قيس سعيد يطالب بالتحقيق في الأموال المشبوهة لـ«الإخوان»/مجلس الأمن يقطع طريق العبث الإخواني بخريطة الحل في ليبيا/تفجيران يستهدفان بئرين نفطيتين في العراق

الأحد 18/أبريل/2021 - 03:24 ص
طباعة قيس سعيد يطالب بالتحقيق إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 18 أبريل 2021.

قيس سعيد يطالب بالتحقيق في الأموال المشبوهة لـ«الإخوان»

تشهد تونس منذ مطلع العام الجاري أزمة تتعلق بفساد صهر زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، بعد تسريبات كشفت عن أموال مشبوهة ضمن ثروة الغنوشي الطائلة، والتي تقدر بمليار دولار، ومطالبات بإبعاد صهره رفيق عبدالسلام عن المسؤوليات الحزبية. وتعود الأزمة إلى الواجهة مع رسالة جديدة من الرئيس التونسي قيس سعيد طالب فيها بالتحقيق في الأموال المشبوهة للإخوان.
وفي مقطع فيديو نشرته الرئاسة التونسية، عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»، أكد سعيد أن أموالاً غير شرعية تدخل إلى تونس، مشيراً إلى أن «ثقافة النزاهة ونظافة اليد لا يتقاسمها العديد من التونسيين»، في تلميح لـ«الإخوان»، الذين يتداول الإعلام المحلي والعالمي ملفات أموالهم الفاسدة وحجمها الضخم.
وأضاف، خلال لقاء جمعه بمحافظ البنك المركزي التونسي، مروان العباسي: «إنه على علم بتحركات البعض في الخارج باسم الدولة التونسية، من دون أن يكون لهم التفويض من الرئاسة لفعل ذلك»، مشيراً إلى أن التونسيين يعلمون من المسؤول عن وضع تونس المالي المتدهور، والقادر على تجاوز أزمته، والقضاء على المنتفعين من أزماته.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي التونسي جواد عبدالهادي: إن الرقابة على أموال جماعة «الإخوان» ضرورية، في إطار من القانون الذي يجب أن يسود على الجميع، مشيراً إلى أن وصول ريع الأرباح إلى مليار دولار لشخص واحد أمر يدعو لسرعة التحقيق معه، ومع جماعة «الإخوان» بشكل كامل، حتى تتحقق العدالة، ولكي لا تظهر جماعات أخرى تطالب بمنع محاسبتها مالياً، ويسود قانون الغابة.
ودعا عبدالهادي إلى مصادرة أموال جماعة «الإخوان» في تونس، مطالباً بالتحقيق فيما إذا كانت تستخدم في تمويل الإرهاب من عدمه، وهو الأمر نفسه الذي كشف خريطة أموال الإخوان في مصر والتي تبينت جهات التحقيق مساهمتها في أعمال إرهابية جرت داخل مصر وخارجها، وهو ما أدى إلى القبض على المساهمين في هذه الأموال أو وضعهم على قوائم الإرهاب بعد هروبهم للخارج.
من جانبه، أكد فتحي الورفلي المرشح الرئاسي السابق في تونس، أن حديث قيس سعيد حول الأموال المشبوهة لجماعة «الإخوان» علامة فارقة، في الوقت الذي اتهم بشكل مباشر ترشيحات رئيس الوزراء للحكومة الجديدة بتورط بعضهم في تهم فساد، يمثل نقلة محورية في وضع حركة «النهضة» داخل البلاد. 
وأشار إلى أن الرئيس التونسي نجح في تقويض تحركات راشد الغنوشي، وفرض عليه انتظار التحركات التي يجريها لمواجهتهم سواء في الداخل أو الخارج.
وأكد الورفلي أن زيارة قيس سعيد لمصر مؤخراً ولقاء السيسي تمثل زيارة مهمة في هذا الملف تحديداً، خصوصاً مع نجاح مصر الكبير في مصادرة أموال جماعة «الإخوان» المشبوهة كافة، ونقلها لصندوق إدارة أصول الدولة.
وأضاف الورفلي: «إن تونس أكبر من النهضة والإخوان وقوانينها يجب أن تسري على الجميع».

ترحـيب محلـي ودولـي بقـرار مجلـس الأمـن حـول ليبيـا

رحبت الحكومة الليبية باعتراف مجلس الأمن بالسلطات الانتقالية في البلاد، فيما أعرب المجلس الرئاسي عن ترحيبه بالقرار، وشدد على ضرورة احترام ودعم التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، ودعم عمل اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» وأي آلية يتولى الليبيون زمامها لرصد وقف إطلاق النار.

وحث الرئاسي، في بيان، السلطات التشريعية في البلاد على تهيئة كافة السبل لدعم عمل حكومة الوحدة الوطنية لإجراء الانتخابات العامة في موعدها «ديسمبر/كانون الأول المقبل»، اعتماد ميزانية موحدة، والعمل على الوصول إلى اتفاق على المناصب السيادية، على النحو المبين في خارطة الطريق المنبثقة عن الملتقى السياسي.

محاسبة على الانتهاكات

من جانبها، أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، عن ترحيبها الكبير بقرار مجلس الأمن الذي أكد أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها، وتمديد عمل لجنة العقوبات وتوسعة عملها لتشمل معرقلي الانتخابات والانتقال السياسي، إضافة إلى دعم لجنة «5+5»، وضرورة محاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني، وانتهاكات وتجاوزات القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وطالبت اللجنة، في بيان، مجلس النواب الليبي بضرورة الإسراع في دعم المفوضية العليا لإجراء الانتخابات، ودعم حكومة الوحدة الوطنية في أداء مهامها لتحضير والتجهيز لإجراء الاقتراع.

دفعة للحكومة

إلى ذلك، بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، توحيد المؤسسات ورحيل القوات الأجنبية.

وبينت السفارة الفرنسية في تغريدة لها بموقع «تويتر»، أن ماكرون والدبيبة بحثا هاتفياً أمس الأول الجمعة، استمرار الانتقال للانتخابات في ليبيا وتوحيد المؤسسات، ورحيل القوات الأجنبية، وخدمات للمواطنين.

وثمنت السفارة قرار مجلس الأمن، مشيرة إلى أن الإجماع الذي لاقاه القرار سيعطي دفعة للحكومة الليبية الحالية، نحو إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وقالت السفارة الفرنسية، في تغريدة عبر حسابها بـ«تويتر»: «إن القرار سيؤدي إلى تسريع عملية انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا».

اليونان: مستعدون لتعزيز التعاون

أكد وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، أمس السبت، دعم بلاده لليبيا واستعدادها لتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

جاء ذلك خلال لقاء جمع ديندياس ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، في مقر السفارة الليبية في العاصمة أثينا.

وقال المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي في بيان: «إن الوزير اليوناني، أكد أن بلاده ستقوم بتنظيم وليمة إفطار لوزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي»، دون أن يحدد موعداً لذلك.

دعم سياسي

وثمّن المنفي دعم اليونان للعملية السياسية في ليبيا، مؤكداً أهمية التعاون المشترك بين البلدين في شتى المجالات، ومشيداً بنجاح المباحثات التي أجراها خلال الأيام السابقة مع المسؤولين بالجمهورية اليونانية.

على صعيد آخر، قال عضو اللجنة المكلفة من البرلمان الليبي باستلام ملفات المتقدمين لشغل المناصب السيادية، عبد المنعم العرفي: «إن اللجنة ستبدأ، مساء الاثنين، فرز ملفات المتقدمين لشغل المناصب السيادية».

وأشار العرفي في بيان للجنة، إلى أنه يتوقع أن تجرى عملية الاقتراع خلال جلسة للبرلمان، يوم الخميس القادم، مضيفاً أن أسماء شاغلي المناصب السيادية ستكون جاهزة قبل اعتماد الميزانية.

برلمان بونتلاند بالصومال يرفض تمديد ولاية «فرماجو»

عقد مجلس نواب ولاية بونتلاند، السبت، جلسة محددة مسبقاً، في مدينة غروري، عاصمة الولاية؛ لمناقشة قرار مجلس نواب الشعب الاتحادي بالتمديد للمؤسسات الدستورية لمدة عامين.

وخلال الجلسة، ألقى رئيس ولاية بونتلاند، سعيد عبد الله دني كلمة أمام برلمان الولاية حول آخر التطورات في البلاد، وأزمة الانتخابات، وحمّل فرماجو مسؤولية الفشل السياسي.

وعقب خطاب دني، أعلن رئيس البرلمان عبد الرشيد يوسف جبريل أن البرلمان صوّت بالموافقة على مشروع قانون ضد تمديد ولاية المؤسسات الاتحادية.

وحضر الجلسة 52 نائباً؛ صوّت بالموافقة على مشروع رفض التمديد 49 نائباً، ورفضه نائب واحد، فيما امتنع نائبان عن التصويت.

من جهة أخرى، قُتل مدنيان خلال اشتباكات بين الشرطة الموالية لمفوض شرطة العاصمة مقديشو السابق الجنرال صادق عمر حسن، وقوات الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو.

وقال شهود عيان إن الاشتباكات اندلعت أمس الأول الجمعة بعد انتشار كثيف للشرطة في حي شيركول بمقديشو.

وذكر ضابط من الشرطة يدعى عبدي حسن أن امرأة كبيرة في السن قتلت إضافة إلى سائق «توك توك» خلال الاشتباكات، معرباً عن أسفه لمقتل المدنيين على يد قوات الأمن الحكومية.

وأقيل مفوض الشرطة السابق الجنرال صادق عمر، الأسبوع الماضي، لمعارضته تمديد فترة ولاية فرماجو لمدة عامين، والتي وافق عليها مجلس الشعب الصومالي مؤخراً، في وقت تصاعدت فيه التوترات الأمنية في مقديشو عقب التمديد.

وفي نشرة إعلامية صدرت السبت قالت مجموعة الأزمات الدولية وهي مركز أبحاث يتخذ من بروكسل مقراً له: «دخلت الأزمة السياسية المستمرة منذ فترة طويلة في الصومال مرحلة جديدة خطرة».

وأضافت: «يتردد أن المعارضة تبحث تشكيل حكومة موازية، واتسعت الشروخ في جهاز أمني مقسم منذ وقت طويل على أسس عشائرية وتعهد معارضو الرئيس بمقاومة تمديد ولايته».

وعاد الهدوء بعد دوي إطلاق النار لكن بعض سكان شيركول نظموا تظاهرات في الشوارع تأييداً لحسن ورددوا هتافات ضد الرئيس.

إلى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون، مساء أمس الأول الجمعة، رئيس مديرية «حمر ججب» محمد عبدي أحمد في مقديشو.

وبحسب وسائل إعلام صومالية، فإن المسؤول المحلي تعرض لإطلاق وابل من الرصاص خلال استقلاله سيارته في قضاء غرسبالي جنوبي مقديشو. 

مجلس الأمن يقطع طريق العبث الإخواني بخريطة الحل في ليبيا

قطع مجلس الأمن الطريق أمام كل محاولات العبث بخريطة الحل السياسي في ليبيا، وأكد أنه لا مجال لتأجيل الانتخابات عن موعدها المقرر بعد 250 يوماً، مشدداً على إجلاء كل القوات الأجنبية والمرتزقة من أنحاء البلاد، في موقف يعد الأكثر وضوحاً من الناحية القانونية وحسماً من الناحية السياسية.

ورحب المجلس الرئاسي بقرار مجلس الأمن الصادر بالإجماع والداعم للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية بصفتهما السلطات المكلفة بقيادة البلاد حتى إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل، ودعا إلى ضرورة احترام ودعم التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بما في ذلك سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.

وقال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة الطاهر السني أن قرار مجلس الأمن دعا كل المؤسسات المعنية وبالأخص مجلس النواب لأخذ الإجراءات المبينة في خريطة الطريق لإعداد القاعدة الدستورية وسن التشريعات في تاريخ أقصاه الأول من يوليو لتتمكن المفوضية العليا من عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 ديسمبر، ودعوة لجنة الحوار السياسي لدعم العملية حسب الضرورة، معتبراً أن إعطاء تفويض للبعثة الأممية لدعم العملية الانتخابية والتأكيد على أن انتخابات حرة وذات مصداقية سيتيحان للشعب الليبي انتخاب ممثليهم وسلطتهم الموحدة لتعزيز استقلال وسيادة الدولة، وأن المعرقلين للعملية السياسية أفراداً أم كيانات أم من ينتهك وقف إطلاق النار سيكون تحت طائلة العقوبات إلى جانب الدعوة للتطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار مع ضرورة خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد دون تأخير، ودعوة كل الدول لدعم هذا الاتفاق والمساهمة في إنجاحها واحترام حظر السلاح وعدم الانخراط في الصراع أو المساهمة في تفاقمها، والتأكيد على محاسبة من يهدد الأمن والسلم في ليبيا.

المنظمات الإقليمية في هذا الصدد وتأكيد أهمية تنفيذ تدابير بناء الثقة لتهيئة بيئة مواتية لإجراء انتخابات وطنية ناجحة.

تجهيز الانتخابات

ويرى المراقبون أن قرار مجلس الأمن، أطاح بجميع المناورات التي كانت تستهدف التلاعب بموعد الانتخابات، والإبقاء على المسلحين الأجانب، وعرقلة حكومة الوحدة الوطنية، فيما اعتبرت عضو اللجنة القانونية بملتقى الحوار السياسي الزهراء لنقي إن السلطة التنفيذية المؤقتة دورها ينحصر في التجهيز للانتخابات المقبلة.

ويشير المتابعون للشأن الليبي إلى القرار الصادر بالإجماع عن مجلس الأمن، وتحت البند السابع، سيضع الميليشيات والقوات الأجنبية والمرتزقة والساعين لعرقلة الحل السياسي ولتأجيل الانتخابات على صفيح ساخن، بما يتضمنه من تلويح واضح بالتدخل المباشر للتصدي للخارجين عن القانون والشرعية والدولية، معتبرين أن الإجماع الدولي على هذا القرار يمثل دعماً للسلطات التنفيذية الجديدة، وتحذيراً واضحاً لكل من يحاول منع البلاد من الوصول إلى تحقيق الأمن والاستقرار واستعادة سيادة الدولة على كل أراضيها ومقدراتها.

ترحيب كبير

أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، عن ترحيبها الكبير بقرار مجلس الأمن رقم 2571 الصادر أول من أمس، تحت الفصل السابع وبشكل خاص ما نصت عليه المواد 1 و3 و5 و7 و10 و11 و12 و14 و16 من نص القرار، والذي أكد أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها وتمديد عمل لجنة العقوبات وتوسعة عملها ليشمل معرقلي الانتخابات والانتقال السياسي إضافة لدعم لجنة 5+5، والتشديد على وجوب محاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني.

تفجيران يستهدفان بئرين نفطيتين في العراق

أعلنت وزارة النفط العراقية السبت تعرض بئرين نفطيتين في محافظة كركوك شمالي البلاد إلى عمل تخريبي. وأوضحت الوزارة في بيان أن عبوتين ناسفتين انفجرتا عند بئرين نفطيتين في حقل باي حسن.

وأكدت أن الانفجارين لم يؤثرا على عمليات الإنتاج ولم يوقفا ضخ النفط من البئرين المستهدفتين.

ولم يتهم البيان أي جهة بالوقوف وراء الحادث لكنه أشار إلى أن الجهات المعنية والأمنية فتحت تحقيقاً للكشف عن ملابساته.

من جهة أخرى، أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجير الذي وقع في سوق شعبية شرقي بغداد، وأدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.

وكانت السلطات العراقية قد أفادت بأن شخصاً قتل في انفجار عجلة كان ينقل عبرها مواد متفجرة في مدينة الصدر، وهو حي مكتظ ومترامي الأطراف شرقي بغداد.

«النهضة» لتقديم «تنازلات» لحل أزمة الحكم في تونس

أكد عبد اللطيف المكي، قيادي حركة النهضة التونسية، استعداد حزبه لتقديم تنازلات لحل الخلافات المتواصلة بين رأسي السلطة التنفيذية والأفرقاء السياسيين في البلاد، في إطار ما يتفق عليه المجتمع السياسي وأركان الدولة التونسية، واشترط في المقابل عدم المساس بالدستور وتطبيق مقتضياته.
وقال المكي إن الاتفاق بين مختلف الأطراف السياسية لن يكون إلا عبر تنظيم الحوار الوطني المقترح من قبل اتحاد الشغل (نقابة العمال)، وطالب القيادات السياسية في مختلف مواقع المسؤولية بـ«الكف عن الخطاب العدائي»، داعياً الأحزاب السياسية ومسؤولي الدولة إلى توجيه رسائل إيجابية إلى التونسيين لطمأنتهم، وإعادة الثقة لديهم. كما دعا إلى ضرورة الكف عن التناحر والصراع، والعمل على خلق وضع حكومي مستقر، لتلافي عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد، في ظل تواصل أزمة «اليمين الدستورية»، والخلافات المتفاقمة بين الرئيس قيس سعيد ورئيس الحكومة هشام المشيشي.
وفي غضون ذلك، نفى نور الدين البحيري، النائب البرلماني عن حركة النهضة، وجود أي انزعاج لحزبه تجاه الزيارة التي قام بها الرئيس سعيد إلى مصر، ولا يقلقها دعم العلاقات مع الأشقاء. وقال في تصريح إذاعي إن «خلافات الإخوان والسيسي في مصر لا تعني حركة النهضة... ولا وجود لـ(الإخوان) في تونس التي تعيش في ظل نظام ديمقراطي تعددي، ودستور يساوي بين الجميع»، مبرزاً أن حزب النهضة معترف به قانونياً، وأنه الحزب الأول في البرلمان التونسي، على حد قوله.
وبخصوص هذه المتغيرات، قال عادل العوني، المحلل السياسي التونسي، إن حركة النهضة «باتت مضطرة للتأقلم مع المستجدات. فالوضع الجديد لن يتطلب منها الانحناء أمام العاصفة فحسب، بل تغييراً جذرياً على مستوى المواقف والاستراتيجيات السياسية. وأولى هذه التغييرات تتعلق بالرئيس قيس سعيد، ذلك أن قادة الحركة مطالبون بالتوقف عن التعرض له، وأن يتركوا المهمة عند الضرورة للآلة الإعلامية الموالية»، على حد تعبيره.
وأضاف العوني موضحاً: «قد تكون هذه الخطوة متبوعة بحملة إعلامية في الخارج، هدفها تلميع صورة الحركة، والامتناع عن شيطنة أعداء الإسلام السياسي وحركة الإخوان. أما على المستوى الداخلي، فهي مدعوة للسير بجدية في طريق المدنية، والفصل الفعلي بين الدعوي والسياسي، وقد تقدم مزيداً من التنازلات، تبعاً لتغير علاقة تركيا بمصر، خوفاً من الوقوع في السيناريو المصري».
وفي هذا السياق، توالت تصريحات قيادات حركة النهضة التي تقلل من أهمية التقارب التركي - المصري، وهو ما قد يجعل حركة النهضة، وفق عدد من المتابعين، في «ورطة سياسية لخسارتها حليفاً آيديولوجياً، خاصة بعد توالي الاتهامات الموجهة لها بتبني (الفكر الإخواني)، وعدم تخلصها من علاقاتها القديمة مع هذا التنظيم الذي بات مصنفاً ضمن التنظيمات الإرهابية».
وتواجه «النهضة» أيضاً تحديات داخلية، تتمثل في الهجوم الحاد الذي قاده الرئيس سعيد ضد ممثلي الإسلام السياسي خلال زيارته إلى العاصمة المصرية، وانتقادات القيادات السياسية المعارضة، وعلى رأسها «الحزب الدستوري الحر» الذي تتزعمه عبير موسي، الداعي إلى إخراج ممثلي الإسلام السياسي من المشهد البرلماني والسياسي.
وفي سياق ذلك، عد محمد الناصر، الرئيس السابق للبرلمان، أن الوضع الحالي الذي تعرفه تونس «محير». وقال إن الإجماع حول خيارات وطنية واضحة، واعتماد خطة إنقاذ واضحة المعالم «تمثل الحل الأمثل للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد. وهذا الحل سيعتمد على تصور جديد يكون محل إجماع، وتوافق واسع من قبل الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية».

شارك