تقرير بريطاني: أردوغان يستغل الأزمة الليبية لتحقيق أطماعه الإقليمية

السبت 23/مايو/2020 - 12:28 ص
طباعة تقرير بريطاني: أردوغان فاطمة عبدالغني
 
تواصل حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج انصياعها لأوامر الرئيس التركي ومخططات جماعة "الاخوان" الساعية لاستمرار مسلسل الفوضى في ليبيا ونهب ثرواتها. 
حيث تواصل رفض وقف اطلاق النار الذي أعلن عنه الجيش الوطني الليبي، فيما كانت سابقا تستجدي الهدنة وهو ما يثبت أنها باتت تستقوي بالغزو التركي الذي تصاعدت وتيرته في محاولة لإنقاذ أذرع أردوغان في طرابلس.
ويشير مراقبون أن الايام القادمة ستكشف أكثر حجم المؤامرات الاخوانية التي تحاك في ليبيا بدعم تركي لانهاك البلاد ونهبها. 
وفي هذا السياق شنت مجلة "سبكتاتور" البريطانية هجوما عنيفا على الدور المدمر الذي يلعبه نظام رجب طيب أردوغان في ليبيا، عبر إذكائه الصراع الدموي الدائر هناك منذ عام 2011، وتعزيزه قبضة الميليشيات المتطرفة المسيطرة على الحكم في طرابلس، بالتحالف مع حكومة فايز السراج.
وأشارت المجلة إلى أن النظام التركي يستغل الحرب الأهلية الليبية، لتحقيق مطامعه الإقليمية، ومحاولة الحصول على موطئ قدم في منطقة شرق المتوسط الغنية بموارد الطاقة، وكذلك اختبار منظومات التسلح التي يطورها، دون اكتراث بأرواح المدنيين.
وشددت المجلة على أن التدخل السافر لنظام أردوغان في ليبيا، قد يفضي إلى زيادة أسهم تنظيمات إرهابية مثل جماعة الإخوان الإرهابية. كما أفضى إلى أن يتحول الصراع الليبي إلى "أهم حرب بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها"، وذلك في ظل زج تركيا بمئات من العسكريين والمرتزقة في ليبيا، وإرسالها كميات كبيرة من السلاح والعتاد هناك، للحيلولة دون انهيار ميليشيات الوفاق.
 وأكد التقرير أن أنقرة تستغل "آلاف السوريين الفقراء" في القتال لحسابها، في إشارة إلى استعانة النظام التركي بآلاف المرتزقة السوريين لدعم حكومة السراج، مقابل منحهم رواتب مالية يصل إجماليها إلى خمسة ملايين دولار شهريا على الأقل، ووعودا بإعطائهم الجنسية التركية، ونقلهم إلى أوروبا بعد أن تضع الحرب أوزارها.
واعتبرت المجلة البريطانية أن تركيا تستغل في هذا السياق انشغال القوى الدولية الكبرى بالأزمة الناجمة عن تفشي وباء كورونا، وعدم رغبة الولايات المتحدة في الاضطلاع بدور قيادي على صعيد الملف الليبي، بجانب إحجام الاتحاد الأوروبي عن التركيز بالقدر الكافي على الصراع الدموي الذي تشهده ليبيا، رغم أنها تمثل "بوابة للمهاجرين" الراغبين في الوصول للقارة عبر البحر المتوسط.
وحذرت المجلة من أن ما يحدث في ليبيا، يمثل نموذجا للنتائج المترتبة على «تخلي القوى الغربية عن دورها، وانسحابها من بعض الملفات المهمة على الساحة الدولية»، مُشيرة إلى أن النظام التركي يرى أن احتفاظه بالنفوذ على السلطات الحاكمة في طرابلس يمثل ورقة ضغط على دول مثل اليونان وروسيا، ووسيلة لتحقيق مكاسب اقتصادية وعسكرية كذلك.
وحسب تقرير المجلة البريطانية، ينظر النظام التركي إلى الأراضي الليبية، باعتبارها مسرحا لـ "اختبار طائراته المُسيّرة من طراز بيرقدار، ومنظومات الدفاع الجوي التابعة له في أجواء حرب حقيقية"، للترويج للتقنيات المُستخدمة فيها، بهدف تصديرها إلى دول أخرى.

شارك