بعد ساعات من انسحاب القوات المشتركة.. ميليشيا الحوثي تخرق اتفاق الانسحاب من الحديدة

السبت 13/نوفمبر/2021 - 12:46 م
طباعة بعد ساعات من انسحاب فاطمة عبدالغني
 
تصاعدت الخروقات الحوثية المتكررة خلال الفترة الماضية، في وقت تحاول الأمم المتحدة إرساء وقف لإطلاق النار في اليمن، من أجل إعادة إطلاق المفاوضات بغية التوصل إلى حل سلمي للنزاع المتواصل منذ سنوات.
وفي هذا السياق كشفت مصادر ميدانية، أن ميليشيا الحوثي الانقلابية، خرقت اتفاق الانسحاب من مواقع التماس في الحديدة والذي بدأت القوات المشتركة بتنفيذه صباح الخميس .
وقال الصحفي بسيم الجناني، أن الحوثي خرق الاتفاق ودخل مجمع إخوان ثابت بعد ساعات من انسحاب القوات المشتركة .. مشيراً إلى أنه تم الحديث الآن عن إيقاف الانسحاب وعودة القوات المشتركة لمواقعها لعدم التزام الحوثي بالتنفيذ، وأضاف "أي قرار للعودة سيتسبب بمجزرة في المجمع والعمال كما حدث في 2018".
 ووفقا للمصادر فإن ميليشيات الحوثي سعت للتوغل في هذه المناطق والسيطرة عليها بقوة السلاح فور إخلاء القوات المشتركة لها، وجعلت من إقامة "منطقة آمنة" تحت رعاية الأمم المتحدة في مهب الريح.
وأشارت إلى أن "ميليشيات الحوثي فرضت سيطرتها على شارع صنعاء-الحديدة، الذي يفترض أن يتحول لممر إنساني لقوافل المساعدات والإغاثة الواصلة إلى ميناء الحديدة".
وكانت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني أعلنت قرار إخلاء المناطق المحكومة باتفاق (السويد) في الحديدة، لكون تلك المناطق محكومة باتفاق دولي يبقيها مناطق منزوعة السلاح وآمنة للمدنيين الذين وقِّع اتفاق (السويد)؛ بحجة حمايتهم وتأمينهم.
وذكرت في بيان أن "قرار إعادة الانتشار جزء من المعركة الوطنية التي بدأناها لمواجهة المخاطر التي تهدد أمن الوطن والمواطن اليمني خصوصاً، والأمن القومي العربي عموماً". وأكدت أنها اتخذت هذا القرار في ضوء خطة إعادة الانتشار المحددة في اتفاق (ستوكهولم)؛ الذي تتمسك الحكومة الشرعية بتنفيذه، بالرغم من انتهاكات ميليشيا الحوثي الاتفاق من اليوم التالي لتوقيعه، وما زالت الميليشيا مستمرة في نسف الاتفاق حتى اليوم.
وأوضحت في بيانها، أن الواجب يدفعها للدفاع عن جبهات ذات أهمية أخرى قد تستغلها الميليشيا عند عدم وجود دفاعات كافية، وعدم وجود اتفاق دولي يردع الحوثي عن تقدمه، كما حصل مع قواتها في (الحديدة). وأنها قررت ذلك في سياق متابعتها التطورات؛ التي تشهدها جبهات البلاد كلها، التي تفرض على كل حرٍّ قادر أن يقدِّم الدعم والعون بالوسائل المختلفة لجبهات الدفاع عن اليمن واليمنيين.
وأضافت، بدأنا تنفيذ الخطة التي تحدد خطوطاً دفاعية، تؤمِّن معركة الساحل وتبقي (تهامة) على أهبة الاستعداد لأي تطورات قد تطرأ في جبهات القتال ضد الحوثي.
ولاقت عملية إعادة الانتشار التي نفذتها القوات المشتركة في الحديدة من طرف واحد وتزامنت مع زيارة مبعوث الأمم المتحدة لليمن إلى الساحل الغربي، بصدى إعلامي واسع على الصعيد اليمني.
حيث قال رئيس المركز الإعلامي في قوات المقاومة الوطنية، سمير اليوسفي، أن ما حدث هو اخلاء للمناطق التي يحكمها اتفاق ستوكهولم في محيط مدينة الحديدة وجاءت هذه الخطوة لتصحح مسار العمليات العسكرية وتزيل القيود عن مهام القوات المشتركة، وتحررها من سيطرة اتفاق السويد الذي عطل كل امكانياتها وهدد قيمتها العسكرية.
فيما قال مدير المركز الإعلامي لألوية العمالقة، أصيل السقلدي، في تغريدة له بتويتر، "إن إعادة انتشار قواتنا من محيط مدينة ‫الحديدة جاء لإرسال رسالة للعالم أن لا شيء يقدر يقف عائقاً في وجه حرية قواتنا في الدفاع عن الأراضي المحررة وشعبها الصامد".
وأكد المحلل السياسي، ورئيس تحرير نيوزيمن، نبيل الصوفي، بأنه توجب تحرير معركتنا الوطنية من قيود اتفاق السويد بعد عدم استجابة  الشرعية لكل مطالب الناس بإلغائه. 
وقال في تغريدة له بتويتر، "‏إما يلتزم الحوثي باتفاق السويد أو يسقط، القرار اليوم بيده، أما الشرعية فهي ملتزمة به" .. مضيفاً بقوله، "ها هي القوات المشتركة في الساحل قد أعادت إصلاح وضعها العسكري على الأرض، لاستعادة القرار، واما التزم الجميع بالسويد أو ألغاه الحوثي" . 
فيما أشار الصحفي، رياض الأحمدي، إلى أن القوات المشتركة سيبدأ دورها من الأن، وقال "دعوا الحوثيين يخرجون من جحورهم وخنادقهم جنوب الحديدة ويخرجون ما لديهم من قوة وألغام".
ويرى الصحفي، عادل النزيلي، "أن القوات المشتركة تعيد ترتيب معركتها خارج "براد" ستوكهولم الذي حاصرها وحاول تحييدها للاستنزاف .. لافتاً إلى أنه لم يعد جندي واحد إلى منزله، ولكن الجندي اختار المترس الذي يحقق فيه انتصارا حقيقيا مع قضيته الوطنية  .

أما المحلل السياسي، سعيد بكران، فقال أن قرار بقاء اتفاق السويد أو انهاءه أصبح بيد الحوثي الآن وليس بيد الشرعية الذي وصفها بالخائنة، التي وقعته نيابة عن صانعي النصر والإنجاز العسكري في الميدان حينها وغدرت بهم.
وأضاف: "جبهة الحديدة انتهت بتوقيع استكهولم والإصرار على الحفاظ عليه، والآن من يريد استمرار الحرب يتقدم الطريق أمامه، وبلاش أكاذيب وادعاءات السلام.
بدوره قال رئيس مؤسسة نبرة الإعلام لتنمية المجتمع، اياد الشرعبي "القرار الحكيم لقيادة قوات الساحل المشتركة في اعادة الانتشار سيكون له الأثر الاكبر والعملي لمصلحة المعركة الوطنية".

شارك