لابتزازهم بطلب فدية.. تقرير يوثق جرائم الحوثي باختطاف اللاجئين الأفارقة

الثلاثاء 04/مايو/2021 - 04:00 ص
طباعة لابتزازهم بطلب فدية.. أميرة الشريف
 
ضمن العلميات الإجرامية التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في اليمن، قامت الميليشيا الإرهابية بتنفيذ حملة اختطافات واسعة بحق مهاجرين أفارقة في شوارع العاصمة صنعاء، دون أسباب واضحة، حيث كشف تقرير لمنظمة الهجرة الدولية أن المزيد من المهاجرين الأفارقة في اليمن يتعرضون بشكل متزايد للاستغلال من قبل المهربين، حيث يتم استخدامهم في أعمال السخرة، ويتعرضون للاعتداءات الجسدية والجنسية، والاختطاف من أجل إرغام إسرهم على دفع الفدية، وذكرت أن ميليشيا الحوثي رحلت قسرا إلى مناطق سيطرة الحكومة أكثر من 20 ألف لاجئ خلال العامين الماضيين. 
يأتي ذلك بينما لم يمض شهر على الجريمة المروعة التي شهدتها العاصمة صنعاء في 7 مارس الماضي والتي راح ضحيتها المئات من المهاجرين إثر قيام قوات حوثية برمي قنابل حارقة عليهم داخل مركز احتجاز.
وكشفت تقارير إعلامية عن أن مسلحي الحوثيين اختطفوا خلال الفترة الماضية، أكثر من 220 لاجئاً إفريقياً من شوارع صنعاء، من أمام مبنى مكتب الأمم المتحدة، بينهم 55 امرأة واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وذكرت المنظمة أن العديد من المهاجرين، وخاصة النساء، أبلغوا عن تعرضهم للعنف وسوء المعاملة في رحلتهم، لا سيما عند نقاط التفتيش، دون أن يكون لديهم أي وسيلة لطلب المساعدة، مشددة على أن النساء والفتيات هن الأكثر تعرضاً لمخاطر الاستغلال، وغالباً ما يتم استغلالهن من قبل المتاجرين بالبشر والمهربين، الذين يتحكمون في حريتهم في التنقل ومصادر الدخل، قائلة إنه مثلاً لا يمكن للمرأة أن تغادر مكان احتجازها إلا لاستخدام مراحيض غير صحية وعندما تصل إلى وجهتها، يُتوقع منها أن تسدد للمهرب، لأنها لم تدفع التكلفة الكاملة مقدماً.
وسجل فريق مصفوفة تتبع النزوح التابع للمنظمة الدولية للهجرة وصول 5،113 مهاجراً إلى اليمن في الفترة ما بين 1 يناير و31 مارس 2021، مع سفر غالبية الأشخاص عبر الصومال إلى شبوة وحضرموت. وهذا الانخفاض يمثل نسبة 82 في المئة تقريباً عن نفس الفترة من عام 2020 عندما وصل عدد المهاجرين 27،948 مهاجراً. ومع ذلك، فهي زيادة بنسبة 14 في المئة عن الربع الأخير من عام 2020 عندما تم تسجيل 4،413 مهاجراً وافداً. 
وحسب التقرير فإنه وعلى الرغم من الانخفاض الكبير في عدد الوافدين من فترة ما قبل جائحة كورونا، إلا أن سمات المهاجرين في اليمن لا تزال كما هي، حيث كانت الغالبية (87%) إثيوبيين والباقي صوماليون (13%). ولا يزال معظم الذين يسافرون على هذا الطريق هم من الفتيان أو الرجال، مع مستوى تعليمي منخفض من المناطق الريفية. وغير مدركين للصراع في اليمن أو مدى انتشار COVID 19 ولا يتخذون أي تدابير للوقاية من العدوى أثناء رحلتهم.
ويشير التقرير إلى أن المهاجرين في اليمن - ولا سيما أولئك الذين تقطعت بهم السبل في المراكز الرئيسية في عدن ومأرب وصنعاء وصعدة - يعيشون في ظروف صعبة للغاية، معظمهم في الشوارع، ويكافحون من أجل الحصول على الحد الأدنى من الغذاء والمياه اللازمين للنجاة. 
وقالت إن هذا الوضع لا يعرض المهاجرين لخطر المجاعة والموت فحسب، ولكن - إذا لم يتم إدارته بشكل صحيح - يمكن أن يشكل أيضاً مشكلة صحية عامة بالنظر إلى جائحة COVID 19 المستمر، نظراً لأن التباعد الاجتماعي والنظافة الشاملة ومرافق المياه والصرف الصحي ليست خياراً في كثير من الأحيان، وأن المهاجرين معرضون بشكل كبير للإصابة بالأمراض المعدية والتي تنقلها المياه، بينما يُحرمون في الوقت نفسه من الوصول إلى المرافق الصحية. 
وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 32000 مهاجر تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء اليمن في ظروف مزرية، مع وصول محدود للغاية إلى الخدمات الأساسية مثل المأوى والغذاء والمياه والرعاية الصحية.
جاء ذلك في وقت تتبع فيه ميليشيا الحوثي، ممارسات عنيفة لتضييق الخناق على المهاجرين الأفارقة، آخرها كان حملة ترحيل قسري طالت المئات منهم ضمن ظروف تتنافى مع القانون الدولي الإنساني.
وكان المهاجرون قد نظموا وقفات احتجاجية أمام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بسبب موقفها الذي اكتفت فيه بإدانة حادث المحرقة دون الإشارة إلى الفاعل، مطالبين بالتحقيق في ما عرف بـ "محرقة المهاجرين الأفارقة".
يشار إلى أن العاصمة اليمنية صنعاء كانت شهدت في 7 مارس 2021م، جريمة مروعة راح ضحيتها المئات من المهاجرين، جلهم إثيوبيون، إثر قيام قوات حوثية برمي قنابل حارقة عليهم داخل مركز احتجاز تابع لها، ما أدى لاحتراق عشرات المهاجرين واندلاع النيران في السجن، وسط تشكيك دولي بأرقام الضحايا التي أعلنتها الميليشيات والتي قدرت مقتل 150 لاجئاً على الأقل.

شارك