بـ"88 عملية استهداف".. ميليشيا الحوثي تتجرع مرارة الهزيمة بمأرب

الإثنين 25/أكتوبر/2021 - 11:31 ص
طباعة بـ88 عملية استهداف.. فاطمة عبدالغني
 
أسفرت 88 عملية استهداف، نفذتها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، خلال الثلاثة الأيام الماضية، عن خسائر كبيرة في صفوف ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، وتدمير عشرات الآليات القتالية، في جبهات قتال بمحافظة مأرب.
وفي هذا السياق أعلن التحالف العسكري في اليمن أمس الأحد مقتل 264 متمردا يمنيا في غارات جوية خلال الساعات الـ72 الفائتة على منطقتين قرب مأرب، في وقت تعهد الحوثيون مواصلة زحفهم نحو المدينة الاستراتيجية رغم الخسائر.
وقال التحالف في بيان نشرته وسائل اعلام رسمية إنه نفذ "88 عملية استهداف" في منطقتي الكسارة على بعد نحو 30 كلم شمال غرب مأرب والجوبة على بعد نحو 50 كلم جنوب مأرب، ما أدى إلى "تدمير 36 آلية ومقتل أكثر من 264 عنصراً حوثيا إرهابياً".
ونادرا ما يعلق الحوثيون المدعومون من إيران على الخسائر، ولم يتسن لفرانس برس التحقق من حصيلة القتلى بشكل مستقل.
ويحاول التحالف منع المتمردين من الوصول إلى مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها دوليا في شمال البلد الغارق في الحرب. وقد صعّد الحوثيون في فبراير عملياتهم العسكرية للسيطرة عليها.
وأوقعت المعارك منذ ذلك الوقت مئات القتلى من الجانبين وتسببت بنزوح أكثر من 55 ألف شخص من منازلهم منذ مطلع العام الحالي، على ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وأعلن التحالف عن ضربات جوية في محيط مأرب بشكل شبه يومي مدى الأسبوعين الماضيين، قتل فيها أكثر من 1600 متمردا بحسب التحالف.
وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع تدمير مقاتلات التحالف العربي، زورقًا مفخخًا لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في جزيرة كمران مقابل الصليف.
وأعلن التحالف في بيان أمس الأحد، أن الميليشيا الإرهابية كانت تجهز الزورق استعدادًا لتنفيذ هجوم وشيك، لافتا إلى أنها تواصل انتهاك نصوص اتفاق ستوكهولم ووقف النار في الحديدة.
وفي أول تعليق حكومي على تحييد خطر الزوارق المفخخة، قال معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية: "إن استمرار ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية لاستهداف السفن التجارية وتهديد خطوط الملاحة الدولية، يؤكد استخفافها بالمواقف الدولية الداعية للتهدئة وإحلال السلام في اليمن". 
ووصف الإرياني، في تصريحات رسمية، هذه الأنشطة الحوثية الإرهابية بأنها "تؤكد مضي الميليشيات في نهج التصعيد تنفيذاً للإملاءات الإيرانية، وعدم اكتراثها بالمأساة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين‏".
وأضاف أن هذه الممارسات "تؤكد من جديد أن ميليشيا الحوثي تنظيم إرهابي لا يختلف عن (القاعدة)، و(داعش)، وأن استمرار استغلالها لاتفاق أستوكهولم للسيطرة والوجود على أجزاء من الشريط الساحلي في محافظة الحديدة والتخطيط لشن هجمات إرهابية، بات يمثل تهديداً جدياً وخطيراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وثمن الوزير اليمني جهود تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في إحباط المخططات الحوثية وتأمين التجارة العالمية وخطوط الملاحة، وآخرها استهداف موقع لتجميع وتفخيخ الزوارق المفخخة بمعسكر الجبانة الساحلي بالحديدة، وتدمير 4 زوارق مفخخة تم تجهيزها لتنفيذ هجمات إرهابية، ليصل إجمالي ما تم تدميره إلى 91 زورقاً مفخخاً.
وطالب ‏وزير الإعلام اليمني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي بإدانة هذه الأنشطة الإرهابية المزعزعة للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وبسرعة العمل على إدراج ميليشيا الحوثي ضمن قوائم الإرهاب، وفرض العقوبات على قياداتها، وملاحقتهم وتقديمهم للمحاكمة كمجرمي حرب، وفق تعبيره.
يشار إلى أنه يدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.
وما زال نحو 3,3 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24,1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.

شارك