استقالات جديدة.. سفينة أردوغان تترنح فوق بحر السياسة التركية العاصف

الأحد 31/مايو/2020 - 09:37 ص
طباعة استقالات جديدة.. علي رجب
 
"تهدم ما صنعت يداك"، هذا يسير رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، بحزب العدالة التنمية الحاكم، منذ 2002،  فقد هجره الرفاق المؤسسين وبات الجميع يقفز من السفينة الغراقة بعدما أصبح شعارها التوريث والشليلية، وخطايا السياسات الداخلية باعتقال جماعة الداعية والحليف السابق والعدو الحالي عبد الله جولن، وانتهاج سياسة تنظيمية ضيقة بتبني فكر الإخوان ومعاداة الدول العربية المؤثرة كمصر والسعودية.
بعد خروج العقل الاستراتجي وأحد مهندسي حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو،  والعقل الاقتصادي لتركيا وحزب العدالة ووزير الاقتصا السابق علي باباجان، وتأسيس أحزاب سياسية، كشف عن عمق الخلافات دخل حزب اردوغان والذي تحول لحزب عائلي والمقربين والموالين له.
وفقد كشف وزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق يشار أوكويان أن 63 نائبا من حزب أردوغان يستعدون للانتقال إلى حزب "الديمقراطية والتقدّم" الذي يرأسه حليف الرئيس التركي السابق، وغريمه الحالي علي باباجان.
وقال أوكويان، إنه وفقا لمعلومات نُقلت إليه من "مصدر مهم جدا"، فإن هؤلاء النواب يستعدون للإستقالة من حزب أردوغان والإنضمام إلى حزب "ديفا" (الديمقراطية والتقدّم) تحضيرا للانتخابات المقبلة.
وياتي الكشف عن استقالة 63نائبا من حزب أردوغان لتشكل ضربة جديدة لسيد أنقرة الذي بدأ منذ فترة يرى حلفاء الأمس ورفقاء الدرب وهم ينفضّون من حوله ، نظرا لديكتاتوريته وسياسة الرجل الأوحد التي يتبعها في ادارة شؤون تركيا.
وقد رصدت تقارير اعلامية ان عدد المنشقين من أعضاء حزب العدالة والتنمية تخطى مليون عضو تقريبًا، حيث تراجع أعضاء الحزب إلى 9 ملايين و931 ألفًا و103 أعضاء، بعدما كان يبلغ 10 ملايين و719 ألفًا و234 عضوًا، الذي تم إعلانه في المؤتمر العام السادس للحزب في أغسطس 2018، وذلك بحسب ما أظهرت آخر بيانات أعضاء الحزب في يوليو 2019.

المشهد التركي بتجلياته الراهنة يشير بوضوح إلى أن أعمدة العدالة والتنمية بدأت تتداعى شيئا فشيئا مع اتساع الشروخ والانشقاقات وتنامي الشعور بأن أردوغان بات عبئا على الحزب وعلى تركيا عموما.
وتعد الانشقاقات في العدالة والتنمية فرصة للمعارضة لإعادة ترتيب صفوفها وتقوية حضورها في مواجهة التسلط الذي يبديه أردوغان في مواجهة الحزب المهيمن على السلطة منذ 2002 والذي يبدو اليوم في أسوا حالاته، بحسب شهادة علي باباجان وداود أوغلو.
ويذهب مختصّون بالشأن التركي ، أن أردوغان  يواجه الآن نكسة سياسة كبرى في بانشقاقات والقفز من سفينة حزب العدالة والتنمية الغارقة، نحو سفينة حزبية جديدة. وأصبح اضمحلال قوة حزب العدالة والتنمية أكثر وضوحا بعد أن فقد الأغلبية في أهم دوائره الانتخابية (أنقرة وإسطنبول) في الانتخابات التشريعية الأخير، كما فشل حزب العدالة والتنمية في تحقيق أغلبية برلمانية، حيث حصل على 295 مقعدا فقط في البرلمان الذي يجمع 600. واليوم، لم يعد الحزب قادرا سوى على تمرير الميزانيات أو التشريعات بفضل تحالفه مع حزب الحركة القومية اليميني المتطرف الذي يمنحه الأغلبية الحاكمة.
يبدو أن سفينة أردوغان أوشكت على الغرق، وبات حزب العدالة والتنمية من الاحزاب التي أنطفأ وهجها في الشارع التركي، في ظل زخم الذي يحيك باحزاب سياسية جديدة داخل تركيا ومع حفاظ المعارضة على مكانتها في الشارع وتحقيق مكاسب كبرى في معاقل حزب اردوغان، فهل تكون انتخابات 2023 نهاية لعقدين من حكم العدالة والتنمية؟

شارك