أردوغان يستغل السوريين كوقود للحرب ويرسل عشرات المرتزقة للقتال في ليبيا

الجمعة 10/يوليو/2020 - 01:20 ص
طباعة أردوغان يستغل السوريين فاطمة عبدالغني
 
في الوقت الذي وجهت فيه عدد من الدول، خلال مؤتمر وزاري عبر الفيديو لمجلس الأمن، الأربعاء 8 يوليو، تحذيرات من "المرتزقة والحشد حول سرت"، منددين بـ"التدخل الخارجي" في الدولة المغاربية.
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس 9 يوليو، بإرسال تركيا 120 من مقاتلي الفصائل السورية الموالية لها إلى ليبيا للمشاركة بالعمليات العسكرية إلى جانب حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر
وبحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، ارتفع إلى نحو 15800 مرتزق من الجنسية السورية، عاد منهم نحو 5600 إلى سورية.
في المقابل بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا، نحو 470 مقاتل بينهم 33 طفل دون سن الـ 18، كما أن من ضمن القتلى قادة مجموعات ضمن تلك الفصائل.
هذا وكان الصحافي التركي علي كمال أردم، نشر تغريدة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أشار فيها إلى استمرار السلطات التركية في نقل الجنود من مدينة غازي عنتاب بتركيا إلى ليبيا.
وكتب علي كمال أردم: "تواصل السلطات التركية شحن الجنود من مدينة غازي عنتاب إلى ليبيا، عن طريق الطائرات". وأضاف: "من المحتمل أن يتم نقل قسم القوات التركية من إدلب أو عفرين إلى ليبيا، أو شحن عناصر من الجيش السوري الحر".
وكان قد ذكر موقع "نوفا" الإيطالي أن تركيا أرسلت دعمًا عسكريًا جديدًا لقاعدة الوطية الجوية، التي تسيطر عليها فصائل حكومة الوفاق.
وبعد أيام قليلة من القصف الذي دمر أنظمة الدفاع الجوي داخل القاعدة، نشر نشطاء ليبيون صورًا لقافلة عسكرية تتكون من عدة شاحنات محملة بالأسلحة والمعدات في طريقها إلى قاعدة الوطنية الجوية.
إلى ذلك أكدت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدى باندور الخميس، أن هناك انتهاكا لحظر السلاح لليبيا، من خلال دخول الأسلحة والمرتزقة، مشددة على أنه لا حلول عسكرية للأزمة الليبية.
وقالت باندور، في تصريحات صحفية: “إن بلادها تدعم جهود الاتحاد الأفريقي لإنهاء النزاع في ليبيا من خلال التواصل مع جميع الأطراف الفاعلة، ودعت أطراف النزاع في ليبيا إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار”.
وشهدت جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت لمناقشة التطورات في ليبيا رفضا من الدول المشاركة للتدخلات الأجنبية والأعمال العسكرية ونقل المرتزقة والأسلحة، فيما أجمعت الدول المشاركة في الجلسة على ضرورة بدء الحوار السياسي لإنهاء الأزمة الحالية.
ومن جانبه أكد وزير الخارجيّة الفرنسي، جان إيف لودريان، أن بلاده غير منحازة في النزاع الليبي، مشدّدًا على أنّ باريس تُجري محادثات مع “جميع الأطراف”.
وقال لودريان أمام لجنة الشئون الخارجيّة في مجلس الشيوخ، الأربعاء : إن "الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، حارب تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية حين كان التنظيم المسلح يسيطر على بعض المناطق في ليبيا"، بحسب ما ذكرت قناة "يورو نيوز".

وأَضاف "نحن ندعم الجيش الوطني الليبي الذي اشتهر على الصعيد الدولي بقتاله ضدّ تنظيم داعش، نحن لا نقدم له دعمًا عسكريًا فعالًا بل المشورة والدعم السياسي".
وأشار لودريان "أتحدث بانتظام مع جميع الأطراف، نتحدّث مع بعضنا البعض، نحاول جعل الأمور تتقدّم ولكن في بعض الأحيان، هناك ألاعيب وخداع يمارسها البعض".
وأكّد الوزير الفرنسي أنّ "باريس وروما وبرلين على الموجة نفسها بشأن الوضع الليبي، متجاهلًا التوترات التي سادت في الماضي بشأن هذه المسألة بين فرنسا وإيطاليا".
وأردف: "نحن الثلاثة نتكلّم اللغة نفسها مع بعضنا البعض لنقول لهم إنّ من الملحّ التوصّل إلى اتفاق لتحقيق الاستقرار في جبهة سرت-الجفرة والتحقّق من الهدنة وبدء العمل على عناصر وقف إطلاق النار".
وأوضح لودريان أن "الأعمال القتالية هدأت تقريبًا في منطقة سرت والجفرة"، داعيًا إلى اغتنام الوضع الراهن لتحويل هذا الهدوء "إلى هدنة ثم إلى وقف لإطلاق النار".
يشار إلى أن عملية نقل المرتزقة إلى ليبيا.. وارتفاع حصيلة قتلى المجندين جاءت بعد يوم واحد من تصريحات المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، الأربعاء، إن الجيش "يتوقع هجوما تركيا في أي وقت"، مشددا على أن القوات الليبية ستقوم "بكل ما يلزم لردع أي اعتداء".
ويرى المراقبون أنه رغم كل الدعوات الدولية لوقف عبث الميليشيات بأمن ليبيا ترسل تركيا دفعة جديدة من مرتزقتها للقتال إلى جانب ميليشيات طرابلس، في مسعى لتأجيج الصراع الدائر في ليبيا، ونسف كل محاولات حلحلة الأزمة.
يأتي هذا في الوقت الذي  كشفت فيه تقارير صحفية  أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يستغل السوريين كوقود للحرب في ليبيا بهدف الاستيلاء على بترول وغاز ليبيا ومقدراتها الاقتصادية.
فهناك دورا متعاظما يلعبه المقاتلون السوريون في الحرب الليبية، والذي بدأ مع التدخل العسكري التركي في ليبيا دعما لحكومة السراج.
فعندما لاحت لتركيا فرصة إقامة موطئ قدم لها في ليبيا أواخر العام الماضي، استغلت هذه الظروف ونشطت عبر الفصائل العسكرية السورية الموالية لها وشخصيات من المعارضة السورية لتجنيد آلاف المقاتلين السوريين للقتال في ليبيا عبر تقديم اغراءات مالية كبيرة لهم.
كما انضم إلى هؤلاء شبان سوريون يعيشون في تركيا بسبب الأوضاع المزرية التي يعيشونها هناك.

شارك