تسليم قبرص لـ"دياب".. استراتيجية واشنطن لمواجهة حزب الله تأتي بثمارها

السبت 30/مايو/2020 - 08:25 ص
طباعة تسليم قبرص لـدياب.. علي رجب
 



في تطور جديد يكشف تضيق الخناق الأمريكي على حزب الله اللبناني، أبرز اذرع ايران الخارجية، صادقت المحكمة العليا في قبرص على أمر بتسليم  غسان دياب عضو في حزب الله اللبناني إلى الولايات المتحدة، حيث سيمثُل أمام المحكمة في قضيّة غسل أموال، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء القبرصيّة الرسميّة.

ورفضت المحكمة العليا، الجمعة 29 مايو2020، طلب استئناف قرارٍ قضائيّ سابق صدَرَ في سبتمبر 2019 يقضي بتسليم المشتبه غسان دياب،وفقا لصحيفة "قبرص ميل".

وغسان دياب ، عضو في حزب الله لديه حق الوصول إلى العديد من الحسابات المصرفية الدولية، كان مقره في نيجيريا ، وفي ذلك الوقت كان يعتقد أنه إما هناك أو لبنان.

وصل المشتبه به إلى قبرص قادماً من لبنان في 8 مارس 2019 وألقي القبض عليه في مطار لارنكا بموجب مذكرة صادرة عن الولايات المتحدة.

والمشتبه به مطلوب من سلطات ولاية فلوريدا في جنوب شرق الولايات المتحدة، بسبب شبهات بعمليّات غسل أموال تعود إلى أكتوبر 2016.

قرر مجلس القضاء المكون من خمسة قضاة بالإجماع يوم الجمعة أن يأمر بتسليم المشتبه فيه إلى الولايات المتحدة.

وتُفيد وثائق طلب التسليم بأنّ الرجل يواجه تهماً عدّة تتعلّق بغسل أموال والتآمر بهدف غسل أموال قيمتها أكثر من 100 ألف دولار (نحو 90 ألف يورو).

وقالت المحكمة إنّ المشتبه به - بصفته عضواً في حزب الله الشيعي اللبناني الذي تعتبره الولايات المتحدة منظّمة إرهابيّة - تآمرَ مع أفراد في العام 2014 لغسل أموال مصدرها تهريب مخدّرات.

وأمرت المحكمة العليا بأن يبقى المشتبه به رهن الاحتجاز إلى أن تقوم وزارة العدل القبرصية بتسليمه.

واوضحت صحيفة "قبرص ميل" ان "دياب" يرتبط  بخلية حزب الله اللبناني التي كان يتولى قيادتها محمد عمار الملقب بأليكس  والتي تنشط في مجال غسل الاموال أبرزها شراء السيارات والساعات الفاخرة من أوروبا وإعادة بيعها في لبنان ودول أخرى، واعتقلت غالبيتها السلطات الفرنسية في 2018.

وتتابع واشنطن المسؤولين الكبار في حزب الله المدرج ضمن قائمتها للمنظمات الإرهابية لمحاكمتهم على جرائم عابرة للبلدان.

تاتي خطوة قبرص في اطارة تجفيف الولايات المتحدة لمصادر تمويل حزب الله الارهابين والذي تصنفه جماعة ارهابية.

وعدت الولايات المتحدة  في ابريل 2019 بتقديم مكافآت جديدة يمكن إن تصل إلى عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات يمكن أن "تعرقل" عمل الشبكات المالية لحزب الله اللبناني في العالم.

وبحسب بيان للخارجية الأمريكية، فإن الخطوة الجديدة ستوفر "حافزا قويًا للناس للتقدم بمعلومات من شأنها أن تساعدنا على إسقاط شبكة حزب الله المالية".

وأشارت الخارجية إلى أن الميليشيا اللبنانية كانت قد حققت دخلا سنويا يقدر بحوالي مليار دولار من خلال "الدعم المالي المباشر من إيران والشركات والاستثمارات الدولية وشبكات المانحين وأنشطة غسل الأموال"

ومن ضمن الجهود الأمريكية الحثيثة في تجفيف منابع حزب الله وإيران على السواء، أكد تقير للصحافي الاستقصائي الفرنسي جورج مالبرونو نشر في صحيفة لوفيجارو،  أن مراقبة التحويلات المصرفية من قبل أميركا باتت تطال كل شاردة وواردة، حتى إنها باتت تطال بشكل صارم تجار الماس اللبنانيين في أنتويرب Anvers، وخصوصا من المغتربين الشيعة الأفارقة، وكذلك مواقع لجمع التبرعات ومحطات الخدمة، التي تقع في معقله جنوب لبنان.

كما يتم البحث في جميع أنحاء العالم، عن ممولي الحزب الموالي لإيران، بحسب ما كشف التقرير.


وفي 10 أبريل الماضي، أعلنت الولايات المتحدة تقديم مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار في مقابل "أيّ معلومات عن نشاطات وشبكات وشركاء" القيادي في حزب الله اللبناني محمّد كوثراني المتّهم بتأدية دور رئيسي في التنسيق بين مجموعات مؤيّدة لإيران في العراق.

وقالت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة في بيان إنّ "محمد كوثراني مسؤول كبير في قوّات حزب الله في العراق، وتولّى جزءا من التنسيق السياسي للجماعات شبه العسكريّة الموالية لإيران" وهو تنسيق كان "تولّاه في السابق قاسم سليماني".


وتعتبر واشنطن أنّ كوثراني المدرج على اللائحة السوداء الأمريكيّة للإرهاب منذ عام 2013 "يُسهّل أنشطة جماعات تقوم بالعمل خارج سيطرة الحكومة العراقيّة من أجل قمع المتظاهرين بعنف" أو "مهاجمة بعثات دبلوماسيّة أجنبيّة".

كذلك تسلمت واسنطن رجل الاعمال اللبناني وأحد العاملين ضمن شبكة تمويل حزب الله، قاسم تاج الدين، المطلوب من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2010 ، على رأس العديد من الاستثمارات في أفريقيا ، والذي تم اعتقاله من قبل السلطات المغربية في مارس عام 2017 في مطار الدار البيضاء، ثم تم تسليمه لواشنطن، وتم محاكمته بالسجن  خمس سنوات وبدفع غرامة مالية قدرها 50 مليون دولار، لإدانته بالالتفاف على عقوبات أمريكية فرضت عليه باعتباره "مساهما ماليا كبيرا" لحزب الله.

وقد أدرج اسم تاج الدين على اللائحة السوداء في الولايات المتحدة منذ العام 2009 مع شقيقيه حسين وعلي. كما أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على لائحة العقوبات واتهمته بتبييض الأموال واستخدامها في دعم نشاطات إرهابية وإدارة العديد من الشركات التي تغطي أعمال حزب الله في أفريقيا.

يرى مراقبون ان تسليم قبرص لـ"دياب" يشكل خطوة اخرى في جهود الولايات المتحدة لتجفيف منابع ومصادر تمويل حزب الله اللبناني، بما يشكل تحجيم دور الحزب في لبنان والمنطقة العربية.

وأضاف المراقيون أن حزب الله بات في حالة تقشف نتيجة للجهود الامريكية في مطاردة الحزب، وكذلك مع استمرار فرض العقوبات الامريكية على إيران أبرز ممولي الحزب ماليا،وهو ما ينعكس على تراجع قدرة الحزب العسكرية والسياسية في لبنان والمنطقة.





شارك