باقتحام المجلس الرئاسي.. تحالف ميليشياوي إخواني ضد وزيرة الخارجية الليبية

السبت 08/مايو/2021 - 03:43 ص
طباعة باقتحام المجلس الرئاسي.. أميرة الشريف
 
تقود جماعة الإخوان الليبية وبعض الميليشيات المسلحة، حملة شرسة ضد وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش بسبب دعواتها المتكررة لخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، كما يقود مفتي الإرهاب المعزول من البرلمان الليبي الصادق الغرياني حملة ممنهجة ضد وزيرة الخارجية، وذلك بدعوته أهالي مدينة طرابلس ومقاتلي بركان الغضب لقيادة حملة استنكار واسعة ضد الوزيرة وإجبارها على تقديم استقالتها، متهماً إياها بخدمة مشروع يسعى لاحتلال ليبيا.
واقتحم قادة الميليشيا المسلحة، مقر المجلس الرئاسي الليبي بالعاصمة طرابلس للمطالبة بإقالة وزيرة الخارجية والتراجع عن تعيين رئيس جهاز المخابرات حسين العايب مقابل الإبقاء على عماد الطرابلسي.
وجاء التمرّد على المجلس الرئاسي، عقب اجتماع لقادة الميليشيا المسلحة في ضيافة رئيس جهاز المخابرات المقال الطرابلسي، للردّ موقف وزيرة الخارجية المنقوش التي دعت من خلاله إلى انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من بلادها والتعبير عن رفضهم لقرار المجلس الرئاسي تعيين اللواء العايب على رأس جهاز المخابرات خلفا للطرابلسي.
وانتشرت لقطات مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحظة هجوم عناصر مسلحة على مقر اجتماع المجلس الرئاسي الذي يقع في فندق "كورنثيا" بالعاصمة طرابلس وتطويق محيطه بالكامل بالعشرات من العربات العسكرية المجهزّة وسيارات رباعية الدفع، حيث طالب أحد المتحدثين في الفيديو بتفتيش كل السيارات المارة متسائلا: "أين المنقوش؟"، ويقصد وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، في مشاهد صدمت الليبيين.
وجاء هذا التحرّك المسلّح عقب اجتماع ضمّ أغلب مليشيات العاصمة طرابلس وما يعرف بقوات "بركان الغضب"، هدّدوا من خلاله بمحاصرة مقرّ المجلس الرئاسي واستخدام قوة السلاح، إذا لم تلق مطالبهم استجابة.
وظهر محمد الحصان آمر الكتيبة 166 التابعة لرئاسة الأركان في مقطع فيديو من الاجتماع، وهو يدعوإلى حشد قوّة مسلحة وتجهيزها لمحاصرة مقر المجلس الرئاسي ووزارة الداخلية، حتّى تنفيذ هذه المطالب، وسط حالة من الغضب بسبب قرار المجلس تعيين أحد المقربيّن من قائد الجيش الجنرال خليفة حفتر على رأس جهاز المخابرات.
وأفادت مصادر  أن رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، فر من الفندق عبر الباب الخلفي قبل وصول الميليشيا إليه، حيث أكدت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي أن "جميع أعضاء المجلس بخير"، وعلى رأسهم المنفي ونائبيه علي اللافي وموسى الكوني.
هذا وقد أطلق مفتي الإرهاب, دعوة إلى ميليشيا "بركان الغضب" للخروج ضدّ المنقوش، ووصفها بـ"الوقحة التي تخدم مشروع العدو"، وذلك على خلفية دعوتها إلى خروج القوات التركية والمرتزقة من بلادها.
وتؤكد المنقوش مرارا في خطابها على أن ليبيا مصممة على انسحاب تركيا من بلادها، وخروج كافة القوات الأجنبية من الأراضي الليبية بشكل يسمح بإجراء الانتخابات في أجواء من الأمن والاستقرار.
ورفض الغرياني، الذي يقيم في تركيا ويوصف في ليبيا بـ "مفتي الفتنة والإرهاب والدّم"، خلال أحدث ظهور تلفزيوني له عبر قناة "التناصح"، تصريحات المنقوش، وزعم أنها "تنكرت فيها لجميل تركيا وفضلها على ليبيا" بعد تدخلها لدعم حكومة الوفاق، معتبرا أن "قائلها لا يستحق الاحترام وتصرفه يدل على أنّه غير أهل للمسؤولية".
وواصل الغرياني هجومه وتحريضه ضد المنقوش، داعيا أهل طرابلس وقوات ما يعرف بـ "بركان الغضب" إلى الخروج بقوة لاستنكار هذه التصريحات والاعتراض عليها وعدم السكوت على "هذه الترهات والأباطيل" لأنها "انحياز للعدوّ"، مقابل تقديم الشكر لتركيا ودعم بقاء قواتها في ليبيا.
ويعتبر الغرياني، الذي اشتهر بفتاويه ومواقفه المناصرة لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، واحدا من أهمّ المنحازين والمدافعين عن الجماعات الإرهابية، وعمل منذ 2012 مفتيا لهذه التنظيمات في ليبيا، والتي ارتكبت عدّة جرائم عنف وقتل استنادا إلى فتاويه.
كذلك هاجم ما يسمى تجمُّع قادة ثوار ليبيا ، المنقوش بسبب تمسكها بضرورة انسحاب القوات الأجنبية وخصوصاً التركية من ليبيا، موضحين أن هذه القوات جاءت بناءً على اتفاقية أمنية بين البلدين.
واتهم تجمع قادة ثوار ليبيا بحسب بيان لهم، وزيرة الخارجية بدعمها قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، محذرين حكومة الوحدة الوطنية مما وصفوه تبِعات المواقف الطائشة، مؤكدين تمسكهم بسلاحهم.
ويري مراقبون أن المنقوش أصبحت شوكة في حلق جماعة الإخوان الإرهابية في أكثر من جانب؛ لما تقوم به من مطالبات بعدم التدخل الخارجي في الشأن الليبي وكذلك المطالبة بضرورة انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، وهو الأمر الذي ترفضه جماعة الإخوان نظرا لعلاقاتهم القوية بتركيا .

شارك