بالتعاون مع القوات الأمريكية .. الجيش الصومالى يدحر حركة الشباب بولاية غلمدغ

السبت 24/يوليو/2021 - 02:46 ص
طباعة بالتعاون مع القوات أميرة الشريف
 
شن الجيش الصومالي عملية مشتركة بالتعاون مع القوات العسكرية الأمريكية العاملة في أفريقيا "أفريكوم" هجوما جويا، على مواقع لحركة الشباب الإرهابية.
يأتي ذلك بعد معارك طاحنة استمرت 7 أيام ضد مسلحي "الشباب" في محافظة "مدغ" بإقليم "غلمدغ" الواقع بوسط البلاد، حيث بدأت عناصر الحركة الإرهابية بتسليم نفسها للقوات المشتركة ما أسفر عن مصرع عدد من عناصر حركة الشباب وتدمير أسلحتهم.
وتشن القوات الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" غارات منتظمة بالتعاون مع الجيش الصومالي على فلول مليشيات الشباب المتمردة في المناطق الشرقية بولاية غلمدغ وسط البلاد.
وأعلنت وزارة الأمن في إقليم "غلمدغ" الفيدرالي عن تعرض موقع لحركة الشباب في محافظة "مدغ" وسط الصومال لضربة جوية جديدة بغارتين جويتين، وأن الضربة تتزامن مع تعزيز العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الصومالي منذ 8 أيام ضد مواقع حركة الشباب الإرهابية.
وتعد الضربة هي الثانية ضد حركة الشباب خلال 4 أيام، ومنذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة في الولايات المتحدة خلفا للرئيس السابق دونالد ترامب، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" لم تعلق حتى الآن على الضربة الجوية.  
من جانبها أصدرت وزارة الإعلام والثقافة والسياحة الصومالية بيانا أكدت فيه شن غارات جوية في منطقة "قيعد" التابعة لمديرية "حررطيري" بإقليم "غلمدغ"، ضد حركة الشباب الإرهابية؛ وسحقت الغارة الجوية الدقيقة عناصر حركة الشباب وأسلحتهم من دون وقوع أي ضحايا بين المدنيين.
وأضاف بيان وزارة الإعلام إن قوات "دنب" الخاصة والجيش الصومالي ستستكمل أعمالها لهزم حركة الشباب إلى أن تنعدم الحركة تماما".
يذكر أن قوات "دنب" هي قوات خاصة في الجيش الصومالي، تلقت تدريبات عسكرية مكثفة على يد القوات الأمريكية، وتساعد قوات "أفريكوم" الجيش الصومالي في القضاء على حركة "الشباب" الإرهابية.
يأتي ذلك فيما يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن انتقادات من جانب أعضاء مجلس الشيوخ، حيث أصدر ثلاثة من أعضاء المجلس، من بينهم المرشح الرئاسي السابق بيرني ساندرز، بيانًا في وقت متأخر الليلة الماضية يدين الضربة العسكرية الأميركية بطائرة بدون طيار في الصومال في وقت سابق من هذا الأسبوع ، وهي أول قصف في الصومال منذ تولى بايدن منصبه في يناير.
وفي ضربة قوية هي الأولي منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في نهاية يناير الماضي، شن الجيش الأمريكي، منذ يومين، غارة جوية ضد إرهابيين من حركة الشباب الصومالية.
ومنذ سنوات والولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتوجيه ضربات جوية بشكل شبه يومي ضد حركة الشباب الصومالية المصنفة "إرهابية"، والتي أعلنت سابقا مبايعتها لتنظيم القاعدة "الإرهابي".
من جانبه، أعلن الجيش الصومالي في بيان مقتل 50 مسلحا من الحركة الإرهابية، من بينهم 3 من قادة الحركة في غارة جوية بقرية عاد جنوبي محافظة مدغ وسط البلاد، لكنه لم تشر إلى الجهة التي شنت الهجوم.
وشن الجيش الأمريكي 64 ضربة ضد الحركة في العام 2019، 43 ضربة في العام 2018، وقال قائد قوات المشاة الأمريكية في أفريقيا الجنرال روجر كلوتير، في جلسة للبنتاغون، الاثنين 9 مارس 2020، إن حركة الشباب تمثل أحد أكبر التهديدات في القارة الأفريقية، مضيفا أنها تسعى إلى مهاجمة الولايات المتحدة، ويجب التعامل بشكل فيه أكثر جدية مع الخطر الذي تمثله الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة، فيما أكد وزير الدفاع، مارك إسبر، خلال الجلسة ذاتها، أن ضربات "جز العشب"، تأتي للحفاظ على السيطرة وضمان ألّا يزيد الخطر ويعاود الظهور.
هذا وقد أصدر مكتب رئيس ولاية غلمدغ، أحمد عبدي كاريه قور قور، بيانا حول العمليات الجارية، جاء فيه أن "غلمدغ حققت مكاسب كبيرة ضد ميلشيات الشباب، وتم تحرير بلدات استراتيجية بينها بعادوين وعمارة، وستواصل القوات زحفها حتى تطهير مسلحي الشباب من إقليم مدغ" .
ومنذ سنوات، يخوض الصومال حربا ضد "الشباب المجاهدين" التي تأسست مطلع 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكريا لتنظيم القاعدة، وتبنت العديد من العمليات التي استهدفت القوات الحكومية والأفريقية الداعمة لها وبعثات دبلوماسية وعسكرية أجنبية.
وتم تأسيس حركة الشباب كانشقاق عن اتحاد المحاكم الإسلامية، حيث كانت الذراع العسكري له، بعد رفضها انضمام الاتحاد إلى ما يعرف بـ"تحالف إعادة تحرير الصومال"، بعد الهزيمة الأخيرة أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة، واعتبرت الحركة أن التحالف انحراف عن المنهج الإسلامي الصحيح؛ لأنه يضم بين صفوفه علمانيين، كما أنه لا يتفق مع مبادئ حركة الشباب، التي تؤكد عدم التفاوض مع المحتل الإثيوبي، بالإضافة إلى رفضها التعامل مع الحكومة الانتقالية، واصفة لها بالعمالة والانضواء تحت الأهداف والرغبات الغربية والإقليمية.
ولا يوجد تاريخ محدد لنشأة الحركة فيما تفيد بأنها تأسست في العام  ما بين عامي 2003، 2006، وذلك التضارب يرجع إلى كونها بدأت كشبكة حرة، قبل أن تتخذ طابعاً رسمياً في وقت لاحق لتصبح تنظيماً، واتخذت الحركة طريق المقاومة وحرب العصابات ضد القوات الإثيوبية التي تكبدت خسائر فادحة، حتى استغاث الرئيس الإثيوبي مليس زيناوي بالمجتمع الدولي لانتشال قواته من المستنقع الصومالي، وبذلك حظيت حركة الشباب بشعبية كبيرة بين الصوماليين.

شارك