نبش القبور وهدم المزارات الدينية.. ابادة عثمانية جديدة بحق الإيزيديين في سوريا

الجمعة 29/مايو/2020 - 08:54 ص
طباعة نبش القبور وهدم المزارات علي رجب
 


واصل ميليشيات اردوغان انتهاكتها بحق الايزيديين في سوريا، في تكرار لمذابح العثمانيين وتنظيم "داعش الارهابي" بحق الإيزيديين، ولكن هذه المرة كان تستهدف قبور الإيزيديين .

وتداول نشطاء فيدو مصور، يكشف عن قيام مسلحي الجيش الوطني الموالي لتركيا مازالوا يقومون بنبش وتخريب قبور الايزيديين في عفرين وتدمير مراكزهم الدينية المقدسة وأخرها كان عملية السطو والتخريب التي طالت ضريح  الشيخ حميد ” في قرية القسطل جندو من منطقة شيروا بعفرين الذي يعتبر مكانًا مقدسًا للايزيديين وذلك بحثا عن الكنوز والأثار.

ومن جرام ميليشيات الخليفة التركي الارهابي بحق الايزديين، تعرض معبد ” Çêlxane ” في قرية قيبار بمنطقة عفرين الذي يعتبر من المراكز الدينية للإيزيديين إلى الهدم والنبش من قبل عناصر فيلق الشام الارهابية في 17 مايو الجاري.

كما يشكل تنصل تركيا من مسؤولياتها بوصفها دولة احتلال دورا كبيرا في قيام الجماعات المسلحة الموالية لها ضمن الجيش الوطني السوري بارتكاب المزيد من الانتهاكات وسط دعوات متكررة لوقفها، ومحاسبة المتورطين فيها والإفراج عن كل المعتقلين الذين تزيد أعدادهم عن 3 آلاف اعتقل بعضهم منذ عامين، ولا يخضعون لأيّة محاكمات كما ولا يسمح لهم بتوكيل محامي ولا يعلم ذويهم مكان غالبهم.

وكشفت تقارير حقوقية سورية، أنّ السلطات التركية قامت بتدمير كل القبور، في مقبرة (الشهيدة أفيستا خابور) ونبشها بجرافات، ولم تكتف بذلك بل قامت بتحويل موقع المقبرة إلى سوق للمواشي، بشكل متعمد وذلك للإساءة لقدسية المقابر لدى الأكراد والأهالي عموما، وخاصة مقابر “الشهداء” ، فالمقبرة تضم أبناء أهالي عفرين الذين الزم المتبقين منهم في منازلهم الصمت دون القدرة على التنديد بمثل هذه الجريمة التي تضاف لسجل تركيا والجماعات السورية الموالية لها في انتهاكات حقوق الإنسان.



وتقع المقبرة في مفرق قرية (كفرشيل) التابعة لمركز مدينة عفرين، حيث كان يتم دفن “الشهداء” فيها بعدما تعذر دفنهم في مقبرتي (الشهيد سيدو ) في (جنديرس) ومقبرة (الشهيد رفيق) في ماتينى التابعة لناحية (شرا/شران)، وتم دفن المئات من الذين قتلوا من المدنيين والمقاتلين فيها نتيجة الهجوم والقصف التركي.


ومنذ سيطرة القوات المسلحة التركية على منطقة عفرين بريف حلب قامت بجرف الكثير من القبور، والمزارات الدينية، والمراكز الثقافية والمواقع الأثرية العائدة للأكراد والإيزيديين والمسيحيين على حد سواء، ضمن مسعى طمس معالم المدينة الأصلية، ومسح ذاكرتها الاجتماعية والتاريخية، والدينية. فلم تسلم المقابر من أعمال التخريب، حيث تم تدمير شاهدة قبر والدة شاعر كردي في قرية ممالا التابعة لناحية راجو لمجرد تدوين عبارات باللغة الكُردية عليها، علاوة على تدمير شواهد مرقد العلامة الكردي نوري ديرسمي وزوجته في مقبرة حنان، وكذلك مرقد الشهيد كمال حنان في قرية تلف / جنديرس وتدمير مقبرة قرية قوربه Qurbê التابعة لناحية جنديرس، إضافة لجرف مقابر مدنيين في قرية كفرصفرة، وقصف مقبرة ومزار “عبد الرحمن بن عوف” في قرية كاني كاوركي، إضافة لتدمير مقبرة في منطقة شيه\شيخ الحديد، وتدمير قبر تاريخي يعود إلى العام 1636م، والمسمى بـ “المقبرة الفوقانية” في قرية “سنارة”، حيث تم جرف 650 قبر من أصل 1000 من مقابر أهالي القريةن وفقا لمركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا.

وفي ميدانكي التابعة أيضاّ لـ “شرا\شران”، تم تدمير شواهد القبور في مقبرة البلدة، وقامت الفصائل أيضاّ بقطع الأشجار الحرجية المحيطة بالمقبرة والتي تكتسب صفة القدسية لدى سكان البلدة.

وكان التقرير السنوي للجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية الذي صدر في أواخر ابريل الماضي، أشار إلى الانتهاكات المرتكبة بحق الإيزيديين في منطقة عفرين وأنهم تعرضوا للتهميش والاضطهاد في مناطقهم التي تحتلها تركيا.

أكدت عدة مؤسسات ومنظمات وجمعيات إيزيدية سورية عبر بيان لها، على أهمية متابعة هذه الانتهاكات من قبل المنظمات الحقوقية الدولية والضغط على تركيا للسماح لهذه المنظمات برصد الانتهاكات وتوثيقها ميدانياً، منوهاً إلى ضرورة انسحاب الجيش التركي والفصائل المتطرفة المتحالفة معه من عفرين، حيث أن المجتمع الكردي أصبح اليوم أمام تداعيات إنسانية خطيرة تهدد بقاءه نتيجة تعرض مناطقه إلى احتلال تركي سواء في عفرين أو سري كانيه/ رأس العين أو كري سبي/ تل أبيض.

ودعت مؤسسات مؤسسة ايزدينا، واتحاد إيزيديي سوريا YÊS، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية أمام مآسي المدنيين في المناطق السورية التي تحتلها تركيا، مؤكداً أن منطقة سري كانيه/ رأس العين أصبحت خالية اليوم من الإيزيديين بعد احتلالها، كما أن 90% من الإيزيديين في عفرين هجروها فضلًا عن تدمير وسرقة محتويات أكثر من 18 مزار ديني بدوافع دينية متطرفة تحدث أمام أنظار الجيش التركي.

كما أكد البيت الإيزيدي، في بيانٍ له أن "الإيزيديون يتعرضون لإبادة جديدة على يد الجيش التركي والفصائل السورية المتطرفة المتعاونة معه، وذلك بعد عدة مجازر تعرض لها الإيزيديون، من بينها المجازر التي ارتكبت في  شنكال على يد عناصر "داعش".

وأضاف البيت الإيزيدي، أن "المجازر الأخيرة للدولة التركية والتنظيمات المتشددة المرتبطة بها ضد الكرد الإيزيديين ما تزال ماثلة للعيان، كمجزرتي "سيبا شخ خدر وتل عزيز" في العراق عام 2007 من قبل تنظيم القاعدة، وجينوسايد 2014 في شنكال على يد "داعش"، واحتلال عفرين في عام 2018"، مضيفاً أن "تركيا بالتعاون مع الفصائل الجهادية والمتشددة أكملت مجازرها باحتلال مدينة سري كانيه/ رأس العين أمام مرأى ومسمع العالم الحر بذرائع واهية وبعيدة عن الحقيقة، حيث كانت تعيش كل مكونات هذا المنطقة بمحبة وسلام".


شارك