لمستخدمي الإنترنت المحلية الاستعانة بشبكات "VPN" التي يستخدمها العديد من الإيرانيين للوصول إلى المواقع المحجوبة.

ويقول موقع "راديو فاردا" إن هناك الملايين من المواقع المحجوبة في إيران، معظمها مواقع إباحية، وهناك أيضا مواقع إخبارية وسياسية تعتبرها طهران مصدر تهديد حقيقي للنظام السياسي في البلاد.

وخلال الاحتجاجات المتكررة المناهضة للنظام الإيراني في السنوات الأخيرة، تم منع وصول المستخدمين إلى الإنترنت وتعطيل جميع أنظمة المراسلة من قبل أجهزة المخابرات والأمن.

وضخت إدارة الرئيس الإيراني حسن روحاني ملايين الدولارات لإنشاء شبكة الإنترنت المحلية، وقدمت حوافز مالية لإغراء الإيرانيين على استخدامها ليس داخل إيران وحسب بل في جميع أنحاء العالم.

وقال الخبير في الشؤون الايرانية الدكتور محمد بناية،إن الشبكة تهدف لحماية النظام والسيطرة على الشارع الايراني.

وأضاف بناية لـ"بوابة الحركات الاسلامية"، ان الثورة الخضراء في 2009، وتظاهرات 2017 و2019، كشفت عن خوف النظاممن ثورة الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي التي لعبت دورا كبيرا في فضح قمع وانتهاكات النظام بحق الايرانيين.

وتابع ان الشبكة لن تنجح في تحقيق أهدافها بشكل كامل في ظل العولمة والانفتاح على العالم وارتباط الاقتصاد الدولي، لكن قد تتيح للنظام الايراني الحد من المعلومات من مصادر خارجية للشارع الايراني.

 

 

شارك