حفتر يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية .. "على الليبيين وحدهم اختيار الطريق"

الثلاثاء 16/نوفمبر/2021 - 03:21 م
طباعة حفتر يعلن ترشحه للانتخابات أميرة الشريف
 
يعد المشير خليفة حفتر واحد من أبرز المترشحين للانتخابات الرئاسية في ليبيا والتي ستجرى يوم 24 ديسمبر المقبل، يأتي ذلك على الرغم من كثرة خصومه الرسميين وخاصة في غرب البلاد، وأعلن حفتر، اليوم الثلاثاء، ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها 24 ديسمبر المقبل في ليبيا.
وقال حفتر، في كلمة "في هذه اللحظات التاريخية المصيرية التي يختلط فيها الشك والأمل، فإن آمال الأمن والسلام والاستقرار بدأت تلوح في الأفق رغم المحاولات اليائسة للحفاظ على الوضع الراهن الكئيب".
وتابع: "تقف بلادنا اليوم على مفترق طريقين لا ثالث لهما، هما طريق الحرية والسلام، وطريق التوتر والعبث والصراعات، وعلى الليبيين وحدهم اختيار الطريق، فبعد سنوات ليست قليلة عانيتم فيها ما عانيتهم، ها قد فتحت أمامك أبواب الأمل لإعادة بناء دولتكم واختيار دولتكم، والعبور نحو شواطئ الأمان".
وأضاف: "إنني في هذه المناسبة السعيدة أود أن أحيي القوى الوطنية المخلصة على ما بذلته للوصول إلى هذه المرحلة الفارقة، كما أحيي المبادرات التي قدمتها دول شقيقة وصديقة ساعدت على الدفع نحو الخيارات الديمقراطية والحث على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية باعتبارها المخرج الوحيد للخروج من الأزمة، والطريق الأمثل لعودة ليبيا إلى الطريق الصحيح للأمم".
وأردف: "واستجابة لهذه الجهود والمبادرات وامتثالا لقواعد الديمقراطية وتطبيقا لخارطة الطريق المتفق عليها الليبيين، فأنني أعلن ترشحي للرئاسة ليس طلبا للسلطة أو بحثا عن مكانة، بل قيادة شعبنا نحو العزة والتقدم والازدهار".
وأشار إلى أن "هذه اللحظة التاريخية الفارقة لا يليق أن تكون للوعود الجوفاء، ودغدغة العواطف، بل هي لحظة وطنية صادقة لخطاب العقل والوجدان، وبناء عليه أعدكم طوال رحلتي أن اصطف إلى جانبكم مدافعا عن ثوابتنا الوطنية وعلى رأسها وحدة ليبيا واستقلالها وسيادتها وكرامتها وأمنها".
واستطرد: "إذا قدر لنا تولي الرئاسة، فلدينا أفكار لا تنضب، وهناك أعوان الوطن من رجال ونساء لتحقيق النهضة والتقدم، فهناك الكثير من خيرات ونعم في ليبيا، لو وضعت في أيد أمينة أحسنت إدارتها وتوجيهها، فإن مستقبل الوطن لن يكون محل شك".
واختتم حديثه موجها رسالة إلى الليبيين قائلا "أدعوكم إلى ممارسة دوركم بكل وعي ومسؤولية، وتوجيه أصواتكم في حيث يجب أن يكون لنبدأ رحلة البناء والاستقرار فدوركم لن ينتهي بصناديق الاقتراع ولكن لنبدأ الرحلة نحو ليبيا الحرة والمستقرة".
وبدأ حفتر مسيرته حين انضم إلى ما يعرف بحركة الضباط الأحرار التي أسسها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تمهيدا لتنفيذ الانقلاب العسكري في ليبيا عام 1969 الذي أطاح بالملك محمد إدريس السنوسي.
وكان حفتر الذي يحمل الآن رتبة مشير قد دخل الكلية العسكرية الليبية في عام 1964، وتخرج منها في عام 1966، وهو ينجدر من قبيلة الفرجان التي تقطن مدينة سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
من بين الأحداث الهامة في مسيرته العسكرية مشاركته ضمن الكتيبة الليبية في حرب عام 1973، ومنح إثرها نجمة العبور من قبل الجيش المصري.
تلقى خليفة حفتر دورات قيادة في الاتحاد السوفيتي وكان أحد قادة قوات الجيش الليبي التي تولت الزحف على تشاد والسيطرة عليها بالكامل في عام 1980 بعد عمليات عسكرية سابقة جزئية.
لاحقا طلب الرئيس التشادي حينها كوكوني عويدي من باريس برحيل القوات الليبية، فأمر القذافي بانسحابها على الفور غضبا من حليفه السابق، وسرعان ما اشتعلت الحرب الأهلية مجددا في هذا البلد، ودارت بين حليفين سابقين هما كوكوني عويدي وحسين حبري.
عادت ليبيا إلى مساندة عويدي، وأرسلت قوات إلى شمال تشاد لصد قوات الرئيس حينها حسين حبري، إلا أن القوات الليبية بقيادة حليفة حفتر وكا  حينها يحمل رتبة عقيد ركن، تعرضت لهزيمة كبيرة في مارس عام 1987، حيث قتل عدد كبير من الجنود والضباط وأسر بعض القادة ومنهم خليفة حفتر.
ووُضع حفتر في السجن واستولت قوات حسين حبري المدعومة من فرنسا على الكثير من الأسلحة الحديثة بما في ذلك منظومات للدفاع الجوي وطائرات ومعدات عسكرية متنوعة.
وبعد أن قبع فترة في السجن بالعاصمة التشادية انجامينا، نقل وعدد من العسكريين الليبيين الذين انشقوا عن النظام على الولايات المتحدة حيث عاش في ولاية فرجينيا لنحو 20 عاما.
ويبدو أن العلاقات بين حفتر والقذافي شهدت في وقت متأخر بعد الدفء، حيث تشير رسالة من القذافي موجهة إلى حفتر أنه أمده بمساعدة مالية في إحدى المناسبات.
عاد حفتر من منفاه بعد أن تحولت الأحداث في ليبيا إلى عمليات عسكرية وانضم إلى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وحاول باستماتة تولي رئاسة الأركان العامة بعد الإطاحة بنظام القذافي، إلا أن التنافس والتناحر بين مراكز القوى المحلية حرمه من المنصب، فما كان إلا أن أعلن من طرابلس في فبراير من عام 2014 عبر إحدى القنوات الفضائية الانقلاب على السلطة القائمة  اثناء رئاسة علي زيدان للحكومة.
عاد في وقت لاحق إلى شرق البلاد وجمع العسكريين في تلك المنطقة وكانوا حينها يتعرضون لحملة اغتيالات قيل عن وراءها كتائب متطرفة، ونسج الرحل علاقات مع قبائل المنطقة وقاد معارك شرسة فيما يعرف بعملية "الكرامة" ضد قوات تابعة لتنظيم أنصار الشريعة وكتائب أخرى. وتمكن لاحقا من السيطرة بالكامل على بنغازي، لتنتقل بعدها قواته على مدينة درنة وتحكم السيطرة عليها أيضا بعد معارك عنيفة مع جماعات مسلحة توصف بالمتطرفة.
وانقسمت البلاد منذ عام 2014، وفرض حفتر سلطة الأمر الواقع على مناطق واسعة من شرق البلاد وقسم من الجنوب، وحاول بناء قوة عسكرية كبيرة نجح في تسليحها بفضل دول ساندته.
وفي 4 أبريل من عام 2020 وحفت قوات حفتر في اتجاه الغرب نحو العاصمة طرابلس وتمكنت بفضل تحالفات عقدها مع قوات تتمركز في مدينتي ترهونة إلى الغرب  من العاصمة وغريان إلى جنوبها، من محاصرة طرابلس من الجنوب والشرق.
تواصلت المعارك العنيفة حول طرابلس لأكثر من عام، وتعرضت لأكثر من هزيمة وخاصة بعد تدخل  طائرات مسيرة ضاربة تركية، وانتهت الحملة في مايو  وعادت قوات حفتر أدراجها على معقلها في الشرق .

شارك