دعوات اليمين المتطرف لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا مستمرة

الجمعة 26/نوفمبر/2021 - 01:24 م
طباعة دعوات اليمين المتطرف هاني دانيال
 
خاص- بوابة الحركات الإسلامية
رغم انتهاء ولاية المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، إلا أنها تحاول وضع حلول عاجلة لأزمة اللاجئين والمهاجرين على الحدود الأوروبية وخاصة على حدود بيلاروسيا مع بولندا وليتوانيا، ومخاطر ذلك على دول الاتحاد الأوروبي ككل، وهى الأزمة التى سيطرت لأسابيع على النقاش الداخلى فى ألمانيا، وتزايد معها تنامى دعوات اليمين المتطرف داخل البرلمان الألمانى بوقف قبول مزيد من اللاجئين حفاظا على القيم الألمانية الحضارة الأوروبية، خشية تأثرها بالثقافات الوافدة.


يأتى ذلك فى الوقت الذى يري فيه البعض أن روسيا تلعب دورا سياسيا فى الأزمة فى إطار الخلافات المستمرة مع الاتحاد الأوروبي، فى إطار تقارب امريكي أوروبي على حساب المصالح الأوروبية الروسية،  وهو ما ظهر مؤخرا من خلال تأخر وصول الغاز الروسي إلى أوروبا ، وما ترتب عليه من أزمة كبيرة فى ضعف إمداد الطاقة إلى الدول الأوروبية ، والمعاناة الشديدة التى وجدت بها أوروبا نفسها مؤخرا. من جانبها أكد المحللة السياسية جيسكا برلين أن روسيا تلعب لمصالحها فى الفترة الأخيرة، هناك العديد من الأزمات التى كشفت مشكلة عميقة بين الدول الأوروبية ورسيا، وهو ما سيكون لها انعكاسات مستقبلية على طبيعة العلاقات بينهما.
اعتبرت أن التقارب الأوروبي الأمريكي بعد وصول جو بايدن للبيت الأبيض تضعه موسكو فى حسابتها، ولذلك تتعامل على هذا الأساس، ومن ثم كل طرف يبحث عن تحقيق مصالحه، ومحاربة الطرف الأخر وفقا لقواعد اللعبة.   فى لقاء لها مع  رئيس الوزراء البولندي مورافيتسكي  قبل رحيلها عن الحكم،   اعتبرت المستشارة الأمريكية أنجيلا ميركل بقولها" لدينا نفس الآراء فيما يتعلق بطبيعة الأزمة التي نحن فيها وفيما يتعلق بالسؤال حول كيفية حلها،  متعهدة بالتضامن الكامل" مع بولندا، وأضافت أنه عندما لا يتم تحقيق أي تقدم في الأزمة، فإنه يتعين التفكير في فرض المزيد من العقوبات على لوكاشينكو " ولابد أن نكون نحن الأوروبيين متحدين فيما بيننا".
جددت ميركل دفاعها عن المحادثات الهاتفية التي أجرتها مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ، فى ظل رغبة الرئيس البيلاروسي  فى الحوار إذا ما تعلق الأمر بقضايا مثل تقديم الرعاية الإنسانية للاجئين أو وصول مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إلى هؤلاء الأشخاص. نقل  رادي ألمانيا عن ميركل قولها  بالإبقاء على باب الحوار مفتوحا بشكل دائم، " فيجب أن تبقى العقوبات على جانب، مع إظهار الانفتاح على الحوار على جانب آخر من أجل حل المشاكل عبر المحادثات، خاصة وأنه كان من المهم جدا بالنسبة لها أن تستمع إلى وجهة النظر الراهنة للحكومة البولندية " فبولندا تقع تحت ضغط يومي كبير".
بينما يري مورافيتسكي أن بلاده  تحمي الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي عند الحدود البولندية مع بيلاروسيا، مؤكدا بقوله" نحن في هذا السياق نحمي ألمانيا أيضا من موجة كبيرة من اللاجئين لأن لوكاشينكو حاول اختبار هذه الحدود، كما أن بلاده عملت من خلال نشاطها الدبلوماسي في دول بالشرق الأوسط وبدعم من المستشارة الألمانية ورئيسة المفوضية الأوروبية أوروزلا فون دير لاين على وقف الرحلات الجوية القادمة من  هذه المنطقة إلى بيلاروسيا. وحتى الآن الموقف غير واضح فى ردود الأفعال الأوروبية من الأزمة، وهل أزمة اللاجئين والمهاجرين على الحدود البولندية انتهت أم مجرد حل مؤقت سرعان ما سيطفو على السطح خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.

شارك