بإحياء خلاياه النائمة.. داعش يعيد ترتيب صفوفه في الجنوب الليبي

الأربعاء 27/مايو/2020 - 09:00 ص
طباعة بإحياء خلاياه النائمة.. أميرة الشريف
 
يبدو أن التنظيم الإرهابي داعش بدأ يستعيد صفوفه مجددا في الجنوب الليبي، وبالأخص بعد إعلان تبنيه عملية إرهابية والتي تمثلت في التفجير الذي وقع بالقرب من معسكر الكتيبة 628 مشاة في مدينة تراغن القريبة من فنقل ومرزق.
وعبر وكالة أعماق التابعة للتنظيم الإرهابي، كشف عن أنه من يقف وراء العملية، حيث يهدف التنظيم التكفيري من وراء هذه العملية إلى لفت الانتباه وحيازة الاهتمام بعد فترة طويلة من الاختفاء جراء تلقيه ضربات قاصمة من الجيش الوطني الليبي شلت حركته تماماً وجعلته غير قادر على إحداث عملية التواصل بين الخارج والداخل والتي كان يقوم بها بكل سهولة ويسر في السابق.
ويستغل تنظيم "داعش" الصراع العسكريّ بين الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق والمتموقعة في العاصمة الليبية طرابلس والتي تدعمها تركيا ماديا وعسكريا.
 وتدور المعارك في الجنوب الليبي الذي تنتشر فيه حقول الهلال النفطي.
ووفق تقارير إعلامية، فإن الضربات التي تلقاها التنظيم في بنغازي ودرنة وسرت وصبراتة والجنوب جعلته يعود إلى استراتيجية الذئاب المنفردة التي يعتمد عليها في المجتمعات التي لا يحظى فيها بحرية الحركة، لذلك فهو يسعى عبر عمليات فردية إلى إيصال رسالة تنبيه للحكومات والأجهزة الأمنية والمخابراتية.
وذكرت منظمات دولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة أن ليبيا بيئة مناسبة لداعش، ولأي تنظيم فكري تكفيري يسعى إلى استغلال موارد ليبيا، ذلك أن الصراعات العسكرية والمختنقات السياسية توفران غطاء لهذا التنظيم، من دون إغفال أو غض الطرف عن نوايا بعض دول الإقليم في تحويل ليبيا إلى بؤرة متطرفة عبر نقل التكفيريين من العراق وسوريا إلى ليبيا، وهو الأمر الذي حذر منه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق.
وعملية تراغن تدق ناقوس الخطر وتنبه المسؤولين إلى إعادة عدو يبدو أنه لم ينته بعد بصورة كاملة.
في غضون ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن القائد العسكري المحلي عبد السلام شنقله، أن المتفجرات خبئت في مركبة تابعة لقوات الجيش الليبي، مؤكدا أن الانفجار لم يسفر عن سقوط ضحايا.
وهذا الهجوم هو الثاني الذي يتبناه "داعش" ويستهدف الجيش الوطني ، حيث سبق أن أعلن التنظيم في 21 مايو قصف 3 مواقع لقوات حفتر جنوب البلاد.
كما يأتي الهجوم الجديد بعد ساعات على إعلان الجيش الليبي مساء الأحد القبض على أحد قياديي التنظيم محمد الرويضاني المكنى بأبي بكر الرويضاني، الذي قيل إنه انتقل من سوريا وقاتل في صفوف قوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا.
أتى تبني داعش بعد ساعات على إعلان الجيش الليبي في وقت متأخر مساء الأحد القبض على أحد قيادات التنظيم الإرهابي يقاتل في صفوف ميليشيات الوفاق.
وقال المتحدث باسم الجيش، أحمد المسماري، في حينه إن قوات الجيش ألقت القبض على محمد الرويضاني، المكنى أبو بكر الرويضاني"، واصفاً إياه بأحد أخطر عناصر داعش الذين انتقلوا من سوريا إلى ليبيا برعاية تركيا.
كما أكد أن الرويضاني كان يقاتل مع تشكيلات الوفاق عند القبض عليه، متهماً الاستخبارات التركية بنقله إلى ليبيا كمسؤول عن فيلق الشام، بحسب تعبيره.
يذكر أن الجيش الليبي اتهم تركيا مرارا بنقل عناصر من "النصرة سابقاً" وداعش إلى ليبيا للقتال ضمن صفوف ميليشيات حكومة الوفاق.
ونشط داعش في ليبيا بعد الاضطرابات التي أعقبت الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، وسيطر على مدينة سرت الساحلية في عام 2015، لكنه فقدها في أواخر 2016 في قتال مع قوات محلية مدعومة بضربات جوية أمريكية.
ويعتبر الجنوب الليبي ذات خصائص طبيعية وموارد منجمية تساعد المجموعات الإرهابية على الاستمرار في تغطية نفقاتها وضمان التوسع نحو بلدان المغرب العربي وأفريقيا.
واختيار الجنوب الليبي وجهة لتنظيم "داعش" تم لاعتبارات عدة، منها المساحة الشاسعة والفراغ الأمني والمؤسساتي، إذ لم تنجح أي حكومة من الحكومات المتعاقبة منذ عام 2011 في سد هذه الفجوة التي تحولت إلى حاضنة مكتملة الشروط للعناصر الإرهابية التي تعتمد على عنصر الترويع والترهيب لتخويف الأهالي.
وتشير المعطيات إلى أن الجنوب الليبي أصبح نقطة ارتكاز مالية لداعش الذي فقد غالبية مصادره في العراق وسوريا، وذلك من خلال تهريب البشر، عبر الحدود، وتهريب الأسلحة والسلع والبضائع، وأنواع الدخان المختلفة، وحتى المشتقات الطبية والمخدرات، لكي يتمكن من الإنفاق على نشاطه الإرهابي، وقطع الطريق على مناصري القاعدة من جهة ثانية.

شارك