اختبار "ثأر الله".. الكاظمي في مواجهة أذرع إيران

الأحد 24/مايو/2020 - 02:55 ص
طباعة اختبار ثأر الله.. علي رجب
 

عادت أذرع ايران في العراق لاثارة الفتن وعدم الاستقرار الأمني، وضرب اهداف وتودهات حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والذي دخل اختبار "قوة" في مواجهة ميليشيات إيران بالعراق واستقلالية القرار العراقي الذي تختطفه الميليشيات الطائفية ومن وراها نظام المرشد الإيراني علي خامنئي.
وقد هجم العشرات من أنصار ميليشيا "ثأر الله" مقر لها تحفظت عليه قوات الامن العراقية أمام مقر لها في مدينة البصرة، في الساعات الأخيرة من ليل الجمعة/ السبت 23 مايو 2020، وهم يتجمعون في محيط المبنى، الذي كتبت عليه عبارة "فوج حفظ النظام".
وردد المهاجمون من أنصار ميليشيا "ثأر الله" شعارات تمجد زعيمهم يوسف الموسوي، المدعوم من إيران والمطلوب للقضاء العراقي، اختبارا جديا لرئيس الوزراء العراقي في الحد من قوة الميليشيات التي تغذي الفلتان الأمني في البلاد وتعد من ركائز النفوذ الإيراني.
وكانت القوات الأمنية العراقية قد أغلقت مقر منظمة "ثأر الله" واعتقلت خمسة من عناصرها، وصادرت أسلحة، وذلك على خلفية إطلاق الرصاص على المتظاهرين يوم الاثنين الماضي، ما أدى إلى مقتل متظاهر وإصابة خمسة آخرين.
وأعلن رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي بنفسه، اعتقال المتورطين بمهاجمة المتظاهرين في في محافظة البصرة.
وقال الكاظمي في تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" : "وجّهتُ، فجر اليوم، بملاحقة المتورطين بمهاجمة المتظاهرين في البصرة، ونفذت القوات الامنية عملية اعتقالهم بعد صدور مذكرات قضائية"، مضيفاً "شكرا للقضاء العادل والأجهزة الامنية البطلة". وتابع أنه "وعدنا بأن المتورطين بدم العراقيين لن يناموا ليلهم، نحن نفي بالوعد"، مؤكداً أن سلمية الاحتجاج واجب يشترك به الجميع.
وزعم ناشطون صحة ما تم تداوله من مقاطع مصورة، مؤكدين أن أنصار الميليشيا نجحوا في استعادة المبنى الواقع في منطقة المعقل وسط البصرة، لكن مصدراً أمنياً وصف بـ"المطلع" نفى ذلك، فيما لم يصدر أيّ تصريح أو تعليق رسمي من السلطات حول الواقعة.
وتأسست منظمة ثأر الله الارهابية عام 1995، وشارك الأمين العام يوسف سناوي المعروف بـ"يوس الموسوي"، في عدة انتخابات برلمانية دون الحصول على مقاعد.
 ودخل الميليشيا المدعومة والموالية لايران، خلال الأعوام 2006 وحتى 2008 في مواجهات عسكرية ضد الأمن العراقي.
 وقد اتهمت السلطات العراقية يوسف سناوي بالاستحواذ على سيارات عائدة للدولة والقيام بنشاطات مسلحة والتنفذ في شركة الموانئ العراقية ودفع الشركات الأجنبية إلى الخروج من الموانئ، وعام 2008 انضم سناوي إلى ما يسمى البيت الخماسي المتكون من المجلس الأعلى ومنظمة بدر، ومنظمة سيد الشهداء.
كما تعد ميليشيا "ثأر الله" ضالع في عمليات تهريب النفط، وكذلك عمليات الاختطاف والابتاز والتهريب.
وقد اعتقل "سناوي" في عهد رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، من قبل قوة خاصة مع ثلاثة من أشقائه، وحكم عليه بالسجن المؤبد، إلا أنه عاد لاحقاً بطريقة غامضة إلى المشهد العراقي، وعاد وترشح في انتخابات 2018، إلا أنه لم يفز.

و"الموسوي" الذي سبق أن هاجم الاحتجاجات العراقية ببيانات رسمية علناً، متهم بقتل المتظاهرين في عدة محافظات منها بغداد والبصرة.
واعتبر مراقبون أن الاشتباكات بين الامن العراقي وميليشيات "ثأر الله" تعد واحده من الاختبارات القوية للكاظمي في مواجهة وتقليم أظأفر ايران في العراق وسيطتها على القرار العراقي.
واوضح المراقبون أن الكاظمي أمامه فرصة تاريخية، لانهاء الميليشيات في العراق وجمع السلاح، في ظل احتجاجات الشارع العراقي الرافضة لفساد وسطوة الميليشيات العراقية وكذلك لدور ايران في العراق.
ورصد تحليل  لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ترصد فيه خسائر إيران في العراق بتراجع نفوذها، فإنه رغم الفراغ المؤسسي بعدما أجبرت الحكومة على الاستقالة بعد احتجاجات شعبية، وانسحاب قوات التحالف من العديد من القواعد في البلاد، إلا أن الخطوات الجارية لدمج بعض فصائل الحشد الشعبي تكشف تراجع لنفوذ طهران.

شارك