تاجوراء.. ساحة معارك ميليشياوية بين الضمان والأسود فى ليبيا

السبت 26/سبتمبر/2020 - 12:02 م
طباعة تاجوراء.. ساحة معارك أميرة الشريف
 
ما زالت الصراعات بين أطراف النزاع الليبي قائمة، وبالأخص في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الوفاق، بسبب الصراع علي المال والنفوذ، وانقلبت الميليشيات التابعة للوفاق علي بعضها حيث شهدت منطقة تاجوراء، شرقي العاصمة طرابلس، اشتباكات عنيفة بين فصيلين من ميليشيات طرابلس التابعين للوفاق.
واندلعت معركة مسلحة، منذ فجر الجمعة، في منطقة تاجوراء بين "ميليشيات الضمان" و"ميليشيات أسود تاجوراء"، وكلتاهما تتبعان لحكومة الوفاق، والتي كشفت عن حجم التوترات بين هذه الميليشيات وعودة الانشقاقات بين قوات الوفاق، فيما أصدر وزير الدفاع بحكومة الوفاق قرارا بحل الكتيبتين بعد اندلاع الاشتباكات بينهما.
واستخدمت الميليشيات في المعركة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والدبابات، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وإغلاق طرق رئيسية في العاصمة الليبية.
وقالت مصادر محلية وفق تقارير إعلامية، إن اشتباكات مسلحة وتبادلا لإطلاق النار بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وحتى بالدبابات، هزّت منطقة آهلة بالسكان بمنطقة بئر الأسطى بمدينة تاجوراء ، مما تسبّب في إغلاق الشوارع الرئيسية، وذلك على خلفية مقتل أحد عناصر "ميليشيات الضمان" بعد الرماية عليه من قبل مجموعة تابعة لميليشيات "أسود تاجوراء".
وقالت الأمم المتحدة إن الاشتباكات التي شهدها حي سكني في طرابلس عرضت حياة المدنيين للخطر في العاصمة الليبية، داعية الميليشيات المتقاتلة إلى وقف القتال فورا.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تغريدتين على "تويتر"، إنها "تتابع بقلق بالغ الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين مجموعتين مسلحتين في الحي السكني تاجوراء في طرابلس، مما ألحق الضرر بالممتلكات الخاصة، وعرضت حياة المدنيين للخطر".
ودعت البعثة إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية"، وقالت إنها "تذكر جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني".
وتابعت: "هذه الاشتباكات المسلحة تؤكد مرة أخرى على الحاجة الملحة لضرورة إصلاح قطاع الأمن في ليبيا".
وبحسب مراقبون فإن الاشتباكات، تأتي على خلفية التصدع الحاصل في أروقة الحكومة برئاسة فايز السراج خاصة، وهو ما انعكس على الأرض، وتسبب في خلافات حادة بين قادة الميلشيات، كما أن لهيب الغضب في المناطق الخاضعة لسيطرة الوفاق لم ينطفئ، فمناطق متفرقة من العاصمة طرابلس وبعض المدن الأخرى شهدت احتجاجات، اعتراضا على تردي الخدمات والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي يصل أحيانا إلى أكثر من 10 ساعات.
وقد أدى هذه إلى تصاعد سقف المطالب عبر دعوة المحتجين إلى رحيل حكومة السراج وخروج المليشيات والمرتزقة من العاصمة.
والتوترات التي تشهدها طرابلس ليست الأولى من نوعها، فمن حين لأخر تندلع الاشتباكات بين الميلشيات لمحاولة كل منها فرض أجندتها.
وتشير كل المعطيات إلي أن حكومة الوفاق لا تسيطر فعليا على الأرض وأن لغة السلاح هي العليا، وهو ما يلقي بظلال سلبية على قوت الليبيين الذين ضاقوا ذرعا من ممارسات الميليشيات.
جدير بالذكر أن مدينة تاجوراء تحتضن عدة ميليشيات موالية لحكومة الوفاق، أكبرها ميليشيات "الضمان" التي تعد أقوى ميليشيات طرابلس وأعنفها، إذ تضم أغلب مسلحي تاجوراء، إلى جانب ميليشيات "باب تاجوراء" و"أسود تاجوراء".

شارك