تهديد داعش لثنائي التخريب.. خطة قطر وتركيا للتنصل من التنظيم الإرهابي

السبت 30/مايو/2020 - 12:55 ص
طباعة تهديد داعش لثنائي أميرة الشريف
 
الخطة التي يستعد لها ثنائي الإرهاب قطر وتركيا باتت واضحة للغاية وذلك في الوقت التي تتزايد فيه الأدلة والوثائق بشأن علاقتهما بتنظيم داعش الإرهابي بشكل مباشر وتمويله لمواصلة جرائمة في ليبيا وسوريا والعراق، وفي خطة واضحة للغاية ظهر التنظيم الإرهابي بتسجيل صوتي متوعدا ومهددا الدولتين، في محاولة منه للتنصل منهما أو بشكل أوضح في اتفاق بينهم لإبعاد الشبهات في المرحلة القادمة وبالأخص عقب الهجمات التي عاد داعش لتبنيها مؤخرا في ليبيا وبعض الدول.
ووجه تنظيم "داعش"، في تسجيل له عبر تطبيق تلجرام تهديدا لقطر وتركيا، واصفا حكامهما بالطواغيت.
وشن هجوما ضد الدوحة على وجه الخصوص، متهما إياها بتقديم الدعم للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، عبر قاعدة "العديد" الأمريكية الموجودة على أراضيها.
وقال المتحدّث باسم التنظيم أبو حمزة القرشي: "لم ننس يوما أنّ قاعدة العديد التي بناها طواغيت قطر ليستضيفوا فيها الجيش الأمريكي، كانت ومازالت مركز قيادة الحملة الصليبية على المسلمين في خراسان والعراق والشام واليمن"، في إشارة منه إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة واشنطن.
كما اتّهم القرشي قطر بـ"تمويل" فصائل منخرطة ضدّ المتطرفين في سوريا والعراق.
كما هاجم المتحدّث باسم التنظيم في التسجيل الذي استمرّ 39 دقيقة، قطر، لتمويلها الحرس الثوري الإيراني وميلشيات الحشد بأكثر من مليار دولار.
ويري مراقبون أن التسجيل له أهداف محددة هو أن الإعلاميون الممولون من تنظيم "الحمدين"، نشروه، معتبرين إياه دليلا على براءة قطر من دعم الإرهاب.
ومن أبرز هؤلاء ياسر أبوهلالة، مدير قناة "الجزيرة " السابق، الذي غرد قائلا: "الناطق باسم داعش في التسجيل الذي صدر اليوم يهاجم تركيا وقطر ويتوعدها ولا يأتي خلال 40 دقيقة على ذكر السعودية؟".
وغرد شاهين السليطي العميد المتقاعد في المخابرات القطرية عبر حسابه في "تويتر"، معتبرا التسجيل يثبت براءة تركيا وقطر.
وغردت الكثير من الحسابات الإلكترونية التابعة لقطر، مروجين أن هذا هو الدليل الأعظم على براءة قطر، بل ويدين دول الرباعي العربي المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، وهو ما يدل بشكل واضح أن تلك المسرحية تم الإعداد لها في هذا التوقيت تحديدا.
وتشير تقارير إعلامية إلي أن بث هذا التسجيل قبل أيام من ذكرى مرور 3 أعوام على قيام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في 5 يونيو 2017 بمقاطعة قطر لدعمها الإرهاب، وهي الذكرى التي اعتادت الدوحة فيها تكثيف حملاتها الإعلامية، لتبرئتها من دعم الإرهاب، في مواجهة الغضب المتزايد على سياسات النظام القطري.
كذلك يأتي بث التسجيل في وقت تزايدت فيه الأدلة على دعم تحالف الشر التركي القطري للإرهاب بشكل عام ولتنظيم داعش بشكل خاص، وخصوصا على خلفية تدخلهم في ليبيا، لدعم ميلشيات فايز السراج، ونقل عناصر "داعش" من سوريا إلى ليبيا بشكل علني ومرصود.
وكان اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي قد أعلن، الإثنين، أن وحدات القوات المسلحة في محاور طرابلس، ألقت القبض على الداعشي السوري محمد الرويضاني.
وأوضح المسماري أن الرويضاني المكنى "أبوبكر"، هو أحد أخطر عناصر داعش في سوريا، وانتقل إلى ليبيا برعاية المخابرات التركية كأمير لما يعرف بـ"فيلق الشام".
وأشار إلى أن القيادي الداعشي ألقي القبض عليه وهو يقاتل مع مليشيات السراج التي يقودها ضباط أتراك، وشدد على أنه يعد دليلا آخر على العلاقة بين الرئيس التركي رجب أردوغان وتنظيم داعش الإرهابي.
فيما، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، عن استمرار النظام التركي في إغراق ليبيا بالمرتزقة عبر نقلهم من سوريا، مشيرا إلى أن عددهم بلغ 11200 حتى الآن.
وأشار المرصد إلى أن تركيا نقلت عناصر من تنظيم داعش الإرهابي من ريف حمص الشرقي إلى ليبيا للقتال هناك، حيث تحاول أنقرة الخلاص من عبء عناصر داعش في مناطق سيطرتها في سوريا عبر نقلهم إلى ليبيا.
أما عن دلائل دعم قطر لتنظيم داعش الإرهابي، التي يحاول التنظيم تبرئتها منه، فهي كثيرة منها: دعم قناة "الجزيرة" القطرية للتنظيم، فسبق أن استضافت أحد أبرز المدافعين عن تنظيم داعش الإرهابي ويدعى "حسين محمد حسين" في مناظرة ببرنامج الاتجاه المعاكس، وفي سابقة قام بإعلان مبايعة تنظيم داعش على الهواء من قلب قطر داخل ومن داخل قناة "الجزيرة".
في الإطار نفسه، ومنذ ظهور التنظيم وحتى اليوم ترفض قناة الجزيرة تسميته باسم تنظيم داعش بل يتردد في نشراتها وبرامجها باسم "تنظيم الدولة الإسلامية" وتمتنع حتى من وصفه بكلمة الإرهابي، في محاولة واضحة لدعم التنظيم.
الخسائر الكبيرة التي مني بها تنظيم "داعش" بالتزامن مع مقاطعة دول الرباعي العربي لقطر، أكبر دليل، على دعمه من قطر.
وبعدما سيطر "داعش" عام 2014 على ما يُقارب ثلث مساحة العراق ومساحات شاسعة من سوريا، تكبّد تنظيم داعش خسائر متتالية قبل هزيمته العام الماضي، جاء ذلك بالتزامن مع مقاطعة الدول الأربع لقطر لدعمها الإرهاب، وإجبارها على تقليص دعمها للإرهاب بضغوط دولية، لكنّ عناصر التنظيم يواصلون شنّ اعتداءات دمويّة، خصوصاً في سوريا والعراق.
ولفتت التقارير إلي أنه من الدلائل الواضحة على العلاقة بين قطر والتنظيم، قصة الإرهابي التونسي طارق الحرزي، حيث كشفت وزارة الخزانة الأمريكية في العام 2014 عن حصوله على مليوني دولار من مؤسسة خيرية قطرية لنقلها إلى تنظيم داعش.
وكانت سلطت  قناة مداد نيوز السعودية، الضوء علي مقطع فيديو يتضمن تقريرًا مصورًا بعنوان ، قطر وتركيا.. ثنائي الإرهاب والتخريب في ليبيا ويكشف فيه عن تفاصيل ، تاريخ دعم قطر وتركيا للجماعات الإرهاب في ليبيا، منذ بداية الأزمة في ليبيا بعد ٢٠١١.
وجاء في التقرير أن قطر وتركيا لا تزال تشتركان في دعم الإرهاب في ليبيا فمنذ بداية الأزمة تدخلت قطر عبر دعم تنظيم الإخوان وغيره من التنظيمات الإرهابية، فأرسلت قطر قائد قواتها الخاصة لقيادة المسلحين في ليبيا عام 2011.
وتطرق إلي أن شركات الطيران المملوكة للإرهابى الليبي "عبد الحكيم بلحاج" استخدمت  فى نقل المتطرفين من إدلب السورية إلى تركيا ثم إلى طرابلس ومصراتة "، كما دعمت قطر القيادي الإخواني "علي الصلابي" المقيم في تركيا عبر شركة "الثقة للتأمين" المملوكة له لتمرير الأموال من وإلى داخل ليبيا.
العلاقة بين تنظيم "داعش" وقطر، سبق أن كشف عنها التنظيم الإرهابي ، عندما أصدر عقب مقاطعة دول الرباعي لقطر، بيانا مفضوحا بعنوان "بيان نصرة إخواننا المسلمين في قطر"، أكد فيه تضامنه مع دولة قطر ضد ما وصفه بـ"المحنة من دول الكفر"! ذلك البيان الداعشي الذي صدر عما يعرف بـ"ولاية خراسان" كشف للعالم عن الدعم العلني لقطر.

شارك